العدد 5351
الجمعة 09 يونيو 2023
banner
لغة الخطاب والفوز في الانتخابات
الجمعة 09 يونيو 2023

في تقرير منشور على موقع “ميدل إيست آي” ذهب تانيا غودسوزيان ومراد أسلان، إلى أن خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان جذابا مقارنة بمنافسه في جولة الإعادة، ما مكن الرئيس التركي من الفوز وإعادة انتخابه رئيسًا والاستمرار في منصبه، واصفين خطابات أردوغان بالقومية التي تؤثر في قلوب وعقول أفراد الشعب، حيث مال إلى إبراز الإنجازات التي حققها وتلك التي سيعمل على تحقيقها مستقبلا، مع استخدام أغاني الحب واستثمار قدراته الخطابية، ما يعني أنها حملت لغة تفاؤلية، فيما ركزت حملة منافسه على استعراض المشاكل والأزمات التي تعاني منها تركيا كدليل على “الفشل” في الإدارة والحاجة لرئيس جديد.
التقرير يطرح قضية مهمة وهي دور لغة الخطاب الانتخابي في حسم الانتخابات، لكنه برأيي مبالغ في تقدير هذا الدور، ويعطيه حجمًا أكبر كثيرًا من حجمه دون أن ننكر أهمية هذا الدور لدرجة دفعت الباحثين والمفكرين وعلماء السياسة والاتصال إلى وضع نظريات واستراتيجيات للتأثير وإقناع الناخبين أو الجمهور، والتي يحرص معظم المرشحين على الإلمام والعمل بها في حملاتهم بغرض التأثير في الجمهور المحايد أو المعارض لهم وضمه إلى صفوف المؤيدين باتباع اللغة والآلية المناسبة لكل جمهور، وهي بطبيعة الحال تختلف من فئة لأخرى ومن منطقة لأخرى بل ومن فترة زمنية لأخرى. قد يتأثر الجمهور بالفعل بقوة وتميز لغة الخطاب وبريقه وكيفية تقديمه، لكن هذا التأثير لن يدوم كثيرًا ولن يصمد إن لم يكن هناك واقع يعززه ويدعمه بأن يكون متوافقًا وليس بالضرورة متطابقًا معه، بمعنى أن لا يكون هناك انفصال تام بين الواقع وبين خلاصة ومضمون هذا الخطاب، وإلا سيكون تأثيره عكسيًا تمامًا على صاحبه.
كان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بارعا في الخطابات، وقادرًا على جذب الناس بعفويته وجرأته وحرصه على مخاطبة جموع الشعب ورفع شعار قومي تعبوي وهو أميركا أولا، إلا أنه خسر أمام الرئيس الحالي جو بايدن، فاللغة إن لم تستند على واقع مقارب وداعم فلن يكون لها ذلك التأثير الذي يجذب أصوات الناخبين.
* كاتب مصري

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية