العدد 5379
الجمعة 07 يوليو 2023
banner
رياضة صفع الوجه!
الجمعة 07 يوليو 2023

في شهر فبراير الماضي، أثارت وفاة لاعب ملاكمة مصري متأثرا بإصابته بنزيف في المخ جراء تلقيه ضربة قوية من منافسه في ختام بطولة الجمهورية، غضبا واسعا ودعوات ومطالبات بمنع ممارسة “الرياضات العنيفة”، وما إن هدأت العاصفة تراجع الاهتمام بتلك القضية المهمة رغم تكرارها في مناطق شتى من العالم، ووقوع ضحايا كثر جراء هذه اللعبة وغيرها من الألعاب الخطيرة التي تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وتكريمه بني آدم، وآخر صيحاتها رياضة “صفع الوجه” حيث يقف شخصان على مسافة ذراع، يواجهان بعضهما البعض ويتناوبان على صفع بعضهما في الوجه دون مقاومة أو دفاع من الطرف الآخر، ويخسر الأضعف والأقل صفعًا وقدرة على التوازن والاتزان.
بداية الفكرة كانت عام 2015، حيث كانت هناك فقرة تسمَّى  “slap off”، أي تحدِّي الصفع ضمن فقرات برنامج Ink Masters الأميركي، إلا أن البداية الحقيقية لها كلعبة كانت عام 2019 مع الشاب الروسي فاسيلي كاموتسكي وكان مزارعًا بسيطًا لكنه تحول لأيقونة لهذه اللعبة الخطيرة، عندما قام مع بعض أصدقائه بزيارة لمدينة كراسنويارسك ونازل خصمًا ضخمًا وفاز عليه وسط مشاهدة المئات من الجمهور، فبدأ الناس يتعرفون على كاموتسكي في الشوارع، كما بدأ الصحافيون بالاتصال به من جميع أنحاء العالم، وانتشرت الرياضة في أوروبا الشرقية عبر عدد من مقاطع الفيديو لهذا الشاب الروسي، وبات لها حكَّام وأملاح تخصص لإفاقة من يتعرَّضون للإعياء بسبب الضرب.
الخطورة أننا نقوم بالتقليد الأعمى لما يدور ويحدث في الغرب من سلوكيات وممارسات دون أن نلقي بالا للتداعيات ودون دراسة الأمر، وقد ازدادت شعبية صفع الوجه بالفعل مؤخرا في إقليم البنجاب بباكستان، وقد نجد رواجًا لها في عالمنا العربي والإسلامي رغم أنها تتنافى مع ديننا وقيمنا وأخلاقنا، حيث لا يجوز ضرب المسلم على وجهه، بأي نوع من أنواع الضرب، سواء كان على سبيل التأديب، أو التعليم، أو التدريب، أو إقامة حد أو تعزير، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ).
* كاتب مصري

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية