+A
A-

يوسف الحمدان: ”لا يوجد ما يسمى بالتجريب في المسرح العالمي“

شهد حضور حفل افتتاح مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثلاثين، برئاسة سامح مهران، العرض المسرحي "تشارلي" من إخراج أحمد البوهي، وتأليف الدكتور مدحت العدل، على خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، والذي وقع عليه اختيار اللجنة العليا للمهرجان، ليكون عرض الافتتاح. 

وشهد حفل افتتاح مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة المصرية، والدكتور سامح مهران رئيس المهرجان، وأعضاء اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، ولفيف من الفنانين من مصر والعالم العربي، وعدد من قيادات وزارة الثقافة. 

وتتناول المسرحية حياة الممثل البريطاني الأصل تشارلي شابلن (1889-1977)، أيقونة السينما الصامته، حيث أصبح "تشابلن" أيقونة في جميع أنحاء العالم من خلال شخصيته الشهيرة "المتشرد، الصعلوك أو المتسَكِّع"، ويعتبر من الشخصيات الأبرز في تاريخ صناعة السينما. امتدت حياته المهنية لأكثر من 75 سنة، من بداية طفولته في العصر الفيكتوري وحتى قبل وفاته بسنة، شملت التملق والجدل

 وتحاكي مسرحية "تشارلي شابلن"، جوانب إنسانية من حياة أسطورة السينما الصامتة، من خلال الغناء والاستعراضات، بالإضافة إلى عرض أبرز أفلامه التي ساهمت في خلق جماهيريته وشعبيته الجارفة.

عرض تشارلي عبارة عن مسرحية غنائية استعراضية تدور أحداثها حول حياة واحد من أشهر ممثلي السينما في العالم “تشارلي شابلن” ومدى تأثيره في صناعة الأفلام العالمية، وتروي المسرحية قصته من جانبها الإنساني، وتلقي الضوء على المراحل والصعوبات التي تخطاها في رحلته ومشواره الفني.

عرض "تشارلي" عن حياة أحد أهم آباء السينما في العالم، بطولة محمد فهيم في دور "تشارلي شابلن"، نور قدري، أيمن الشيوي، داليا الجندي، عماد إسماعيل، بالإضافة إلى خمسين فنانا من الممثلين الشباب والراقصين والمطربين، ألحان إيهاب عبد الواحد، وتوزيع نادر حمدي، وتصميم الاستعراضات لعمرو باتريك، وملابس ريم العدل، وديكور حازم شبل، وإكسسوارات الدكتور محمد سعد، وهي من انتاج شركة سي سينما هاني نجيب وأحمد فهمي.

التجريب المسرحي في الخليج العربي

أقيمت في الثانية عشرة والنصف ثاني الجلسات الفكرية التي ينظمها مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، والتي أقيمت تحت عنوان "التجريب المسرحي في الخليج العربي"، وأدار الجلسة الدكتور محمد زعيمة من مصر، وشارك بها كل من الدكتورة عزة القصابي من سلطنة عمان، ويوسف الحمدان من البحرين، وفهد ردة الحارثي من السعودية، ومجدي محفوظ من مصر، وعقب على الندوة والمتحدثين، جميلة زقاي من الجزائر، بحضور رئيس اتحاد جمعيات المسرحيين البحرينيين الفنان القدير عبدالله ملك. 

وشارك الكاتب المسرحي القدير يوسف الحمدان الجلسات الفكرية وأكد أنه يرى أنه لا يوجد في المسرح العالمي ما يسمى بالمسرح التجريبي، لأنه يتعلق بالمقام الأول بالرؤية الخاصة بصناع العروض، ودائما ما ندور في دوامة البحث عن التجريب وننسى المسرح وهو ما نواجهه في الخليج أيضا، موضحا أن المسرح فكر وثقافة وبحث استقصائي وليس موسم عمل، والتجريب يتصل بالحرية في الأساس ويكسر الحواجز والتابوهات، مشيرا إلى أن بعض المصطلحات تمثل إشكالية، لافتا إلى أن التجريب في السرد أيضًا وليس في عناصر السينوغرافيا فقط.

