+A
A-

الأسواق مرشحة لتقلبات أقل بعد زيارة وزير الخزانة الأميركية إلى الصين.. كيف هذا؟

أصبحت وزيرة الخزانة جانيت يلين ثاني عضو في مجلس الوزراء الأميركي يزور الصين خلال شهر، مما يمهد الطريق لمزيد من التواصل رفيع المستوى بين البلدين.

وقال المبعوث الرئاسي الخاص للمناخ جون كيري لصحيفة "نيويورك تايمز"، إنه يعتزم أيضًا زيارة الصين في الأيام المقبلة.

وتمثل الرحلات المتعددة تحولًا منذ أوائل هذا العام، عندما أجبر منطاد تجسس صيني مزعوم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين على تأجيل خطط سفره إلى بكين حتى يونيو/حزيران.

وقالت كبيرة مسؤولي الاستثمار الإقليمي ورئيسة الاقتصاد الكلي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في "UBS Global Wealth Management" ييفان هو، في مؤتمر صحافي حول توقعات النصف الثاني، بحسب "CNBC الأميركية": "إن الجغرافيا السياسية أثرت على السوق في وقت سابق من هذا العام. ما دامت هناك محادثات واتصالات بين الصين والولايات المتحدة، فإن السوق ستعتاد على الوضع الطبيعي الجديد"، مشيرة إلى أن الأداء سيكون على الأرجح أقل تقلبًا.

يأتي ذلك، فيما أشارت التصريحات الرسمية من الجانبين الأميركي والصيني إلى وجود خطط لإجراء مزيد من المحادثات.

وقالت وزارة المالية الصينية في بيان اليوم الاثنين بشأن زيارة يلين "الخلافات لا ينبغي أن تكون سببا لقطع العلاقات، بل يجب أن تكون دافعا لتعزيز الاتصالات والتبادلات"، هذا وفقًا لترجمة "CNBC الأميركية" للنص الصيني.

كما أضافت أنه خلال الاجتماعات، طلب الجانب الصيني من الولايات المتحدة إزالة الرسوم الجمركية على السلع الصينية ووقف "الضغط" على الشركات الصينية، من بين أشياء أخرى.

وقبل أيام قليلة من وصول يلين إلى الصين، أعلنت وزارة التجارة عن ضوابط تصدير على معدنين مستخدمين في تصنيع أشباه الموصلات.

بدورها، أكدت يلين في مؤتمر صحافي يوم الأحد، أن الولايات المتحدة لا تزال تدرس قيود الاستثمار على التكنولوجيا الصينية المتطورة. وقالت إنها أخبرت نظراءها الصينيين أن أي قيود على الاستثمارات الخارجية للولايات المتحدة ستكون "مستهدفة بشكل ضيق للغاية".

جاءت زيارة يلين، التي دامت من الخميس الماضي إلى الأحد، بعد حوالي 3 أسابيع من لقاء بلينكين مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في بكين. والتقت يلين بأشخاص مقربين من شي، بما في ذلك رئيس الوزراء لي تشيانغ الذي تمت ترقيته مؤخرًا.

وقال مسؤول كبير بوزارة الخزانة للصحافيين في ختام رحلة يلين، إن "جوهر المناقشات هو قدرة الاجتماع والتفاعل مع نظرائنا، حيث لم نلتق بهم في الكثير من الاجتماعات والمناسبات السابقة".

في هذا السياق، أشار مسؤول كبير بوزارة الخزانة للصحافيين إلى أن الاجتماع مع نائب رئيس الوزراء خه ليفنغ، استمر 5 ساعات، أي أكثر من ضعف الوقت المقرر أصلا.

كما وصف اللقاء مع يلين بـ"البناء"، إذ إنه يقود جهود التعاون الاقتصادي والتجاري ما بين الصين وأميركا.

تضمنت محادثات يلين التي استغرقت 10 ساعات خلال رحلتها اجتماعات مع وزير المالية، ليو كون وبان قونغ شنغ، الذي تمت ترقيته هذا الشهر إلى منصب سكرتير الحزب في بنك الشعب الصيني.

وقالت وزارة الخزانة إن يلين التقت أيضا مع نائب رئيس مجلس الدولة السابق، ليو هي والمحافظ السابق لبنك الشعب الصيني يي جانج.

وقال كبير المستشارين في مجال الأعمال والاقتصاد الصيني في "Center for Strategic and International Studies"، سكوت كينيدي: "مجرد الالتقاء شخصيًا وأن تتعرف هي ونظراؤها على بعضهم بعضا يعد هذا أمرا إيجابيا جوهريا في حد ذاته".

وأضاف "يجب أن نتوقع زيارات في كلا الاتجاهين من قبل مسؤولين آخرين في الحكومة في الأشهر المقبلة. مرة أخرى، لن يسفر اجتماع واحد على الأرجح عن انفراجة، لكن العملية ستترجم إلى تطبيع في التواصل، والتي يمكن أن تساعد في حد ذاتها في الحفاظ على الاستقرار".

تأتي الاجتماعات رفيعة المستوى المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين مع بقاء حوالي عام ونصف في ظل إدارة بايدن الحالية.