+A
A-

“البلاد” تكشف عن مستندات عمرها 50 عاماً لحلم “وكالة أنباء الخليج”

  • مراسلو‭ ‬الوكالة‭ ‬ليسوا‭ ‬همزة‭ ‬وصل‭... ‬بل‭ ‬صنَّاع‭ ‬للخبر

  • المؤسسون‭ ‬أدركوا‭ ‬حجم‭ ‬التحدي‭ ‬ورسموا‭ ‬الخطة‭ ‬بعين‭ ‬الواقع

  • خطة‭ ‬احتياطية‭ ‬حال‭ ‬انقطاع‭ ‬الاتصال‭ ‬مع‭ ‬مراسلي‭ ‬الوكالة

  • اشتراط‭ ‬مؤهل‭ ‬“القسم‭ ‬التجاري”‭ ‬لوظيفة‭ ‬مدير‭ ‬المكتب

 

أثار تقرير “البلاد” حول مشروع تأسيس أول وكالة أنباء إقليمية على مستوى العالم العربي في العام 1974 تساؤلات لافتة، حول الأسباب التي تقف وراء تعثر المشاريع الخليجية المشتركة، في قبال تلك المشاريع التي تبناها القطاع الخاص لدى دول المنطقة، وكتب لها النجاح في العديد من القطاعات أبرزها المصرفية والصناعية.
وتميط “البلاد” في هذا التقرير اللثام عن نصوص ومستندات كتبت بخط اليد، تتناول مرئيات خطة تأسيس وكالة أنباء الخليج، والعقد المُوقَّع من مؤسسي المشروع، من القامات الصحافية البارزة وهم: المرحوم محمود محمد المردي الذي كان وقتها مؤسس ورئيس تحرير جريدة “الأضواء”، والمرحوم علي عبدالله سيار مؤسس ورئيس تحرير مجلة “صدى الأسبوع”، وعبدالنبي عبدالله الشعلة الرئيس الحالي لمجلس إدارة صحيفة البلاد.
 

خطاب المردي وسيار والشعلة لوزير الإعلام الأسبق طارق المؤيد بشأن طلب رخصة تأسيس وكالة أنباء الخليج

لم يكن الحصول على تصريح رسمي لتأسيس أول وكالة خليجية للأنباء مطلع سبعينات القرن الماضي الهاجس الوحيد الذي خامر أصحاب هذا المشروع الإعلامي السابق لعصره، فمتطلبات التأسيس وتجهيزاته وما يتطلبه من رأسمال وآلية تسيير للأعمال كانت مدونة بتفاصيلها الدقيقة التي تزيح “البلاد” الستار عنها في هذا التقرير.
ونصت خطة التأسيس على اعتماد البحرين مركزاً رئيساً للوكالة، “ويعتمد مراسلون في بقية أقطار الخليج على رأسها الكويت، أبوظبي، الدوحة، مسقط، وإذا أمكن في بغداد والسعودية، كما يتفق على إيجاد وسيلة للبحث عن أبناء الضفة الشرقية من الخليج (إيران) وخصوصاً تلك التي لها علاقة بالخليج وشؤونه”.
وقضت الخطة بأن يكون هؤلاء المراسلون غير متفرغين ويعملون لحساب الوكالة؛ لتخفيف العبء على مدفوعات الوكالة، على أن تعيّن مراسلين متفرغين حال تمكنت الوكالة من النهوض وملكت الإمكانات المالية.
لقد أدرك المؤسسون حجم ما يتطلعون له من مشروع طموح يراد له أن يكون “نواة لوكالة أنباء جبارة معاصرة ومنافسة لأكبر وكالات الأنباء العالمية”، تسبر بموضوعاتها أعماق الحدث وتزود محرري الصحف بأفضل سرد ممكن لأهم أخبار منطقة الخليج، وتتوخى في سردها أعلى درجات ممكنة من الواقعية والدقة والدراية والعمق والاختصاص.
ومن هذا المنطلق، أخذ المؤسسون على عاتقهم بذل أقصى الجهود لتتبنى وزارات الإعلام في كافة دول الخليج تحمل مصروفات مراسلي الوكالة في عواصمهم، بما يدعم نهوض الوكالة وقدرتها على تعيين مراسلين متفرغين في بداية انطلاقتها، وذلك بعد التقصي والاستشارة وترشيح اسمه إلى وزارة الإعلام في البلد الذي يقيم فيه.

