+A
A-

رئيس المدربين أحمد المهزع: قـوة الدفـاع خرّجـت عسكرييــن في مناصــب وزاريــة

أكد رئيس المدربين وقائد الدورة في برنامج “قدها” المقدم الركن أحمد المهزع نجاح المشاركين في توصيل قدراتهم إلى خارج حدود المعسكر، ليس على المستوى البحريني فقط، وإنما الخليجي والعربي أيضا.  وأشار في حوار مع “البلاد” أن “الكل يتمنى أن يكون جنديا من جنود مملكة البحرين، فالسلك العسكري به الكثير من القيم والمبادئ القويمة التي تبني شخصية الإنسان، وتساعده على أن يكون بحال أفضل، وقادرا على مواجهة ظروف الحياة، وتحدياتها المختلفة”. وفيما يلي نص الحوار:

 كانت تجربة جديدة بالنسبة لك، وبالنسبة للمشاركين على حد سواء، كيف تقيمها؟
- تجربة فريدة من نوعها، وجديدة، ولقد حرص سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، على تنفيذ هذا البرنامج الواقعي، الذي يجسد الحياة العسكرية، وآلية انتقال الفرد من الحياة المدنية إليها، بفكرة خارج الصندوق. حين كلفت بأن أكون مسؤولا عن البرنامج، والذي يجسد التحدي، شعرت بالفخر، وبحجم المسؤولية الملقاة على عاتقي.
وكان الاختلاف هنا بأن المشاركين مدنيون وليسوا عسكريين، ما يعني أننا سنبدأ معهم من نقطة الصفر، وعليه فلقد كان العمل معهم هو تحدّيًا بحد ذاته؛ لأن التعامل يختلف جذرياً عن التعامل مع العساكر.

“قدها” برنامج جديد وجريء ومختلف على مستوى الخليج، والعالم العربي، برأيك ما العناوين التي يحملها البرنامج للمجتمع؟
- أولها اهتمام سيدي جلالة الملك المعظم بالشباب البحريني، وبالطاقات الوطنية، وبأنه من أعلى رأس الهرم نزولاً إلى أصغر مسؤول، هنالك متابعة واهتمام بالشباب، وبتطلعاتهم، وبأن قوة دفاع البحرين ومن ضمنها الحرس الملكي هم جزء لا يتجزأ من هذا الهرم الوطني الكبير.
الرسالة الثانية، أن هذه الدورة كانت تشمل الجوانب النفسية، والرياضية؛ لكي يختبر المشاركون قدراتهم، وإمكانياتهم، ويوصلوا هذا الانطباع الإيجابي لمحيطهم الاجتماعي، عن الحزم، واحترام الوقت، والحضور المبكر للعمل، والاهتمام باللياقة الرياضية، وغيرها.
ومن رسائل البرنامج أيضا، قدرة الشباب عبر المشاركين بكسر الحدود التي كانوا يضعونها بالسابق لأنفسهم على كافة المستويات الحياه، وبأن تحقيق الأهداف أمر وارد التحقيق، متى ما وجدت الإرادة، والعزيمة لتحقيق ذلك.
ولقد نجح المشاركون في توصيل قدراتهم خارج الحدود المعسكر إلى الخارج، ليس على المستوى البحريني فقط، وإنما الخليجي والعربي أيضاً، ولقد كان للمخرج أحمد الشيخ، وفريق التصوير المصاحب له، دور كبير في إبراز البرنامج بالشكل الذي يليق به.
كما حمل البرنامج رسالة مهمة تتمثل في تجاوز التحديات الرياضية، لا يكون عبر ممارسة رياضة واحدة، بل التنوع بالرياضات، ومعها المهارات، يساعد على تحقيق مفهوم الرياضي المتكامل أو الشامل. وأشير هنا مع الشكر والتقدير إلى الدور الكبير الذي يقوم به سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة في إحياء مختلف أنواع الرياضات العالمية المهمة والنافعة للشباب، كالآيرون مان، والترايثلون، والسايكلنج.
كما ركز سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة على رياضات البوكسنيج، الفنون القتالية، وغيرها، هذه الرياضات كلها أعطت الشباب البحريني مخزونا من الإبداع، وأسعفتهم على إطلاق طاقاتهم، والتميز على مستوى الداخل والخارج معاً، وهو أمر نفخر بهم جميعاً.

لماذا استخدمت في البرنامج شعار “التحدي” بكثرة؟ 
- هنالك فئة من الناس، تحفزهم هذه الكلمة، وتنشطهم، وتطلق قواهم الداخلية، وتهتم دائماً لأن نكرس في العسكريين مبدأ أن يكونوا مقاتلين، ومحاربين، وبأن يتسموا بصفات الأبطال، حيث يستطيعون أداء واجبهم، بغض النظر عن طبيعة الوظيفة التي يقومون بها، سواء إدارية كانت، أو في الميدان. نبحث دائماً عن الذين يبحثون عن التحدي، وهذا ما رأيناه في البرنامج، والذي كان به الكثير من الإثارة الحقيقية، وعلى نسق متسارع، منذ البداية وحتى النهاية.

