+A
A-

السطحيون.. ما تفعله شبكة الإنترنت بأدمغتنا

الفكرة التي تتكرر في الكتاب الجديد هي أن الدماغ البشري مرن ويمكن تشكيله من خلال مجموعة من الإجراءات التي ترتبط بالوسائط الرقمية. 

فوفقا لنيكولاس كار، نحن في خطر فقدان قرون من التقدم على مستوى بناء مهاراتنا في التفكير والتعلم، فهو يبين أن الأدمغة، تعمل بشكل مختلف بعد استخدام الوسائط الرقمية. وقد تكون بعض النتائج إيجابية، مثل القدرة على الحكم في موثوقية المعلومات الموجودة على الويب بسرعة وتحديد كمية المعلومات، جنبًا إلى جنب مع التحسينات المذكورة غالبًا في “التناسق بين اليد والعين، ورد الفعل المنعكس، ومعالجة المنبهات البصرية.

ومع ذلك، فإن النتائج الأخرى قد تكون سلبية، فقد تكون الكفاءة التي تحتكم إلى الآلة والتي تساعد في اكتشاف المعلومات واسترجاعها “مدمرا للنموذج الريفي القائم على التفكير التأملي".

ونتيجة لذلك، فإن اعتمادنا على الإنترنت بكثرة في أداء المهمات يؤثر بدوره في الذاكرة، وكما يقول كار: “كلما استخدمنا الشبكة أكثر، مرنا أدمغتنا أكثر على التشتت، أي على معالجة المعلومات بسرعة كبيرة وبكفاءة عالية، إنما دون انتباه مستمر. وبالتالي، من المحتمل أن يكون لاستخدام الإنترنت أثارا جانبية حتى على الأكاديميين والباحثين الذين لديهم القدرة على التحكم في استخدام الحاسوب واستهلاك الإنترنت. فهناك دراسات تؤكد أن الأدوات التي نستعملها في الإنترنت لغربلة المعلومات تؤثر في عاداتنا العقلية وتؤطر تفكيرنا. وقد نشر عالم الاجتماع جيمس إيفانز (Jemes Evans) دراسة في مجلة Science، جاء فيها أن “عدد الاقتباسات في المقالات الأكاديمية المطبوعة والقديمة قد انخفض بشدة، مع الاعتماد بشكل أكبر على المقالات الحديثة المنشورة على الإنترنت".