+A
A-

فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي النجم محمود حميدة مفاجأة حفل الختام

شهد مسرح السامر، العرض المسرحي الإماراتي " قائمة الخديج" للمخرج عبد الرحمن الملّا، وهو يناقش طريقة التربية الخاطئة التي يتبعها الآباء مع أبنائهم، وذلك ضمن عروض المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثلاثين برئاسة الدكتور سامح مهران، وبحضور لجنة تحكيم المسابقة الرسمية. 

وعرض "قائمة الخديج" من تأليف: علي جمال، وسينوغرافيا وإخراج: عبدالرحمن الملّا، وشارك بالعرض كل من الممثلين: محمد جمعة، وعادل سبيت، وعبير الجسمي، وغريبة القايدي، وسامية تاسفاروت. 

و"الخديج" تعني المولود الذي لم يكتمل نموه، أي عدم اكتمال النمو هنا ينسحب على مراحل عمر هذا المولود كافة، حيث سلسلة الأوامر والنواهي التي يتلقاها منذ طفولته وحتى صباه تبقيه على حالة عدم الاكتمال هذه حتى نهاية العمر، شخصية مشوهة وغير قادرة على الفعل واتخاذ قرار يخصها فهناك سلطة الوالدين الغاشمة التي تسير حياة الابن وفق إرادتها لا وفق إرادته. 

وتدور فكرة المسرحية حول نشأة الإنسان وأن الإنسان منذ ولادته وحتى وفاته لا يستطيع اتخاذ أي قرار فلا يستطيع اختيار اسمه ولا لحظة، ويتحدث عن دورة حياة الإنسان منذ وجوده كخديج في بطن أمه إلى أن يخرج إلى الدنيا يكبر، فالعمل يتناول مسألة الإرادة وإلى أي مدى يمكن للمرء أن يفعل ما يريد، ولعل ذلك الجانب يحمل الكثير من الرموز والدلالات وكذلك الإسقاطات عبر عرض بطابع كوميدي كاريكاتوري ساخر. 

 

9 عروض مسرحية في اليوم الخامس  

شهد اليوم الخامس من فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثلاثين، برئاسة الدكتور سامح مهران، استمرار 4 من الورش الفنية التي يقدمها المهرجان، بالإضافة إلى تقديم 9 عروض مسرحية ضمن المسابقة الرسمية للدورة الحالية. 

ويشهد اليوم الخامس استمرار تقديم 4 ورش ضمن الورش الفنية التي يقدمها المهرجان هذا العام، وهي "أصول ومبادئ المسرح الارتجالي" ويقدمها الفنان رمزي لينر، بجانب استمرار ورش "تنمية مصادر التمويل" ويقدمها المخرج أحمد العطار، وورشة "توظيف الارتجال لتفجير الطاقات الإبداعية للممثل" وتقدمها الدكتورة إنجي البستاوي، وورشة "بروڤة ممتدة" التي تقدمها الفنانة نورا أمين، وتبدأ جميع الورش في تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا. 

وفي تمام الساعة الخامسة يقدم العرض الراقص "فريدا" على خشبة مسرح الجمهورية بالعتبة، وفي تمام الساعة السادسة مساء، يعرض على مسرح السلام العرض الألماني السوري المشترك "تابو - tabu"، وفي التوقيت نفسه يعرض على خشبة المسرح القومي العرض الكونغولي الزامبي البلجيكي المشترك "Neci Padiri - نيكي باديري"، وفى التوقيت ذاته يٌقدم العرض الجزائري "نوستالجيا" على مسرح الفلكي بالجامعة الأمريكية، وفي تمام الساعة الثامنة مساء يُقدم العرض السعودي "صادق النمك" على مسرح الطليعة، وفي نفس التوقيت يقدم العرض المسرحي الإيطالي "APNEA"، وفى ذات التوقيت يعرض بالمسرح الكبير بدار الأوبرا الليتواني "Antigone أنتيجون"، وفي تمام الساعة العاشرة مساء يُقدم العرض التونسي "الروبة" على مسرح السامر، وفي التوقيت نفسه يُقدم العرض الجورجي "Othello عطيل" على مسرح العرائس. 

 

محمود حميدة 

أعلنت اللجنة العليا لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في الدورة الثلاثين، أن النجم الكبير محمود حميدة، سيكون مفاجأة حفل الختام الدورة الحالية، حيث سيقدم عرض مسرحي صغير خلال الحفل، وذلك تقديرًا من إدارة المهرجان لمسيرته الفنية الكبيرة والممتدة، وكونه من أصحاب الموهبة الكبيرة في سماء الفن المصري، وخلد اسمه في ذاكرة الجمهور المصري والعربي، ورحب الفنان الكبير محمود حميدة، بالمشاركة في حفل ختام المهرجان لهذا العام، نظرا لقيمة المهرجان التاريخية بين المهرجانات المسرحية العالمية، وكونه يحظى بتقدير كبير من جانب المسرحيين المصريين والأجانب على السواء. 

