العدد 5347
الإثنين 05 يونيو 2023
banner
الإدارة بالسخرية..!
الإثنين 05 يونيو 2023

رسم كاريكاتير نشر في أحد الكتب يصوّر أحد العمال حديثي الالتحاق بأحد المصانع وهو يسأل مسؤولًا كما يبدو في ذاك المصنع قائلًا: ماذا نصنع في المكان الذي أعمل فيه؟ ويجيبه المسؤول بسخرية قائلًا: في الغالب نصنع الأعذار. 
تصور سيدي القارئ أنك تواجه بمثل هذه السخرية أو بمثل هذه السلوكيات من قبل مسؤول في المؤسسة خلال الأيام الأولى من التحاقك بالعمل بها! كيف سيكون انطباعك عن هذه المؤسسة وإدارتها؟ كيف هي معنويات ونفسيات العاملين؟ كيف سيكون تأثير مثل هذه السلوكيات على العامل حديث الالتحاق بالمؤسسة؟
ربما الموقف التالي سيدي القارئ يعرض أمامنا شكلًا آخر للغة السخرية التي قد يستخدمها المسؤول والتي قد تسبّب للعامل الأذى النفسي الذي قد ينقله أو يدخله إلى عالم الاكتئاب المظلم. وقد يؤثر ذلك حتى على تعامله مع أفراد عائلته في صور مختلفة مثل الغضب والعصبية والانطوائية. الغريب في الأمر، كما يقول أحد الاختصاصيين، أن مثل هذا المسؤول قد يستمتع بمثل هذه السلوكيات، فهي قد ترضي شخصيته النرجسية. إليك سيدي القارئ هذا الموقف وهو كما قلنا آنفًا شكل آخر للغة السخرية.
شاهد مسؤول الموارد البشرية يوسف وهو مع بعض زملائه في الكافتيريا فبادره قائلًا: لاحظت أنك دائم التأخر خلال الأسبوعين الماضيين وتترك مكتبك قبل انتهاء الدوام والآن أنت هنا تتجاذب الأحاديث مع زملائك وكأنه لا توجد لديك أي مسؤوليات تنجزها. أريد أن أسألك متى تقوم بأداء عملك؟ لماذا لا تلتزم بالنظام كما هو التزامك بوجودك في الكافتيريا؟
أنا مستغرب من تسامح رئيسك معك. ربما وصل إلى حالة اليأس منك، لذا لا يهمه وجودك من عدمه، أو أنك موظف خارق الذكاء ولا يجاريك أحد في الإبداع والإنجازات العظيمة. اتجهت الأنظار إلى يوسف. كيف سيكون رد فعله على تعامل هذا المسؤول معه بهذا الأسلوب الساخر؟ بهدوء واتزان رد يوسف قائلًا: أنا في إجازة لمدة أسبوعين وقمت بعمل الإجراءات المتعلقة في هذا الخصوص. أنا موجود على العمل أحيانًا خلال هذه الإجازة بناءً على طلب من رئيسي المباشر. نظر المسؤول إلى الحاضرين وترك المكان دون أي رد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية