علاقة المواطنين من ذوي الدخل المحدود مع البنوك، مثل الأمد الطويل الذي يذيب المعادن ويمزق اللحم، لا شيء سوى موسيقى الأنياب والمخالب العاتية، والدهاليز العميقة، ولهيب نار الأرباح المرتفعة التي تصيب المواطن بالهلع الصارخ.
نتفق مع عضو مجلس الشورى طلال المناعي الذي “طالب البنوك الوطنية بتقديم خدمات تمويلية مبتكرة، وأن دورها اليوم مهم في دعم المشاريع الوطنية ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ويجب أن يتم تفعيل دورها لتنشيط الاقتصاد الوطني والمساهمة في تقليل الفجوة في العجز الكلي واستخدام الجوائز المالية الكبيرة التي تعلن عنها كل فترة للأفراد، في وضع حلول ابتكارية بتخفيض نسبة الأرباح على القروض وإتاحة قروض ميسرة”.
بالنسبة للجوائز المالية التي تقدمها البنوك للأفراد والعملاء من خلال مسميات مختلفة، فهي نصيب مع رؤية من الغرابة والمصادفة، فقط تحتاج إلى التوكل وترك المصائر بيد الله، ويبدو أنه أصبح واضحا بدرجة معقولة أن البنوك الوطنية بحاجة إلى ديناميكية خاصة لدعم المشاريع الوطنية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والمساهمة بشكل جدي في تنشيط الاقتصاد الوطني ومختلف البرامج التنموية، إذ عليها زيادة قدرتها على القيام بمهماتها على نحو يتفق والمعطيات الجديدة، الأمر الذي سيكون له بالغ الأثر في خدمة المجتمع. 
ونأتي إلى الصوت العالي الذي يجعل ماء البحر الهادئ يتموج، ونعني أرباح القروض، فلابد من حلول وإعادة هيكلة وتسهيلات تقدم ومنهجية مبتكرة، بدل زيادة العبء على العميل البسيط الذي هو من أكثر المتضررين كونه ليس من أصحاب الرواتب المرتفعة.
لسنا خبراء في الاقتصاد، لكن لابد أن يكون للبنوك الوطنية دور فاعل وواضح في مراحل العمل الوطني وخدمة المجتمع ودفع عجلة التنمية فيه، وزيادة التسهيلات على المواطنين ووضعهم في المواقف الأقل خطرا داخل ممر ونفق القروض المخيف.
* كاتب بحريني