وقالت الدكتورة عزة القصابي من سلطنة عمان، حديثها متسائلة: هل يوجد تجريب في المسرح الخليجي أم أنه مجرد ملامح؟، موضحة أن هناك تجارب قليلة ونادرة، فالتحولات الجيولوجية التي حدثت على المستوى الثقافي والاقتصادي أثرت على المسرح، فرغم ارتباطه بالقصص والحكايات الشعبية إلا أنه تأثر بتلك المتغيرات التي حدثت، ونتج عنها صراع بين القديم والحديث والبحث عن رؤية جديدة، كما أنه حدث تأثر كبير بالعالم الأوروبي .

وأضافت "القصابي": وهنا نصل لنقطة مهمة وهي التحديات التي كانت تواجه الخليج في الانتقال إلي المسرح التجريبي، فكيف تحول هذا المسرح إلي ثقافة؟، فنحن العرب عادة نحب الكلمة ونسمع أكثر ما نرى، وفي ضوء ذلك نجد أن الكتلة الخليجية هي كتلة الشعر والقصة فعندما تخاطب المسرح ستجد الحكي هو الطاغي، فالتحول للتجريب كان صعبا، لذلك حتى الآن نجد المسرح التقليدي موجود بقوة، ولكن هناك محاولات دائمة في دول الخليج لترسيخ المسرح التجريبي.

من جانبه قال الفنان السعودي فهد الحارثي: المسرح الخليجي عانى من الإرهاب ضد التجريب لوقت طويل، خوفا على جمهوره وخوفا على فقدان الهوية، فأنا أتصور أنه بعد فترة حدثت حالة التحول في المسرح الخليجي لخروجه عن خوفه، وبدأت تلك الحالة من مهرجان المسرح التجريبي في مصر، لأنه فتح أفق جديدة للفرق فعندما شاهدوا تلك التجارب في القاهرة، بدأت حالة التأثير من خلال الندوات والعروض والتي تضم فضاءات جديدة منفتحة ولكن ظلت هناك مشكلة كبيرة وهي فكرة التجريب ومفهومه. 

بينما قال الناقد مجدي محفوظ: عندما نتحدث عن المسرح التجريبي في الخليج أجد تقديم نموذج مثل مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة في الشارقة بدولة الإمارات هو خير مثال، فهذا المهرجان متميز لما يتم تقديمه قبل المهرجان من ورش فنية التي تنتهي بتقديم عروض مسرحية برؤى جديدة وتجريبية، وكذلك في المهرجان يتم عمل لجان مشاهدة لاختيار العناصر التي تستطيع أن تشارك فيه، وقال: "لقد تحدثت في بحثي عن المشهد التجريبي من" مفهوم جغرافي"، فتلك العروض تتأثر بتكوينها الجغرافي وهذا يرتبط برؤى مختلفة، فمنطقة الخليج العربي تتشابك فيما بينها، ونجد أن المهرجان التجريبي في مصر أثر كبير على المسرح في الخليج فمن خلال الورش والعروض الذي يقدمها يفتح الآفاق لدى شباب الخليج.

فيما عقبت جميلة زقاي من الجزائر على الأبحاث المقدمة، وقالت إنه لا يمكننا أن ننكر التجارب التجرببية في المسرح الخليجي، وعلقت على الورقة البحثية للمسرحي يوسف الحمدان قائلة: ما رأيت اخلاصا ووفاءً للمسرح الخليجي أكثر من ذلك، حتى يخيل أن المسرح بدأ من الخليج وانتقل للعالم، ورقة مفعمة بالزخم المعلوماتي، وبخاصة فيما يتعلق بتجارب عمان والبحرين، وأضافت: أقول له لقد أعددت مسحا ينم عن متابعة عن كثب. 

أما عن الورقة البحثية لفهد الحارثي فكان تعقيبها: رأيت نوعا من السوداوية نحو التجريب، كما أنه يتهم المسرح الخليجي بالتوجس والرعب من التجريب، حتى يبدو أن التجريب في المسرح العربي مدمر للأصالة ويهدف للتدجين، بل سلاح غربي، أنا عن الورقة البحثية لمجدي محفوظ، فكان تعليقها مقتضب قائلة: أخشى أن يعتد الشباب بهذا البحث فيعتبروا أن الورش سبيل تيسر الصعب للهواة وتجعلهم يظنون أنها كافية لاعتبارهم كتاب وممثلين محترفين.