+A
A-

مدمن سابق: أنفقت 300 ألف دينار على المخدرات خلال 15 عامًا

“بدأت تعاطي المخدرات حين كنت في الخامسة عشرة من عمري بصحبة أبناء الحي، كنت أهرب من أسلوب عائلتي المتشدد في التربية، كانوا يطردونني من المنزل أو يحبسونني في غرفتي كلما ارتكبت خطأ بسيطًا، غلبني الخوف والرغبة في الهرب من مشكلاتي ومشاعر الوحدة وسلوكي العنيف، كنت أخاف المجتمع والناس فاحتضنني مدمنو المخدرات، ظننت أن التعاطي مهربي وملاذي إلى أن أفلست روحانيًا”. 

هكذا يختصر جاسم - وهو اسم مستعار لشاب بحريني يبلغ من العمر 30 عامًا - بداية رحلته في طريق الإدمان.

يقول جاسم:”كان لدي سلوك سيئ مثل التمرد والكذب والهرب من المدرسة، وكنت أشعر بأنني أجد نفسي أستطيع مواجهة الحياة بالتعاطي، يتركني الخجل والخوف والعنف وأصبح قادرًا على التحدث للآخرين بهدوء كلما تعاطيت فأتمادى في التعاطي أكثر وأكثر“.

بدأ جاسم طريق الإدمان بتدخين السجائر، ثم مادة ”الستوب“ فالحشيش والشبو، ثم الخمر وصولًا للهيروين، ويذكر أنه كان يسرق المال في البدايات لتأمين المخدرات، ثم كوّن لنفسه معارف وأصبح يدبّر طرقًا مختلفة للحصول على المخدرات. 

ويذكر نادمًا أنه أنفق 300 ألف دينار على المخدرات خلال 15 عاما، ويضيف “حسب معرفتي في البحرين يقدر سعر كيلو المخدر بـ 4 آلاف دينار، لكن المتعاطي يشتري أجزاءً مقسمة في كل مرة، نصف أو ربع كيلو، وكنت أشتري ربع الكيلو بألف دينار ولا يكفيني لأسبوع في مرحلة التعاطي النشط“.

دمرّ الإدمان حياته، ومنعه من إكمال دراسته الجامعية، فطلب من أهله إرساله للخارج للدراسة علّه يترك أصحابه المدمين ويعود لرشده وعقله، لكن ما إن هبطت الطائرة في البلد الآسيوي حتى تعاطى مجددًا وكره نفسه أكثر.

ويصف جاسم تلك المرحلة من حياته بأنها الأسوأ والأشد ضياعًا، حيث عاش في شقة من دون كهرباء ولا أساسيات الحياة، وتعاطى فيها مواد أخرى أسوأ مثل الشبو، الهيروين، والحبوب مثل الزينكس والروش والفاليوم، والخمور.


ويضيف أن ”الشبو“ حرمه من القدرة على تناول الطعام والنوم والحركة، وكان يعجز عن فعل أي شيء سوى التعاطي، حتى ارتكب جريمة خطف وبيع مخدر، قضى بسببها سنتين من عمره يتعاطى الهيروين في السجن، وعاش حياة يرثى لها بمجاورة المجرمين، حياة كلها كذب مرواغة واستغلال، كان سهلًا عليه التعامل معها لأنه اعتاد هذه الصفات.

يبتسم جاسم ويقول ”الله يحبني وأنقذني في كل مرة أقدمت فيها على الانتحار، لأنه يعرف بأن في داخلي خيرا“، ويذكر أن حياته تدهورت بعد إدمان الشبو، وكرهه الناس جميعًا.