+A
A-

158.7 مليون دولار صرفها البحرينيين على الساعات السويسرية.. حلت في المرتبة الـ 26 عالميا

حلت مملكة البحرين في المرتبة 26 عالميا في استيراد الساعات السويسرية الفاخرة خلال العام الماضي 2022، وذلك بقيمة 158.7 مليون دولار.
وقد عاد الطلب العالمي على الساعات الفاخرة العام الماضي إلى مستويات ما قبل جائحة كوفيد-19، إذ حققت صناعة الساعات السويسرية "أداءً قياسيًا" في عام 2022، وفقًا للبيانات التي قدمتها إدارة الجمارك في سويسرا ونشرها اتحاد صناعة الساعات السويسرية.
وذلك، على الرغم من انخفاض المبيعات في سوقين رئيسيين هما الصين وهونغ كونغ. بشكل عام، ارتفعت صادرات الساعات السويسرية في 30 سوقًا بنسبة 11.4% على أساس سنوي لتصل إلى 26.9 مليار دولار.
وحققت منطقة الشرق الأوسط 2.6 مليار دولار من القيمة الإجمالية، بزيادة قدرها 14% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق وفقًا لاتحاد صناعة الساعات السويسرية.ارتفعت قيمة صادرات الساعات السويسرية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بنسبة 12.7% في عام 2022، لتحتل المرتبة التاسعة في العالم بمبلغ 1.2 مليار دولار، بعد فرنسا.
وجاءت صادرات الساعات السويسرية إلى المملكة العربية السعودية في المرتبة 15 مع 374.1 مليون دولار، وإلى قطر في المرتبة 17 مع 312.5 مليون دولار، وإلى الكويت في المرتبة 24 مع 180.1 مليون دولار.
ويقول المدير الإقليمي لعلامة Vacheron Constantin في الشرق الأوسط، كريستوف راميل: "من تجربتنا، لاحظنا أن العملاء في الشرق الأوسط لديهم شغف فريد بالساعات التي تميزهم، ولديهم فهم عميق ومعرفة حول صناعة الساعات، التي لا تقتصر فقط على الجماليات ولكن تشمل أيضًا الحرفية المعقدة والتقنيات المتطورة".
وعلى الرغم من السياق الاقتصادي الكلي والجيوسياسي المتقلب، لم تتباطأ صادرات الساعات السويسرية في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، إذ ارتفعت بنسبة 11.3% إلى 11.9 مليار دولار، حسبما ذكر اتحاد صناعة الساعات السويسرية في آخر تقرير له.
بلغت قيمة الساعات المصدرة إلى الشرق الأوسط 1.1 مليار دولار، إذ سجلت 9.5% من إجمالي قيمة صادرات الساعات السويسرية بين يناير ومايو 2023، مع استمرار الإمارات في تحقيق أعلى مرتبة لصادرات الساعات السويسرية على المستوى الإقليمي بقيمة إجمالية بلغت 549.3 مليون دولار، أي بزيادة 12.4% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. وبلغت قيمة الصادرات للمملكة العربية السعودية 176.9 مليون دولار، تليها قطر 130 مليون دولار، والكويت 76.8 مليون دولار، والبحرين 62.3 مليون دولار.
حققت شركة Richemont السويسرية، التي تمتلك علامات تجارية مثل Piaget، وCartier، وIWC Schaffhausen نموًا بنسبة 13% على أساس سنوي لإيرادات مبيعات المجموعة للعام بأكمله ليصل إلى 1.3 مليار دولار في الشرق الأوسط وإفريقيا، مدفوعًا بالإنفاق السياحي المحلي والداخلي القوي، خاصة في دبي وقطر.
نمت وحدة الساعات والمجوهرات في LVMH بنسبة 11% لتحقق 2.8 مليار دولار من الإيرادات في الربع الأول. واصلت أعمال صناعة الساعات الخاصة بها، التي تضم علامات تجارية مثل Bulgari، وTAG Heuer، وHublot، "تقدمًا ممتازًا".
