+A
A-

مكتشف جثة "فتاة سند": كنت أنظف الساحل وعثرت على الجثة.. وشهود النفي: طيب الخلق

في ثالث جلسة لمحاكمة قاتل "فتاة سند"، الذي يواجه تهمتي القتل العمد مع سبق الإصرار وانتهاك حرمة جثة المجني عليها، استمعت اليوم الخميس المحكمة الكبرى الجنائية، للشاهد الذي عثر على الجثة من بعيد وعرف أنها جثة إنسان من رجلها.

وقال الشاهد إنه يتردد عادة إلى المنطقة - وهي عبارة عن محمية طبيعة - لتنظيفها من البلاستيك الموجود على الساحل وأشجار القرم كونه عاطل عن العمل وحينها عثر على الجثة.

وأكد شاهدا النفي وهما أخ وأخت المتهم بقتل "فتاة سند" بأن أخيهما طيب الخلق.

وامتلأت قاعة المحكمة اليوم، وتم جلب كراسٍ إضافية، فيما جلس المتهم بقتل "فتاة سند"، وهو بحريني ثلاثيني ملتحي، في الكراسي الخلفية داخل قفص الاتهام، وكان يرتدي جلابية زرقاء اللون بأكمام قصيرة، ويحاول أن يخبئ وجهه في أغلب أوقات الجلسة بوضع يده على وجهه.

وقدم ممثل النيابة العامة ملف التقرير الطبي الخاص بالمجني عليها.

وحددت المحكمة أثناء جلستها يوم 6 سبتمبر المقبل للمرافعة لوكيل المتهم وتصريح بنسخة من أقوال الشهود وتقرير المجني عليها.

وتعود تفاصيل الواقعة إلى العثور على جثة فتاة مقتولة بمنطقة سند بتاريخ 5 يونيو 2023 وقد أمرت النيابة العامة بإحالة المتهم إلى المحكمة الكبرى الجنائية الدائرة الرابعة مسندة إليه تهمتي القتل العمد مع سبق الإصرار وانتهاك حرمة جثة المجني عليها.

وكانت جلسة الاستماع لشهود الإثبات بالمحكمة الجنائية الكبرى الرابعة في (2 أغسطس)، أشارت إلى أن المتهم البالغ من العمر 35 عامًا كان قد اتفق مع المجني عليها بلقائها لتسليمها المبلغ الذي تطالبه به لقاء التوقف عن ابتزازه بصور ومقاطع فيديو خاصة له، فيما كان قد بيت نية القتل لها، لافتًا إلى أن المتهم استقل حافلة مطعم صغيرة للقاء المجني عليها أمام حديقة، ثم انتقلا إلى منطقة ترابية ودار حديث بينهما بشأن ابتزازها له، فضربها بلوح على رقبتها فأغمي عليها.

وذكر أن المتهم اعتقد أنها فارقت الحياة، فعمد إلى حمل جثتها ووضعها في صندوق الحافلة الصغيرة التي لا تتوافر على أبواب جانبية، ولكنه عندما شعر بأن المجني عليها ما زالت تتنفس أخذها إلى أحد السواحل القريبة من المنطقة وعمد إلى خنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.

وقال إن المتهم أبقى على الجثة في الحافلة وذهب إلى مسكنه وغير ملابسه، ثم توجه إلى إحدى الاستراحات، قبل أن يعود إلى شقته مرة أخرى، إلى أن توجه في فجر اليوم التالي بالجثة إلى إحدى المناطق المحمية الخاصة بأشجار القرم بسند، مستغلاً طبيعة عمله التي تسمح له بدخول المنطقة، حيث ضرب المجني عليها بسيخ من حديد وأخفى جثتها خلف الأشجار.

إلى ذلك، أكدت إفادات الطبيب الشرعي ما خلصت إليه التحريات بأن المجني عليها ماتت مخنوقة.

وسادت الجلسة الثانية أجواء من الحزن أثناء شهادة والدة المجني عليها التي كانت في حالة انهيار وبكاء شديد على ابنتها، ولسانها يردد بعد نهاية الجلسة: "ابنتي ماتت وماتت كل العائلة"، مشيرة إلى حلم ابنتها أن تكون محامية.

وأكدت والدة المجني عليها أن ابنتها لا تعاني من أمراض نفسية، وإنما كانت تعاني من الاكتئاب في العام 2021، إذ ستضم الجلسة المقبلة الملف الطبي الذي يثبت أقوال الأم.

وأشارت الأم إلى أن ابنتها لم تكن تتغيب عن المنزل إلا في يوم الواقعة، إذ أرشدها إلى مكان ابنتها خاصية التتبع في خريطة تطبيق (سناب تشات)، الذي أشار إلى موقع ابنتها في بحر المالكية.

وكان نائب رئيس نيابة محافظة العاصمة صرح بأن النيابة العامة كانت قد بدأت تحقيقاتها المكثفة في ملابسات مقتل الفتاة، وذلك منذ إخطارها من قبل مركز شرطة جنوب العاصمة بمديرية شرطة محافظة العاصمة بالعثور على جثة متحللة تعود لأنثى مجهولة الهوية بمنطقة نائية بناحية منطقة سند، والتي توصلت التحقيقات وإجراءات الاستدلال فيما بعد إلى تحديد شخصيتها، حيث انتقلت النيابة آنذاك وناظرت الجثة وأجرت معاينة لمكان العثور عليها دلت على قيام شبهة جنائية في الوفاة.

وفي إطار هذه التحقيقات ندبت النيابة العامة خبراء مسرح الجريمة لرفع العينات والآثار المشاهدة بالمكان وفحصها، كما ندبت الطبيب الشرعي للكشف على الجثة لتحديد سبب الوفاة، فيما كلفت الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية بإجراء التحريات وصولاً لتحديد شخصية المجني عليها وظروف وملابسات الوفاة.

وعلى أثر الكشف عن هوية المجني عليها من خلال فحص الحمض النووي (DNA)، وبناء على ما توصلت إليه تحريات رجال المباحث الجنائية، والتي كشفت تفاصيل الواقعة والتوصل إلى المتهم مرتكب الواقعة وضبطه، فقد جرت تحقيقات النيابة بسماع أقوال الشهود وذوي المجني عليها، واستجواب المتهم الذي أقر بإقدامه على قتل المجني عليها للتخلص منها على إثر خلافات نشبت بينهما وإخفائه جثتها بإلقائها في المنطقة النائية مكان العثور عليها.

كما أجرت النيابة معاينة تصويرية لكيفية ارتكاب المتهم الجريمة، وأمرت بحبسه احتياطيًا على ذمة التحقيق.