+A
A-

صدمة مؤشر الاستهلاك الأميركي تعيد التوقعات برفع الفائدة

صدر تقرير مؤشر الاستهلاك الأميركي، مساء أمس الأربعاء، فتعقد الموقف أمام “الاحتياطي الفيدرالي الأميركي” بشأن قراره المرتقب تجاه أسعار الفائدة الحالية، والمقرر أن يناقش رفعها أو خفضها في اجتماع السياسة النقدية خلال أسابيع.


كانت التوقعات قبل ساعات تشير إلى أن الفيدرالي ربما يرجئ رفع أسعار الفائدة مرة أخرى في القرار التالي المرتقب، قبل التحول إلى خفضها في العام المقبل.


إذن، ماذا ينعكس علينا هنا في البحرين والشرق الأوسط من هذا التقرير الذي تتعلق به عيون بورصات الذهب والعملات والمعادن؟


من المعروف أن قرارات الفيدرالي الأمريكي تنعكس على مختلف البلدان التي تضطر بدورها لرفع أسعار الفائدة، جسراً للفجوة بين أسعار الفائدة المرتفعة هناك وهنا، يشبه الفيدرالي الأمريكي جرارا عملاقاً يسحب وراءه عربات البنوك المركزية الأخرى حول العالم، فالبنوك المركزية تواجه التضخم بأسعار فائدة مرتفعة لمدة طويلة.


ومع صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي لشهر أغسطس،  وهو التقرير الذي يبني عليه الفيدرالي قراراته بشان الفائدة، يبدو أن المركزي الأمريكي يمكن ان يخالف التوقعات ويرفع الفائدة مجدداً في اجتماع لاحق.


وأظهر مؤشر الاستهلاك ارتفاعاً تجاوز التوقعات، إذ بلغ 0.6 % مقارنة بالشهر السابق، ومسجلاً أكبر ارتفاع منذ أكثر من عام، كما صعد 3.7 % عن العام السابق، متجاوزاً التوقعات. يعني ذلك أن هنالك سيولة لدى المواطنين الأميركيين، ستدفع الفيدرالي لمحاولة امتصاصها عبر إغرائهم برفع أسعار الفائدة من جديد.


وأحدث صدور تقرير مؤشر الاستهلاك صدمة أخرى في سوق سندات الخزانة، إذ انخفضت عقود الأسهم الآجلة وسندات الخزانة في بادئ الأمر، لكنها استردت خسائرها بعد ذلك، ومن المتوقع كذلك أن يقفز الدولار مع عوائد سندات الخزانة في الأشهر المقبلة.


الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر إلى ترك احتمال مواصلة رفع أسعار الفائدة قائماً، ربما مرتين أو ثلاث مرات أخرى، فارتفاع التضخم فعلياً بعيداً عن أهداف البنوك المركزية العالمية في الربع الرابع سيكون بمثابة تغيير في قواعد اللعبة بالنسبة للأسواق.


وارتفع الدولار خلال الأسابيع الثمانية الماضية، مدعوما بمرونة الاقتصاد الأميركي مقارنة بالاقتصادات الرئيسية الأخرى، خاصة أوروبا والصين.
ومن المتوقع أيضاً ارتفاع الدولار مقابل معظم عملات الأسواق الناشئة، ومن المرجح أن يكون اليوان والوون الكوري الجنوبي والريال البرازيلي من أكثر العملات تكبدا للخسارة.