+A
A-

أجواء النيجر بلا طائرات.. الانقلابيون يتأهبون لمواجهة تدخل عسكري وشيك

بعد قرار المجلس العسكري الانقلابي في النيجر، الأحد، بإغلاق المجال الجوي، لم تكن هناك أي طائرات تحلق في أجواء النيجر في وقت مبكر الاثنين، وفقا لموقع "فلايت رادار 24" لتتبع الرحلات الجوية.

وفي وقت سابق، أفاد موفد "العربية" إلى النيجر بأن المجلس العسكري الانقلابي اتهم دولة أجنبية، لم يذكر اسمها، بإعداد هجوم عسكري.

وأضاف موفد "العربية" أن المجلس العسكري الانقلابي أعلن أيضا إغلاق المجال الجوي في البلاد، مشيرا إلى أن هناك تعزيزات أمنية للجان شعبية في النيجر تحسبا لعمل عسكري أجنبي.

وقال موفد "العربية" إن هناك معلومات عن مساع لتمديد هدنة إكواس للمجلس العسكري في النيجر.

وأعلن قادة الانقلاب في النيجر، الأحد، أنهم أغلقوا المجال الجوي للبلاد مع قرب انتهاء المهلة التي حددتها لهم المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إكواس" لإعادة تسليم السلطة أو مواجهة تدخل عسكري.

وجاء في بيان للعسكريين أنه "في مواجهة التهديد بالتدخل الذي بدأت تتّضح معالمه انطلاقا من استعدادات البلدان المجاورة، أغلق المجال الجوي للنيجر اعتبارا من اليوم الأحد أمام جميع الطائرات وحتى إشعار آخر".

وأضاف البيان أن أي محاولة لخرق المجال الجوي ستواجه "برد قوي وفوري".

وجاء الإعلان عن إغلاق المجال الجوي مع انقضاء المهلة التي حدّدتها إكواس للعسكريين لإعادة السلطة إلى الرئيس المنتخب ديموقراطيا محمد بازوم.

وتجمع حوالي 30 ألفا من أنصار الانقلاب في عرض للقوة في نيامي عاصمة النيجر الأحد قبل ساعات من انتهاء المهلة ووسط حرارة مرتفعة، ملوحين بأعلام النيجر وروسيا وبوركينا فاسو، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.

وردد شاب "اليوم هو يوم استقلالنا الحقيقي"، فيما هتف الحشد "تسقط فرنسا، تسقط إكواس" التي هددت الانقلابيين بالتدخل عسكريا.

ووصل أعضاء من "المجلس الوطني لحماية الوطن" الحاكم إلى الملعب في قافلة سيارات رباعية الدفع واستقبلهم الحشد بحفاوة.

وتحدث الجنرال محمد تومبا، الرجل الثالث في المجلس العسكري، أمام الحشد للتنديد "بمن يتربصون في الظل" والذين "يخططون لتخريب مسيرة النيجر إلى الأمام"، مضيفا "نحن على علم بخطتهم الميكيافيلية".

يأتي عرض القوة هذا في يوم انتهاء المهلة التي حددتها "إكواس" في 30 يوليو للعسكريين لإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم إلى منصبه.

وانتهت المهلة مساء الأحد، ولم يبد حتى الآن الجنرالات الذين تولوا السلطة في 26 يوليو أي رغبة في التراجع.

ورسم قادة جيوش "إكواس"، الجمعة، الخطوط العريضة لخطة "تدخل عسكري محتمل" بعد اجتماع ليومين في العاصمة النيجيرية أبوجا، وقد أبدت بعض دول المجموعة مثل السنغال وساحل العاج استعدادها للمشاركة في التدخل.

ودان جميع شركاء النيجر الغربيين والأفارقة الانقلاب، لكن العسكريين النيجريين تلقوا دعمًا من نظرائهم في مالي وبوركينا فاسو الذين وصلوا أيضًا إلى السلطة من خلال انقلابين في عامي 2020 و2022، وقد اعتبرت باماكو وواغادوغو أن أي تدخل في النيجر سيكون بمثابة "إعلان الحرب" عليهما.

هذا وأعلنت فرنسا تعليق مساعداتها التنموية وتلك المتعلقة بدعم الميزانية المخصصة لبوركينا فاسو، وفق ما أفادت وزارة الخارجية الأحد.

