+A
A-

إبراهيم سند: الحيه بيه عادة تراثية شعبية استمرت بفضل تمسك أبناء البحرين بعاداتهم وتقاليدهم

الحيه بيه موروث تراثي خليجي ارتبط ارتباطا وثيقا بعيد الأضحى المبارك وبشكل خاص بثقافة الطفل، وفي هذا السياق يقول الكاتب إبراهيم سند اختصاصي في الموروث الشعبي إن البحرينيين لا يزالون  يحتفظون بعادات العيد الشعبية الموروثة، وهم حريصون على إحياء "الحيه بيه"، من خلال التجمع على ساحل البحر وارتداء الأطفال الزي التقليدي، حيث تلبس الفتيات "البخنق" المطرز بخيط الزري، والأولاد الثوب مع ترديد أهزوجة "الحيه البيه" المشهورة: "حيه بيه... راحت حيه ويات حيه... على درب لحنينية... عشيناك وغديناك وقطيناك... لا تدعين علي حلليني يا حيتي".

وقال لوكالة أنباء البحرين "بنا" إن "الحيه بيه" هي عادة تراثية شعبية توارثها الأبناء من آبائهم وأجدادهم وقد استمرت هذه العادة حتى يومنا هذا بفضل تمسك أبناء البحرين بعاداتهم وتقاليدهم، واهتمام المؤسسات والجمعيات المعنية بالثقافة والتراث، كونها إحدى فعاليات الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، فيعبر الصغار والكبار عن فرحتهم بهذا التراث السنوي، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة يوم عرفة من كل عام وحلول عيد الأضحى المبارك.

وأوضح أن "الحيه بيه" عبارة عن قفة صغيرة مصنوعة من سعف النخيل، يتم زرعها بالحبوب مثل القمح والشعير، وتعلق في المنازل حتى تنمو  ويتم إلقائها  على ساحل البحر  يوم وقفة عرفات، أي التاسع من شهر ذي الحجة، ويدعون الله أن يجعل عيدهم سرورا ويعيد حجاجهم من بيت الله الحرام سالمين محملين بالهدايا لهم.

وأضاف أن الاحتفال بهذا اليوم قد اختلف عما كان قديما، حيث كان في السابق تزرع "الحيه بيه" في سلال من الخوص أو علب الأناناس وغيرها من العلب وترمى بعد غداء العيد مباشرة في جميع سواحل البحرين بشكل عفوي وهم يرددون "عشيتج وغديتج ونهار العيد قطيتج"، مقارنة باليوم حيث لا يحتفل الجميع بها وغالبا ما تكون "الحيه بيه" صناعية ويتم رميها في ليلة الوقوف بعرفة، تحت تنظيم المؤسسات للإشراف عليها، وتتميز مملكة  البحرين بإحياء هذه العادة مع بعض المناطق الساحلية كالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، فيما كانت دول الخليج تحيي هذه العادة في السابق.

وأكد سند أن عادة "الحيه بيه" من العادات التي لن تندثر كغيرها من العادات التراثية التي طواها الزمن، لأن بعض العادات المرتبطة بالمناسبات الاجتماعية السارة كالأعياد وليالي رمضان وغيرها تظل باقية في الذاكرة وتقام عبر الجمعيات أكثر من غيرها، قائلا "نحن مطالبون كمجتمع واع الحفاظ على تلك الموروثات وتأصيلها وتأكيد حضورها لدى الجيل الناشئ لأن تلك العادات تعبر خير تعبير عن الهوية الوطنية والثقافية".