عندما نتحدث عن عناصر التكامل والتعاون والجهود التي تعمل على تحقيق النجاح في مختلف الجهات الحكومية، وعن آلية العمل التي يجب أن يعمل عليها الموظف في مجال تخصصه أو عمله داخل محيط مكتبه، فإننا نتحدث عن عناصر ومعايير مهمة لا يمكن لنا أن نتخلى عنها أو حتى نتجاوزها، لأنها وبكل صراحة ستكون القيمة الحقيقية التي ستشكل عامل الثقة بين الحكومة والمواطن.
فبيئة العمل الداخلية في أية جهة من الجهات الحكومية قد تشوبها بعض المتغيرات أو التحولات البسيطة والمفاجئة، وهي مسألة طبيعية تتعرض لها الكثير من الدول داخل مفاصل مؤسساتها الحكومية، حيث ينعكس هذا الخلل أو التغير على المواطن حول مسألة أهمية الثقة بهذه الجهة المعينة في خدماتها، فمسألة الثقة بين الطرفين المواطن ومؤسسات الدولة المختلفة يجب أن تكون على رأس قائمة الأولويات الوطنية، وترسيخ مفهوم الثقة بين المؤسسات الحكومية وأبناء الوطن له دور كبير في تعزيز مسيرة نهضة البلد في جميع قطاعاته، كما أن وجود مصادر الثقة في تعاملاتنا مع الجهات المختلفة يرفع جودة الخدمات الحكومية، وهذا هو ما نتطلع إليه لنتمكن من تذليل الصعوبات التي تواجهنا، وأن يعمل جميع الموظفين بكل إخلاص على رفع منسوب الثقة في الدولة بينهم وبين المواطنين.
أعتقد أننا نستطيع تحقيق المزيد من عناصر النجاح المطلوبة في العمل الحكومي من خلال تعزيز مسألة التعاون بين الجهات الحكومية في المقام الأول، ومضاعفة حاجة التواصل المباشر بين موظفي مؤسسات الدولة في مختلف المواضيع، ورسم سياسات وقنوات للاتصال الحكومي تواكب التغيرات والتطورات في أدواتها الحديثة، من أجل الوصول إلى نقطة التميز في الأداء الحكومي بمختلف مجالاتها، ولينعكس ذلك على الوطن والمواطن.
* كاتب بحريني