ولكن على الرغم من أن الصناعة بشكل عام لا تظهر أي علامة على التباطؤ، إلا أن المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لشركة RESERVOIR، فرانسوا مورو، يعتقد أن تضخم الأسعار قد أثر في جميع صانعي الساعات الفاخرة. يقول: "وضعت شركة RESERVOIR أول زيادة في أسعار المستهلك في يناير 2023 منذ إطلاقها في عام 2017، لكننا تمكنا من الالتزام بتقديم 80% من المجموعات بسعر يدور حول 4500 دولار، وهو سعر معقول داخل سوقنا. من ناحية أخرى، أثرت اضطرابات سلسلة التوريد في التسليم في الوقت المحدد، ما أجبرنا على تأخير تسليم الساعات المطلوبة".
ووفقًا لاستطلاع أجرته YouGov في أبريل، فإن 33% من المستهلكين في الإمارات العربية المتحدة يفكرون في شراء ساعات فاخرة خلال الأشهر الـ 12 المقبلة، بعد الهند 37%.
من وجهة نظر الإنتاج، يعتقد مورو أن هناك حاجة إلى مزيد من الإبداع، أكثر من أي وقت مضى، لتحديد طرق بديلة لإدارة اضطرابات سلسلة التوريد وتضخم التكلفة. يقول: "وبالأخصّ، نعتمد على كفاءة موردينا للتعامل مع هذه الظروف الجديدة".
يضيف أخصائي الساعات في دار المزاد كريستيز الشرق الأوسط، نيتين ناير، أن مشاكل الإنتاج تؤثر فقط في إنتاج الساعات الحديثة: "نتيجة لذلك، ارتفعت أسعار السوق للساعات الحديثة بشكل كبير، إذ تم بيعها بأكثر بكثير مما كانت ستحققه عادة في البيع بالتجزئة".
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، شهد قسم الساعات في كريستيز دبي نمواً بنسبة 212%، وفقاً لناير. يقول الخبير: "كان هناك تباطؤ في السوق للساعات الحديثة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى احتفاظ جامعي الساعات بأندر قطع، وبالتالي فإن التباطؤ يتعلق بالعرض والطلب أكثر من أي تحولات اقتصادية أو سياسية".
حققت كريستيز ملايين الدولارات من بيع الساعات في المزاد هذا العام. بيعت ساعة Richard Mille طراز RM-69 مقابل 1.5 مليون دولار في دبي في مايو ما يجعلها ثاني أغلى ساعة تباع بالمزاد على الإنترنت في الشرق الأوسط.
لا تزال العلامات التجارية الأكثر طلبًا وندرة في المزادات في الشرق الأوسط بقيادة Patek وRolex، وكان ذلك واضحًا في مزادها نصف السنوي عبر الإنترنت تحت عنوان "Watches Online: The Dubai Edit" في مايو.
وبينما صناعة الساعات الفاخرة غالبًا ما تتعامل مع تحديات التقدم التكنولوجي والابتكار، إلا أن منصات التواصل الاجتماعي تعمل على خلق جيل جديد من جامعي الساعات الشباب. يقول مورو: "لقد اعتاد الجيل الأصغر سنًا على ارتداء الساعات الذكية، ولكن الحاجة إلى الفردية موجودة، ولا يمكن إلا للساعات الميكانيكية أن تغذي هذه الشهية".
ويضيف راميل من Vacheron Constantin: "هناك تحول عميق آخر، نحن متحمسون لنشاهده ونكون جزءًا منه، وهو الطلب المتزايد من قبل النساء على الساعات المعقدة".
مستقبل الصناعة
وفقًا لتقرير "Luxury Watch Global Market Report 2023" (السوق العالمي للساعات الفاخرة لعام 2023) الصادر عن شركة The Business Research Company، ارتفع حجم سوق الساعات الفاخرة إلى 34.2 مليار دولار هذا العام ومن المتوقع أن ينمو إلى 49.7 مليار دولار في عام 2027.
ولكن هل ستكون الصورة أكثر تفاؤلًا في الشرق الأوسط في المستقبل القريب؟
يقول مورو: "هناك بالتأكيد مجال لشركات صناعة الساعات المستقلة، سواء داخل السوق العالمية أم داخل المنطقة. هناك طلب قوي على الابتكار من قبل العملاء".