نبذة عن مشروع تأسيس وكالة أنباء الخليج
وبشأن كيفية اتصال المراسلين بالوكالة، حددت الخطة تجهيز الوكالة بالتلكس، وفي حال تعذر ذلك في البداية، فإنه يطلب من شركة البرق واللاسلكي تركيب جهاز مسجل مع تلفون خاص باستلام مكالمات المراسلين فقط، ويقوم جهاز التسجيل بتسجيل المكالمة أوتوماتيكياً.
وقضى المشروع على أن تلحق بالوكالة محطة للرصد مكونة من جهازي راديو وجهازي تسجيل لتتبع أبناء الخليج من خلال نشرات الأخبار التي تذيعها إذاعاتها، حيث سيكون ذلك مفيداً جداً في حالة عدم تلقيهم الأخبار من مراسليهم.


وأولى المؤسسون اهتماماً بالغًا بالأخبار الخاصة التي ينتجها مراسلو الوكالة، ففي الوقت الذي أكدوا فيه على أهمية سرعة نقل الخبر تم التأكيد فيه على عدم الرغبة في أن يكون المراسل مجرد همزة وصل بين الوكالة ووزارات الإعلام في هذه الدول، بل تكون مهمتهم خلق الخبر وليس نقله، على أن يتم الترتيب مع وزارات الإعلام لتوفير آلية للحصول على أخبارهم مباشرة، بالإضافة إلى تسجيلها في محطة الرصد في الوكالة من الأنباء التي تذاع بالراديو.
شقة الوكالة
موقع الوكالة كان أحد الأمور التي تناولتها خطة التأسيس بالتفصيل، فبالإضافة إلى اعتماد مملكة البحرين مركزاً رئيساً للوكالة، فإنه جرى الاتفاق على أن تبدأ الوكالة في شقة مكونة من 3 غرف، واحدة للمسؤول الأول، وأخرى للمحررين والكتاب، وغرفة للطباعة، مع تخصيص زاوية للرصد في الغرفة نفسها.
ونظمت الخطة آلية عمل موظفي الوكالة على النحو الآتي:
المسؤول الأول: هو شخص متفرغ لهذا العمل ويتقاضى مرتباً عليه وسوف يكون من بين أحد المؤسسين، ويكون مسؤولاً في تصرفاته أمام بقية المؤسسين الذين يصبح من حقهم عزله في حالة ثبات عدم كفاءته، يساعده في ذلك شخص متفرغ آخر يكون مسؤولاً أمامه.
مدير المكتب: يبقى فيه طول الوقت للاستقبال والمراسلات والضرب على الآلة الكاتبة والطباعة والرصد ومسك دفاتر الرسالة – يساعده في ذلك إذا اقتضى الأمر موظف غير متفرغ – ويجب أن يكون مدير المكتب من خريجي الثانوية العامة (قسم تجاري).
موظف غير متفرغ: يتولى الضرب على الآلة الكاتبة الإنجليزية وإعادة صياغة الأخبار التي قام المسؤول بترجمتها ومن الضروري أن يكون هذا الموظف ملماً إلماماً تاماً باللغة الإنجليزية، ومن المفضل أن يكون ممن عملوا في مجالات الصحافة الإنجليزية، إلى جانب توفير فراش للمكتب.
وحددت خطة التأسيس 5 دنانير بحرينية رسماً للاشتراك الشهري للنشرة الواحدة سواء كانت النسخة العربية أم الإنجليزية، حيث يتم الاعتماد في الاشتراكات بالدرجة الأولى على المؤسسات الحكومية والدبلوماسية والتجارية الوطنية منها والأجنبية في كافة أنحاء الخليج، على أن تدفع الاشتراكات لسنة كاملة مقدماً.

عقد الاتفاق لتأسيس وكالة أنباء الخليج