+A
A-

صفقة تليفونيكا قيد موافقة الأمن القومي الإسباني

ارتفع سهم شركة الاتصالات الإسبانية “تليفونيكا” بنحو 4 %، فور إعلان مجموعة الاتصالات السعودية stc الاستحواذ على حصة 9.9 % من أسهم تليفونيكا، في الشركة الإسبانية، فيما لا تزال إسبانيا تحلل الخطوة، لضمان عدم المساس بمصالحها الاستراتيجية مما ينذر باحتمال وجود عقبة أمام إتمام الخطوة.

وقالت وزيرة الاقتصاد الإسبانية بالإنابة، ناديا كالبينيو، في تصريحات صحافية أثناء وجودها في بروكسل إن (إس تي سي) تواصلت مع الحكومة الإسبانية، الثلاثاء، للإبلاغ بالصفقة التي ستجعل من الشركة السعودية أكبر مساهم في شركة الاتصالات الإسبانية.


وقالت كالبينيو للصحفيين عندما سألوها عن خطوة الشركة السعودية إن "تليفونيكا شركة استراتيجية لبلادنا وكحكومة سنطبق كل الآليات الضرورية لإعطاء أولوية للدفاع عن مصالحنا الاستراتيجية".


وبوسع مدريد أن تعرقل شراء (إس تي سي) لحصة في تليفونيكا التي تقدم خدماتها لصناعة الدفاع في إسبانيا، ويمكن للحكومة التدخل في عمليات الاستحواذ للحصص التي تزيد عن 5 %.


ومتوقع أن تمارس مدريد "سلطتها" للموافقة على العملية أو رفضها حيث تدرك أن لها سلطة رقابية بسبب صلات تليفونيكا بالدفاع الوطني.


وقالت، إيوني بيلارا، القائمة بأعمال وزير الحقوق الاجتماعية في منشور لها على منصة إكس، تويتر سابقًا، إن "الرقابة العامة على الشركات الاستراتيجية مسألة ملحة من وجهة نظر ديمقراطية وأمنية".


وأضافت بيلارا أنه يتعيّن على الشركة القابضة الحكومية (إس إي بي آي) الاستحواذ على حصة 10 % في تليفونيكا خلال الأعوام القليلة القادمة "لقيادة التحول الرقمي".


ورحب الاتحاد العام للعمال في بيان بخطوة (إس تي سي) ووصفها بأنها "تدفق رأسمالي يعزّز كل ما يتعلق باستثمارات الشركة المستقبلية... مما يضمن مستقبل عمالها".


لكن أكبر نقابة عمالية في إسبانيا دعت إلى "الحذر و(الشعور) بالمسؤولية" ووعدت بأن تظل منتبهة للإجراءات التالية التي ستتخذها الشركة السعودية.


وقالت (إس تي سي)، الثلاثاء الماضي، إنها اشترت حصة قدرها 9.9 % من تليفونيكا بقيمة 2.1 مليار يورو (2.25 مليار دولار) سيرًا على نهج شركات أخرى بالشرق الأوسط في الاستثمار بشركات الاتصالات في أوروبا وأمريكا اللاتينية.


و(إس تي سي) هي أكبر شركة تشغيل اتصالات سعودية ويملكها صندوق الاستثمارات العامة، صندوق الثروة السيادية للمملكة، بنسبة 64 %.


والصندوق هو المحرك الأساسي لرؤية 2030 لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتحويل الاقتصاد بعيدًا عن اعتماده على النفط.


في الوقت ذاته تعاني شركات الاتصالات الأوروبية مثل تليفونيكا لسداد ديونها الكبيرة في ظل تباطؤ نمو أعمال قطاع الاتصالات والاستثمارات الضخمة لمواكبة أحدث التكنولوجيات مثل تكنولوجيا الجيل الخامس.


وحاولت جمع أموال من بيع مقارها الإدارية وضغطت على المفوضية الأوروبية للسماح بدمج السوق وخاضت صراعًا مع شركات التكنولوجيا للحصول لحملها على تمويل استثمارات البنية التحتية.


ويصل إجمالي ديون تليفونيكا إلى حوالي ضعف قيمتها السوقية البالغة نحو 22 مليار يورو ما يقارب "8.8 مليار دينار بحريني".


وقدمت الحكومة تشريعًا لمنع الاستحواذ على نسبة 10 % أو أكثر في الشركات المدرجة من كيانات خارج الاتحاد الأوروبي وغير المنتمية لرابطة التجارة الحرة الأوروبية لمحاولة منع عمليات الاستحواذ العدائية على الشركات التي تراجعت قيمتها منذ جائحة كوفيد-19.


وتم مؤخرًا خفض الحد الذي يمكن للحكومة أن تتدخل عنده إلى 5 % للشركات ذات الصلة بالدفاع.


وقالت كالبينيو إن مدريد تحلل تطبيق آليات الدفاع المرتبطة بالصفقة وقطاع الاتصالات والعلاقة بأمن إسبانيا والدفاع عنها وحصة (إس.تي.سي) وممارسة حقوق التصويت والمشاركة في مجلس الإدارة وفي إدارات أخرى لها صلة بصنع القرار في الشركة.


وأضافت "لحسن الحظ، منذ أن وصلنا للحكومة عززنا آليات حماية مصالحنا الاستراتيجية".


وتليفونيكا مدرجة كمزود دفاع على مواقع حكومية على الإنترنت لإمدادها "أنظمة ومعدات" للجيش وخدمات الأقمار الصناعية لذراع الفضاء التابعة لوزارة الدفاع.


وبلغت القيمة الإجمالية للصفقة ما يعادل 2.1 مليار يورو، أو نحو 850 دينارًا بحرينيًّا.


وذكرت stc أن هذه الخطوة تعكس ثقتها في قدرة Telefónica على مواصلة النمو، حيث تمتلك محفظة من أصول البنية التحتية والمنصات التقنية المتقدمة، بما في ذلك الذكاء المعرفي والحوسبة الطرفية وإنترنت الأشياء.


وتأتي هذه الخطوة انسجامًا مع الاستثمارات التي قامت بها المجموعة في مختلف قطاعات الاتصالات داخل وخارج المملكة، والتي كان آخرها الاستحواذ على أبراج شركة المجموعة المتحدة في بلغاريا وكرواتيا وسلوفينيا التابعة لمجموعة stc.


رد فعل شركة تيليفونيكا أعربت شركة تيليفونيكا عن ترحيبها بالاتفاق، وقالت إنها تعتقد أن الصفقة ستكون مفيدة للطرفين. وقالت الشركة إن STC هي مستثمر طويل الأجل ملتزم بقطاع الاتصالات في أوروبا.


من المتوقع أن يكون لصفقة استحواذ STC على حصة في تيليفونيكا عدد من الآثار المهمة على قطاع الاتصالات في أوروبا.


من ناحية، من المتوقع أن تؤدي الصفقة إلى زيادة المنافسة في السوق الأوروبية. حيث ستصبح STC منافسًا قويًّا لشركات الاتصالات الأخرى في أوروبا، مثل شركة فيرايزون (Verizon) الأميركية وشركة زين (Zain) الكويتية.