العدد 5461
الأربعاء 27 سبتمبر 2023
banner
المنظمة الدولية وضرورة الإصلاح والتجديد!
الأربعاء 27 سبتمبر 2023

في اللقاء السنوي للأمم المتحدة في نيويورك تتجدد المطالبات من قادة الدول وممثلي الحكومات في العالم المجتمعين حاليا هناك، بإصلاح المنظمة الدولية التي شاخت والتحديث والتجديد في أنظمتها وهيئاتها، وفي الدورة السنوية الـ 78 طالبت العديد من الدول بإصلاحات تحقق السلام والأمان والاستقرار لجميع الدول ودخول أعضاء جدد لمجلس الأمن الدولي وتعديل حق النقض"الفيتو".
ولعل وجود منظمات وتكتلات جديدة سيسهم مستقبلا في إيجاد صيغة تحث الدول الكبرى على الموافقة على المقترحات في توسعة مجلس الأمن الدولي بدلا من البقاء على الوضع السابق وهو هيمنة الخمسة الكبار فقط؛ الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، وفرنسا. وتأتي هذه المطالب ليس فقط من باب تحقيق العدالة الدولية، بل لأن العالم تغير منذ الحرب العالمية الثانية، وأصبح التنافس بين القوى الجديدة والمؤثرة اقتصاديا وماليا ظاهرا، وأصبحت المنظمة غير قادرة على حل الأزمات، فاليوم أصبح التغيير مطلبا أساسيا ليكون العالم متساويا ومشاركا في الإصلاح الجديد وهو ما يعكس حالة التغيير الكبير الحاصل في العالم حاليا وظهور منظمات كبرى مثل مجموعة دول "البريكس" ومجموعة العشرين والآسيان وغيرها، وبروز دول صناعية ظهرت الآن، وعدم إصلاح المنظمة في حال أصرت الدول الكبرى على التمسك بموقفها سيؤدي إلى إضعافها تدريجيا، وسيتم التركيز على المنظمات القوية الصاعدة، والدليل على ضعف الأمم المتحدة عدم قدرتها على حل الأزمات المتتالية والمتلاحقة في المنطقة والعالم، بدءا من اليمن وليبيا وحرب أوكرانيا وروسيا وحتى السودان، والتقاعس الكبير في عدم التفاعل مع المهددات الجديدة مثل الفيروسات والغذاء وغيرها.
حقيقة نحن أمام مشهد سياسي يتشكل رضينا أم أبينا، لذا علينا كمجموعة عربية أن نشارك في التغيير والمطالبة بإصلاح الأمم المتحدة التي وضحت معالمها وفضحت أهدافها الحقيقية، والدول الصاعدة اقتصاديا لن ترضى بأن تكون متفرجة فقط، بل يجب أن يكون لها دور حيوي واستراتيجي بعد ضعف بعض الدول الكبرى من الناحيتين الاقتصادية والسياسية.
لذا أضم صوتي للدول التي طالبت في الدورة الحالية للمنظمة العالمية وفي الدورات السابقة بإصلاح المنظمة التي اشتدت علتها وضعفت قوتها، وأصبحت مصالح الدول الكبرى المعيار لديها وليس استقرار العالم وأمنه!
لذا ظهرت التعددية القطبية بشكل أكبر، وأنشئت تحالفات ومنظمات متماسكة لمواجهة هذه العنترية من قبل الدول الكبرى.
إن من المهم والضروري كدول عربية دعم التوجه بإصلاح المنظمة الدولية وأن نعي أهمية هذا التغيير الذي سيسهم في تغيير قواعد اللعبة ويعم السلام والأمان والرخاء، لأن التطورات التي طرأت على النظام العالمي بدءا من عام 2007 أي بعد الأزمة المالية خلقت توازنات اقتصادية جديدة، وأصبح التغيير مطلبا ملحّا، فهل يمكن تحقيق هذا الهدف من خلال السعي لتوسيع مجلس الأمن الدولي وتعديل حق النقض الفيتو.
أعتقد أنه يمكن ذلك من خلال تنسيق الإجراءات مع دول مؤثرة على المستوى العالمي والتي ترغب بأن يكون لها مقعد دائم في الأمم المتحدة، واستغلال التباعد والتنافر بين الدول الكبرى.. والله من وراء القصد.

كاتب عماني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .