+A
A-

مدير "دار يوكو" لرعاية الوالدين: إدخال الوالدين لدور الرعاية ليست عقوقا... والشارع خطر على كبار السن

اعتبرت المدير العام لمؤسسة دار يوكو لرعاية الوالدين ريما بنت شمس أن إدخال الوالدين لدور الرعاية ليست عقوقا لهما.
ولفتت في حديث إلى “البلاد” إلى أن وجود المسن في الشارع يعد خطرا على حياته. 
وقالت إن الدار في عهدها حصلت على جائزة التميز لرعاية كبار السن على مستوى الوطن العربي لهذا العام. 
وأشارت إلى أنه تم اختيار “دار يوكو” للفوز بالجائزة على أسس كثيرة منها الخدمات التي تقدمها الدار لكبار السن. 

وعن قصة إنشاء الدار، أفصحت بنت شمس أنه “قبل 30 عاما لم يكن هناك مجالس في الفترات الصباحية لكبار السن كونهم يستيقظون في الصباح الباكر، فكان أكثر وجود كبار السن على سواحل البحر، فأصبح هناك تخوف من الأهالي من إصابتهم بضربة شمس وبالفعل كانت هناك حالات قد حدثت، فتساءل أهالي الحد: لماذا لا نخصص مكانا يجمع كبار السن في الفترة الصباحية، في الوقت الذي يكون فيه أبناؤهم منشغلين؟ فتم طرح الفكرة على وزارة العمل التي رحبت بها، وتم تقديم خطابات إلى وزارة الصحة وعليه منحت الأرض لبناء الدار التي تم افتتاحها سنة 1995”. 

أبنائي سيرمونني
وعن التحديات التي واجهت الدار في بدايات عملها، قالت “في البداية كانت هناك الكثير من الصعوبات بشأن إقناع المسن أو المسنة أن يلتحقوا بالدار، إذ كانت الفكرة التي تدور في أذهانهم أنها دار إيواء وأن أبنائي سيرمونني في هذه الدار، إلا أنه بفضل جهود مجلس الأمناء وجهود الناس الموجودة تم توعية الناس أن هذه دار رعاية نهارية، حيث يأتي كبير السن إلى الدار ونقدم له البرامج والخدمات والأنشطة وبعدها يعود إلى منزله، حيث لا ينام أي مسن في الدار”.

عقوق الوالدين
ولفتت إلى “أن الإعلام يصور دور الرعاية على أنها من عقوق الوالدين. هناك حالات تحتاج أن تنقل لدور الرعاية، مثل كبير السن الذي لا يكون في أحسن حالاته الصحية، وبالتالي يكون في حاجة إلى أجهزة وطاقم طبي موجود معه، فالأولوية والأصح له أن يكون موجودا في دار الإيواء، خصوصا إذا لم يكن لديه أبناء”. 
ولفتت إلى أن “دور الإيواء تقدم خدمة عظيمة، فيتم تأهيل كبير السن على الاهتمام بنفسه ويكون على علم بالأمراض التي لديه، والحالة الصحية والنفسية التي من الممكن أن يمر بها في فترات حياته، كما تعمل على تأهليه في ممارسة بعض الأنشطة التي تؤخر تداعيات فترة الشيخوخة، مثل تعليمه على ممارسة الرياضة وأخذ جلسات العلاج الطبيعي، هذه جميعها عوامل ممكن أن تأخر بعض الأمراض التي من الممكن أن تصاحب كبير السن”. 
وتابعت “من الأساسيات التي نقدمها هي نشر الوعي لكبار السن وأسرهم بكيفية العناية بكبار السن، لاسيما أنه بعد سن التقاعد يصاب الفرد بحالات اكتئاب، فيتم قصد الوزارات والجهات الحكومية لإعطاء محاضرات للعازمين على التقاعد”. 

تجربة شخصية
وتناولت بنت شمس تجربة شخصية حصلت لها وهي عندما رقد والديها على فراش المرض، قائلة “أدركت لحظتها أن هناك احتياجات كثيرة وهموم ومشاكل لدى كبار السن”.

وسام التميز 
وعن إنجازاتهم، قالت ريما بنت شمس “حصلنا على وسام التميز لرعاية كبار السن على مستوى الوطن العربي، وأحب أن اشكر الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية على اختيار دار يوكو لرعاية الوالدين واختياري على هذه الجائزة، وتم اختيارنا على أسس كثيرة منها الخدمات التي تقدم لكبار السن”. 

هموم الكبار 
ولفتت إلى أن المتطوعين والمتدربين في الدار يأخذون دورات مكثفة سواء كانت داخل مملكة البحرين أو خارجها على أيدي خبراء وعلى أيدي مستشارين حول كيفية التعامل مع كبار السن وكيفية احتواء المشاكل التي تواجههم وطريقة تقديم المساعدة، كما تتم استشارة الجهات المعنية مثل وزارة الداخلية ووزارة التنمية بشأن كيفية حل بعص الخلافات والمشاكل التي يواجهها كبار السن، وعليه نقدم لهم محاضرات في هذه الأمور”. 
وأردفت “البعض منهم قد يواجه مشاكل مادية فنحن بدورنا نقدم له المساعدة، كما نخاطب الجهات المعنية ليتم توفير السكن لهم، وكذلك نعمل على توفير المواصلات لأية وجهة يريدون التوجه إليها. كما أن هناك برنامجا في الوقت الجاري لتعليمهم على كيفية الدخول على موقع الحكومة الإلكترونية لاستكمال إجراءاتهم”.

فترة كورونا
وعرجت المدير العام لمؤسسة دار يوكو لرعاية الوالدين بالحديث عن فترة جائحة كورونا، فقالت “تواصلنا مع المنضمين للدار عن طريق الواتساب وجميع الوسائل المتاحة، وتم إرسال فيديو للدروس، حيث قامت المحاضرة بشرح الدرس وتسجيله لهم، ومن ثم يتم إرسال الواجبات إليهم يوم الأحد ويتم تسلمه الخميس. لم ننقطع عنهم فجعلناهم ذهنيا معنا، ووفرنا التطعيمات لتصل إلى منازلهم بالاتفاق مع وزارة الصحة، وتوفير كل احتياجاتهم”. 

المشروعات القادمة
وزادت “لدينا العديد من المشروعات المستقبلية التي نقدمها لخدمة كبار السن، وهناك مشروعات خاصة لا أستطيع التصريح عنها. نحن بحاجة إلى مبنى أكبر لأن هناك بعض الاحتياجات التي نحتاج إليها ومن الضروري وجودها مثل الحديقة لأنه يتم معالجة كبير السن من الجانب النفسي، وبركة سباحة للعلاج الطبيعي حيث تكون الاستفادة فيها أكبر لكبار السن، وتتم حاليا دراسة تخصيص أرض ومكان استراتيجي بعد أن نلنا العديد من الجوائز. ونتمنى أن تكون الدار أكثر أمنا، إذ إن الشارع يشكل خطورة على كبير السن بحكم أن البعض منهم ليس لديهم توازن ولديهم ضعف في السمع والنظر”. 

دار العجزة
وختمت بالقول “ما زال يدور في في أذهان البعض أن دور الرعاية هي دار لـ (العجزة) أو أنه (عيب)، فهذا دور الإعلام أن يغير من منظور البرامج التي تقدمها هذه الدور”.