تابعت باهتمام كلمة معالي وزير الداخلية الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، والتي جاءت على هامش مشاركته في احتفال منظمة (دير) الأميركية بعيدها الأربعين، حيث تم إطلاق منهج التعايش السلمي ومكافحة التطرف، في إطار عملية التحديث التي يشهدها برنامج مكافحة العنف والإدمان (معا) والذي تنفذه مملكة البحرين بنجاح كبير. الكلمة ببساطة تمثل استحضارا للثقافة ولقيم البحرين وشعبها الكريم، من خلال التأكيد على أهمية تعزيز مفاهيم التعايش السلمي من جانب، وتكريس ثقافة مكافحة التطرف من جانب آخر، عبر عمل جماعي دولي، تكون فيه الأمم حاضرة بإرادة تغيير وبناء حقيقي، قبالة من يسعون لفرض أفكارهم الهدامة والدخيلة. وتقودنا هذه اللفتة المهمة تحديداً إلى جهود وزارة الداخلية البحرينية المستمرة في تعزيز القيم الأساسية لمكافحة التعصب والتطرف، ضمن إطار الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة “بحريننا” والتي تم إطلاقها عام 2019.
وأشار معاليه لدور المجتمع في تكوين وبلورة وتعزيز ثقافة التعايش وبناء الإنسان، ووأد كل محاولات بث الأفكار المسمومة، وهنا تقوم شرطة المجتمع البحرينية بدور مشكور، ومقدر، يعبر عن الشراكة الفاعلة بين المواطنين والشرطة، وتفعيل كل البرامج والمبادرات والمشاريع لمواجهة التعصب بكل أشكاله. ويأتي برنامج “معاً” كقصة نجاح بحرينية، والذي حد من سوء السلوك لدى الأطفال في المدارس بنسبة 56 %، كما أكد معالي وزير الداخلية في سياق كلمته الأدوات التي تستخدمها الشرطة المجتمعية بما يتناسب مع رؤية جلالة الملك المعظم، والتي تمخضت الكثير من النتائج الإيجابية في المجتمع، وعلى رأسها المدارس، مؤكداً بذات السياق أهمية التعاون الدولي الفعال لتعزيز السلام والأمن.
كلمة معالي الشيخ راشد بن عبدالله هي ببساطة رسالة بحرينية إلى العالم، تكرس من جديد مبادئ وقيم هذا الوطن العزيز كحاضن أول للسلام وداع له، وموطن للمعرفة وبناء الإنسان، ومد يد الخير للآخر.

* كاتب بحريني