+A
A-

رؤية قائد في العالم العربي يدعو لإنهاء العداوة أمر مقدر

- وزير الخارجية الأميركي السابق: جائزة الملك حمد بادرة ملهمة تسهم في تكريس مبادئ التعايش

أكد عدد من المشاركين في جائزة الملك حمد للتعايش السلمي أن ملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، رائد حقيقي في طريق السلام والتعايش السلمي، إذ إن جلالته يأخذ زمام المبادرة في حفظ الكرامة الإنسانية، عن طريق تبني ورعاية المبادرات الإنسانية، النابعة من تاريخ البحرين العريق، وثقافتها المتجذرة منذ الأزل، التي تعتبر خير مثال على التعايش السلمي، مردفين أن المبادرة الملكية السامية تساهم في خدمة البشرية.


وأضاف المشاركون في الفعالية التي أقيمت الثلاثاء الماضي، بمدينة لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأميركية، برعاية ملكية سامية من لدن صاحب الجلالة الملك المعظم، وبتنظيم من مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، وهذه هي البحرين، أن إعلان الجائزة يجسد الرؤية الملكية في ترسية مبادئ السلام، معتبرين أن التعددية والتعايش هو الطريق الأمثل للبناء والعمران، مؤكدين أن الجائزة تساهم في إرساء المبادئ الإنسانية الخاصة بالتعايش السلمي.


التعايش بين الأديان
وقال وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، إن إعلان جائزة الملك حمد للتعايش السلمي هو تتويج لجهود مركز الملك حمد للتعايش السلمي، وسيساهم بمرور الوقت في إرساء المبادئ الإنسانية الخاصة بالتعايش السلمي.


وأضاف مايك بومبيو أن التعاون القائم بين مركز الملك حمد للتعايش السلمي، ومركز سيمون فيزنتال، يعمل على جمع المسلمين والمسيحيين واليهود معًا، لتحمل المخاطر، ولجعل الحياة أكثر ازدهارًا وأفضل للناس من جميع الأديان في كل مكان، معتبرًا أن مشاركته في الإعلان عن هذه الجائزة في نسختها الأولى أمر رائع، مبديًا استعداده للتعاون البناء والمثمر مع المبادرات التي يقدمها مركز الملك حمد للتعايش السلمي.


زمام المبادرة
بدوره، قال الحاخام مارفين هاير، وهو عميد ومؤسس مركز “سيمون فيزنتال” في لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا، إن جائزة الملك حمد للتعايش السلمي لها أهمية بالغة اليوم، فالشعب اليهودي على سبيل المثال مرّ بالعديد من الحروب والإبادات الجماعية، وخسر ثلث أعضائه في الحرب العالمية الثانية.


وأضاف الحاخام مارفين هاير أن رؤية قائد في العالم العربي يأخذ زمام المبادرة بشكل أساس بالقول إنه يتعين علينا إيقاف العداوة، ونؤمن بالتعاون والتعايش السلمي، ونبذ الكراهية، هو أمر مقدر، ويحفظ الكرامة الإنسانية.


البحرين في الطليعة
من جهته، صرح السفير والدبلوماسي في الأمم المتحدة ماركو سوازو، مدير معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث، بأن “جائزة الملك حمد للتعايش السلمي، تصب بشكل وثيق في أهداف الأمم المتحدة وجوهر عملها في نشر رسالة السلام والتعايش السلمي بين الشعوب”.


وأضاف ماركو سوازو “تعمل الأمم المتحدة من أجل السلام والأمن والشمول وكذلك من أجل حقوق الإنسان، وما ورد في الإعلان عن الجائزة، هو في الأساس جوهر عمل الأمم المتحدة، والبحرين دائمًا في طليعة الدول التي تسجل لها الريادة في المشاركة بالمبادرات الداعية للسلام والتعايش السلمي”.


رائد حقيقي
إلى ذلك، أكد نائب رئيس بعثة الولايات المتحدة الأميركية للحرية الدولية الحاخام إبراهام كوبر، أن جلالة الملك المعظم أظهر أنه رائد حقيقي في طريق السلام، ومحارب شجاع في سبيل ترسيخ القيم الإنسانية، واليوم تأتي هذه الجائزة لتؤكد ذلك، فمهما كانت اختلافاتنا حول العالم، فإن التعايش هو الطريق والسبيل.