# برأيك، ما أهم التحديات التي واجهها المشاركون؟ 
- بحكم أنهم مدنيون، فإن أول تحدٍّ واجههم هو النفسي والذهني، والذي يرتبط بنمط الحياة اليومي لهم، والذي تغير بالبرنامج رأسا على عقب، فالصبر، والتحمل، والمواصلة في البرنامج رغم التعب، والإجهاد، والإنهاك، والانصياع للأوامر كمنع التدخين، أو استخدام الهاتف، أو الأكل براحة تامة، هو التحدي الرئيس، من وجهة نظري.

من خلال لقاءاتي الصحافية مع عدد من المشاركين بالبرنامج، لاحظت بأنه وبالرغم من الإرهاق والتعب الذي مروا فيه، إلا أنهم كانوا سعداء بهذه المشاركة، كيف تقرأ هذا التناقض؟
- هو ليس تناقضا، وإنما التفهم بأن هذه التدريبات، ومتابعات المدربين الحازمة، كانت لمصلحة المشاركين، وليست لأسباب شخصية مع هذا أو ذاك، فنمط الدورة نفسها، وروح الحياة العسكرية، والتي ترتكز على الرياضة، واللياقة، والانضباط، والالتزام بالوقت، وغيرها، كلها تتطلب ذلك.
أضف أن المشاركين دخلوا البرنامج كأفراد، وخرجوا كمجموعات، حيث كون كل منهم صداقات جديدة، ومعارف جديدة، تعلموا معهم دروسا جديدة في الحياة، سواء عبر مشاركتهم ببرنامج “قدها”، أو من خلال زملائهم الآخرين، وبأن لديهم طاقات جبارة وكامنة، وتحتاج إلى من يطلقها للخارج.

رغم الصرامة في الحياة العسكرية، وصعوبة بيئتها، لماذا يحرص الكثيرون بأن يكون جزءا منها؟
- الكل يتمنى بأن يكون جنديا من جنود مملكة البحرين، فالسلك العسكري به الكثير من القيم والمبادئ القويمة التي تبني شخصية الإنسان، وتساعده على أن يكون بحال أفضل، وكذلك بمواجهة ظروف الحياة، وتحدياتها المختلفة، كالتنظيم، والترتيب، واللياقة الرياضية، والنظر في الأولويات، والإبداع، وغيرها الكثير. والعسكرية ليست مجرد حمل سلاح، كما قد يظن البعض، وإنما بها التقدم العلمي، والأكاديمي، بشتى الميادين والحقول، وقوة الدفاع تساعد المنتسب بها على ذلك، تصل بحالات عديدة إلى الدراسات العليا.
واليوم نحن فخورون بأن هنالك وزراء، كانوا عسكريين في قوة الدفاع، ويقدمون اليوم من خلال مناصبهم الكثير من الخدمات الجليلة لمملكة البحرين، وبنجاح باهر.

كيف يستطيع العسكري رغم التقدم بالعمر أن يحافظ على لياقته؟
- هنالك أمور روتينية يقوم بها العسكري، كممارسة الرياضة اليومية، والتدريبات الأخرى المصاحبة والتي ترفع مستوى اللياقة والقوة لديه، تتناسب لطبيعة عمله، حيث إن مهام العسكري تتطلب التميز باللياقة البدنية، ووجهة العمل توفر له الأرضية المناسبة لذلك طوال فترة خدمته.
من هو المشارك الذي لفت انتباهك؟ 
- المشارك رقم 115 (علي حسن خلف) والذي كان وبالرغم من كبر سنه، مناضلاً، وشجاعاً، وقدوة لزملائه، ليس بالعزيمة فحسب، وإنما بالأخلاق أيضاً.

ما معايير اختيار المدربين في برنامج “قدها”؟
- كل المدربين لدينا هم من أفضل الكفاءات بقوة دفاع البحرين، ولقد تم اختيارهم على أساس طبيعة هذه المهمة، والتي تتطلب اللياقة العالية، وكيفية التعامل مع المدربين، ولقد كانوا حريصين على أن يكونوا جنباً إلى جنب مع المشاركين أثناء المسير والجري، وبعض التحديات الأخرى؛ لكي يعطوهم الحافز النفسي والمعنوي بالاستمرار.

ما الأثر الذي تركه البرنامج في نفسك؟
- تجربة جديدة، تعلمت من خلالها الكثير، وتعرفت بها على الإخوة المشاركين، والذين قدموا جهودا نحن فخورون بها، ناهيك عن فريق العمل كالمخرج والمصورين والذين كانوا محاربين في أداء واجبهم.
ولقد كانت فرصة لأن أشاهد الطاقات وهي تنطلق من المشاركين، وكيف ناضلوا لكي يكسروا التحديات الصعبة في البرنامج، وبأن يتركوا جميعاً بصمة لا تنسى من خلال هذه التجربة الرائعة.