محمود حميدة، واحد من أهم نجوم السينما المصرية والعربية في العقود الأخيرة، عُرف بثقافته وحُبه للقراءة. قام بأداء العديد من الأدوار في السينما والتليفزيون، ونال العديد من الجوائز في مشواره الفني. 

 وبدأ حميدة مشواره الفني بالعمل في المسرح وذكر أثناء تكريمه في مهرجان نقابة المهن التمثيلية: "أنا شخص حياته المسرحية مليئة، لكن لا أحد يعلم عنها أي شيء، والمسرح أهميته من أهمية الحياة، فلا حياة دون مسرح، لأنه يعتبر الهوية للفنان"، وله تصريح أثناء تكريمه منذ شهور من فريق مسرحية "حتى تانية": "مجتمع بلا مسرح تسوده الفوضى". 

ومن المقرر يخرج حفل ختام مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، المخرج هاني عفيفي، والذي سيقدم فقرة فنية مدتها 10 دقائق، وسيتم خلال الحفل إعلان أسماء الفائزين بجوائز الدورة الثلاثين من المهرجان، ومن المقرر أن تقوم وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني والدكتور سامح مهران رئيس المهرجان بتسليم الجوائز. 

وتختتم فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثلاثين، في تمام الساعة الثامنة مساء الجمعة المقبل، والذي يقام على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، بحضور عدد من نجوم المسرح المصري، وعدد من الرموز المسرحية العربية والأجنبية. 

ومهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، أحد أقدم المهرجانات الدولية المتخصصة في إعطاء الفرصة لتقديم العروض المسرحية التجريبية من كل دول العالم، ويهدف المهرجان إلى خلق حالة من التواصل والحوار بين مختلف الشعوب والجماعات، إضافة إلى تعريف الجمهور في مصر والمنطقة العربية بأحدث التيارات في المشهد المسرحي، وإتاحة نافذة يطل منها المسرحيون حول العالم على أحدث تطورات المشهد المسرحي في مصر والبلاد العربية.

حياة "كاهلو" في عرض "فريدا" 

قدمت فرقة الرقص المسرحي الحديث عرض "فريدا"، تصميم وإخراج سالي أحمد، على خشبة مسرح الجمهورية، وذلك على هامش مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثلاثين، إذ يشارك العرض باعتباره أحد التجارب المميزة في فضاء التجريب المسرحي والمسرح الاستعراضي الحديث.

عرض "فريدا" من إخراج سالي أحمد، وتصميم ديكور محمد عبد الرازق، وبطولة فرقة الرقص الحديث، ويدور العرض حول الحياة التراجيدية الصاخبة المؤثرة للفنانة المكسيكية فريدا كاهلو، التي خلّفت وراءها تراثا تشكيليا رائعا، وملامح حياة تجسد مقدار الوجع والقلق والمعاناة الذي لف سنوات عمرها القليلة، مذكرة إيانا بتلك المصائر المأساوية لأصحاب القلوب الكبيرة والمشاعر المرهفة الرقيقة.

ويتناول العرض قصة حياة فريدا كاهلو الرسامة الشهيرة، والتي ولدت في إحدى ضواحي كويوكان، المكسيك في السادس من يوليو عام 1907، وتوفيت في 13 يوليو عام 1954 في نفس المدينة، وكانت محور أعمالها الفنية من الواقع والقدر، إذ نبع ذلك من تجربتها الخاصة في المعاناة، وكان الرسم المتنفس الوحيد لآلامها وعذاباتها وقدرها التعس، والمعاناة جعلت تجربتها الخاصة منبعًا للخيال، ولم يكن ذلك إلغاء للواقع للوصول إلى مملكة الخيال، إذ أن لوحاتها كانت واقعية قابلة للفهم غير مستعصية الإدراك، وفيها الكثير من التوثيقية والتقريرية وواضحة حتى للمشاهد البسيط.