وأردف كوبر أن “التحدي اليوم كبير، حتى مع وجود كل القوانين الصحيحة ضد الكراهية، والجهود المنظمة التي تسعى إلى كبح جماح المتعصبين والكارهين، إلا أنه يمكنهم استهداف الأشخاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصًا من فئة الشباب، لتبني أيديولوجيتهم البغيضة”.


وتابع “مركز الملك حمد للتعايش السلمي مؤسسة محورية للغاية؛ نظرًا لموقع البحرين الفريد في العالم، تدفعنا إلى ضرورة الالتقاء والتفاعل، وكان المركز متفاعلًا عندما استضاف مؤتمر الأديان الكبير الذي شاركت فيه عندما جاء قداسة البابا إلى البحرين، كانت تلك لحظة تاريخية”.


التسامح
وأكد أستاذ كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي البروفيسور أليساندرو ساجيورو أن موضوع جائزة الملك حمد للحوار والتعايش السلمي يضرب في أعماق التاريخ، وله بعدان، أولهما مرتبط بالماضي، والآخر مستقبلي يساعد الأفراد والمجتمعات على بناء ثقافة تعايش عالمية.


وذكر أن تاريخ البحرين وثقافتها منذ الأزل خير مثال على التعايش السلمي، مشيرا إلى وجود العديد من الخطوات الجوهرية لمملكة البحرين في هذا المجال، بينها زيارة البابا فرانسيس للبحرين واجتماعه بالشيخ الأكبر، وكذلك الأنشطة المتعلقة بكرسي التعايش السلمي.


ثقافة الحوار
وقال مدير برنامج الملك حمد للإيمان في القيادة كريش رافال إن الشباب البحريني منفتح على ثقافة الحوار وقبول الآخر، مشيرا إلى أن الشباب البحريني فهموا العلاقة بشأن التفاهم بين الأديان والتعددية العميقة والحاجة إلى تطوير أنفسهم؛ من أجل أن يكونوا مجهزين باستمرار لمواجهة التحديات والفرص داخل عالم في حالة تغيّر مستمرة.


واكد أن استعداد الشباب البحريني لتقبل ما يتم تقديمه لهم في هذا المجال هو انعكاس طبيعي لما يتلقونهم من تعليم، وهي قيم يؤكدها مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي.


التعددية والتعايش
وقالت نائب رئيس مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي بيتسي ماثيوس إن تدشين جائزة الملك حمد للتعايش السلمي، يعكس الرؤية الإنسانية لجلالة الملك المعظم، وما يحمله من رسالة خير وسلام للبشرية، تؤكد أن التعددية والتعايش والاحترام المتبادل هو الطريق الأمثل للبناء والعمران.


وأضافت بيتسي ماثيوس “الدعم الملكي السامي للتسامح والتعايش السلمي، تجلى في العديد من الخطابات السامية، أهمها تأكيد جلالته لدى استقباله لقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان أن (مملكة البحرين تؤكد دوما أهمية الشراكة الدولية التي تعتمد الحوار الدبلوماسي والسبل السلمية كمدخل لإنهاء الحروب والنزاعات، وتنتهج سبل التآخي والتفاهم واحترام سيادة الدول وحسن الجوار وعدم التدخل في شؤونها الداخلية)”.


مكافحة الكراهية
وقال نائب رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي عبدالوهاب الحواج إن “الإعلان عن الجائزة، هو تجسيد للرؤية السديدة لصاحب الجلالة الملك المعظم، في مكافحة خطاب الكراهية، وترسية مبادئ السلام، وإعلاء قيمة العيش المشترك، وتسليط الضوء على النماذج المضيئة، للذين أسهموا في ترسية التعايش والإخاء والسلام والمحبة في المجتمعات، وساهموا في تعزيز القيم الإنسانية الرفيعة والنبيلة”.


وأكد الحواج أن “جائزة الملك حمد للتعايش السلمي، تهدف إلى تعزيز مكانة مملكة البحرين، وتسلط الضوء على تجربتها الفريدة والغنية، المستمدة من تاريخها العريق الحافل بأنوار التعايش والإخاء والمحبة، والرافض للتطرف والعنصرية ونبذ الآخر، وتقدم الأنموذج المشرق لما فيه خير البشرية وتقدمها الاجتماعي، وتساهم في تسليط الضوء على من أحسنوا لمجتمعاتهم، وتقبلوا الآخر وساهموا في نشر المحبة والسلام”.