عجيبة هي ردود المستثمرين ورجال الأعمال البحرينيين على استفسارات “البلاد” عن دورهم الاجتماعي والمسؤولية المجتمعية لشركاتهم، ضمن مبادرة البلاد المسماة “درع البلاد للمسؤولية المجتمعية”، المبادرة الأولى من نوعها والوحيدة تقريبًا، التي تبرز الشراكة بين القطاعين الخاص والحكومة، في مجال المسؤولية المجتمعية للشركات.
كان رد الفعل بعدم الإفصاح غامضًا في البداية؛ لأنه توجد بالفعل العديد من الأعمال المنسوبة إليهم ولشركاتهم.
لاحقًا عرفنا السر من أحدهم بعد إلحاح من جانبنا، قال: “لا أريد أن تعلم يميني ما تخفي يساري”.
قلنا ولكن “إِن تُبْدُواْ ٱلصَّدَقَٰاتِ فَنِعِمَّا هِيَ”، أي أن الإفصاح عنها أيضًا ممدوح بنص القرآن الكريم.
فأجاب: و “إن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا ٱلْفُقَرَآءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ”، أي أن إخفاءها أجدر؛ باعتبارها استثمارًا للآخرة.
الأكثر إدهاشًا أن نزوع رجال الأعمال والشركات في البحرين لما أسميه “الاستثمار الاجتماعي”، غير مرتبط بمنفعة مادية، مثلما يحدث عادة، الأمر مختلف في كثير من دول العالم، هناك يجري خصم ما تتبرع به الشركات والمستثمرون من الوعاء الضريبي. ربما لو قرر بعض أصحاب الأعمال البحرينيين الكشف عما يبادرون به طوعًا، للمساهمة في التنمية المجتمعية، لوجدنا خيرًا كثيرًا ربما يفوق ما يقوم به أصحاب شركات عالمية ذات أسماء رنانة، مثلما يتباهون في أميركا بمؤسس ميكروسوفت بيل جيتس الذي تبرع بجانب كبير من ثروته لأعمال الخير، وتبين لاحقًا أنه كان سيخسرها على أي حال.
أسعار الغذاء
يبدو العالم على أعتاب ارتفاع جديد لأسعار المواد الغذائية، بعد قرارات متتالية للهند؛ لتمديد حظر تصدير محاصيل ومنتجات، تمثل نصيبًا وافرًا مما يعتمد عليه العالم في طعامه، فضلًا عن تبعات الحرب الروسية الأوكرانية، خلاف ما فعله المناخ بالمزروعات هذا الموسم محليا ودوليًا، مع استمرار النزاعات في إفريقيا التي أرجأت تنفيذ مشروعات زراعية كانت تعتمد عليها دول في توفير احتياجاتها بالزراعة لدى الغير.
معضلة ولاشك ستواجه المسؤولين وصناع القرار حول العالم، بشكل لا يمكن معه الحل إلا جماعيًا، لن يكون بمقدور أحد أن يتدبر احتياجاته بشكل منفرد، فهل يعي قادة العالم قبل أن تجوع شعوب وتعاني أخرى؟