مخاوف وانتقادات

ويثير احتمال التدخل عسكريا مخاوف وانتقادات إقليمية.

وبرزت انتقادات في نيجيريا التي تتولى حاليا رئاسة "إكواس" وتعد من أبرز أركانها. وتتشارك الدولة التي يبلغ تعدادها السكاني 215 مليون نسمة، حدودا بطول 1500 كلم مع النيجر.

وحضّ سياسيون كبار في نيجيريا الرئيس بولا تينوبو على إعادة النظر في التهديد بالتدخل عسكريا.

ودعا مجلس الشيوخ النيجيري "رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية بصفته رئيسا للجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) إلى تشجيع القادة الآخرين في المجموعة على تعزيز الخيارات السياسية والدبلوماسية".

ونصح أعضاء في مجلس الشيوخ من ولايات في شمال نيجيريا التي تتشارك سبع منها حدودا مع النيجر، بعدم التدخل قبل استنفاد جميع الخيارات الأخرى.

ووفق دستور البلاد، لا يمكن للقوات النيجيرية المشاركة في عمليات خارج الحدود من دون مصادقة مجلس الشيوخ، باستثناء حالات "التهديد الداهم أو الخطر" على الأمن القومي.

وكان تينوبو حضّ هذا الأسبوع على ايجاد "حلّ شامل وودّي للوضع في النيجر".

الجزائر تحذر من أي تدخل عسكري

كما حذّرت الجزائر من أي تدخل عسكري في جارتها الجنوبية الشرقية التي تتشارك معها حدودا بطول ألف كلم.

وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقابلة تلفزيونية مساء السبت "نرفض رفضا تاما وقطعيا التدخل العسكري في النيجر"، مضيفا "ما يحدث في النيجر تهديد مباشر للجزائر".

وشدد على أن "التدخل العسكري لا يحل أي مشكلة بل يؤزم الأمور. الجزائر لن تستعمل القوة مع جيرانها"، سائلا "ما هو الوضع اليوم في الدول التي شهدت تدخلا عسكريا؟"، في إشارة إلى دول عدة في المنطقة تتقدمها ليبيا وسوريا.

وقد تعهد الانقلابيون في نيامي هذا الأسبوع "برد فوري" على "أي عدوان".

"منتصر وحيد: الحركات الإرهابية"

شددت مجموعة من الباحثين المتخصصين بشؤون الساحل على ضرورة "الحؤول دون السيناريو الكارثي لاندلاع حرب" في النيجر، وذلك في رسالة نشروها السبت في صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية.

وأضاف الباحثون أن هذه الحرب "لن يخرج منها سوى منتصر وحيد: الحركات الإرهابية التي تبني منذ أعوام توسعها الميداني على حساب انهيار الدول".

في الأثناء، أجلت عدة دول أوروبية مئات من رعاياها في الأيام الأخيرة من النيجر.

وبعد فرنسا وإسبانيا، أعلنت وزارة الدفاع الإيطالية، الأحد، مغادرة 65 عسكريا النيجر على متن طائرة هبطت في روما مساء السبت. وأشارت الوزارة إلى برنامج لتنظيم رحلات أخرى.

وتطالب "إكواس" والدول الغربية بالعودة إلى النظام الدستوري والإفراج عن الرئيس بازوم المحتجز منذ انقلاب 26 يوليو.

ومساء الأحد قال رئيس ساحل العاج الحسن وتارا "ندين محاولة الانقلاب في النيجر التي تشكّل تهديدا خطيرا للسلم والأمن في المنطقة".

وشدد على "ضرورة" أن "يستعاد النظام الدستوري" وأن "يُسمح للرئيس بازوم المنتخب ديمقراطيا بأن يمارس مهامه بحرية".

وأكدت الخارجية الفرنسية السبت دعمها "بحزم وتصميم" لجهود "إكواس" ضد الانقلاب، ورأت أن "مستقبل النيجر واستقرار المنطقة بأكملها على المحك".

وقد أعلن الانقلابيون في النيجر إلغاء اتفاقيات التعاون العسكري والأمني مع باريس التي تنشر 1500 عسكري في النيجر. واعتبرت فرنسا أن القرار باطل لافتقار أصحابه للشرعية.