وعرض "فريدا" هو عرض استعراضي، يدور في قالب إنساني حول الحياة التراجيدية للتشكيلية المكسيكية فريدا كاهلو التي أبدعت أعمالا فنية عبرت عن التحديات والمعاناة التي واجهتها وكانت دافعا لها لأثبات ذاتها وإنتاج لوحات ملهمة تتجاوز الأزمنة وتعبر الحدود، عبر 25 راقصاً وراقصة قدموا لوحات استعراضية، في مرونة وانسيابية، للتعبير عن اللحظات الدرامية الصاخبة، وعن آلامها وعذاباتها وقدرها التعس، والمعاناة جعلت تجربتها الخاصة منبعاً للخيال.

 نوستالجيا

قدمت فرقة "تعاونية مسرح النقطة" الجزائرية، العرض المسرحي "نوستالجيا" للمخرج لخضر منصوري، على خشبة مسرح الفلكي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهى تنتمي إلى المسرح العبثي الذي يطرح أسئلة تبحث عن متعة الإنسان وعلاقته بالآخر، وذلك ضمن عروض المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثلاثين برئاسة الدكتور سامح مهران، وبحضور لجنة تحكيم المسابقة الرسمية.

وعرض "نوستالجيا"، مأخوذ عن نص "قصة دببة الباندا التي يرويها عازف السكسوفون الذي له خليلة بفرانكفورت" لـ ماتيي فيسنيك، إنتاج: تعاونية مسرح النقطة –2023، سينوغرافيا وإخراج: لخضر منصوري، تمثيل: أسماء شيخ، فتحي مباركي، مساعد المخرج: عبد الله بهلول، تصميم الإنارة: مختار موفق، إبداع موسيقي: أمين دهان، التسجيل الصوتي: ربا الحلبي.

ويدور العرض حول قصة فنان يصارع العتمة ليومياته الكئيبة، يستيقظ ذات صباح بصحبة شابة مجهولة، عاجزا عن تذكر ما حدث له في الليلة السابقة، هي حكاية لقاء غير متوقع، محدودة الزمن (7 ليالٍ) وتدور كامل أحداثها في فضاء شقة، هي قصة عن اتفاق بعيد الاحتمال بين كائنين مضيئين وغامضين في الوقت نفسه، يحاول كل منهما التعرف على الآخر، ويخوضان سوياً تجربة الحب والحياة.

من هنا ينطلق العرض في رحلة البحث عن المعنى ولفهم الأشياء بالنسبة لهذا الفنان الذي يبحث عن العرفان، وفيما يجتاحه فيضان من الذكريات الحية أو المفبركة ممزوج بشعور بالحب المتبادل بين كائنين يتعلمان التقرب من بعضهما خلال سبع ليال، سيتيقن أكثر بأن هذه المرأة تمنحه الرغبة في حب الحياة.. لكن هل هذا هو الحال فعلا؟

أنتيجون

شهد المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، العرض الليتواني "Antigone – أنتيجون" إخراج بيروت مار، وهو عرض مستمد من تراجيدية سوفوكليس الشهيرة، وذلك ضمن عروض المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثلاثين برئاسة الدكتور سامح مهران، وبحضور لجنة تحكيم المسابقة الرسمية.

و"أنتيجون" واحدة نصوص الإغريقية الخالدة، والتي كتبها آلاف السنين الكاتب اليوناني سوفوكليس، والذي يعبر فيها شجاعة الإنسان وروحه النقية، من خلال امرأة فتية جرؤت على معارضة مرسوم ظالم لملك مستبد، فهي مبنية على أسطورة يونانية قديمة.

واستلهاماً بالمأساة الكلاسيكية لـ "سوفوكليس"، قدمت الفرقة الليتوانية عرضها عبر بعد طريقة العرض التقليدية، مستخدمة آفاق بصرية وتشكيلات من الوسائط الحديثة في فن الفيديو والاضاءة، والدمج بين فكرة النص العامة والخلفيات السينمائية، في محاولة لتجسيد فكرة القتل والصراع الداخلي الذي يعيشه إنسان اليوم بين فرديته وخصوصيته الذاتية، وبين انتماءاته الاسرية والمجتمعية والسياسية.

وفي العرض المسرحي يعاقب الملك كريون ملك طيبة الجديد أنتيجون ابنة اوديب على دفنها جثة اخيها بولينيكيس، وكانت قد صبّت للتوّ حفنة من الرمال على جسد شقيقها، وتستكشف أنتيجون طريقة توحيد اللغة القديمة والمعاصرة عن طريق تباين تسلسل صور الفيديو الضخمة للكورس مع الشخصيات البشرية في المقدمة: أنتيجون وأختها إيزمين وكريون وابنه هايمون والحارس وتيريسيوس الرسول - كلهم يؤديهم ممثل واحد، ويضاف إلى هشاشة الجسم البشري وافتراضية الإسقاطات النشاط الهائل للموسيقى والنصوص.