+A
A-

على الشركات المتسببة بالتغير المناخي أن تتوقف فورًا عن سياساتها المضرة بالمناخ

ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض السرطانية والصدرية بسبب التلوث الهوائي

 

تباحث المشاركون في مدينة مراكش المغربية، في اليوم الثالث والأخير من المناظرة الافريقية للحد من المخاطر الصحية، والتي تعقد بالفترة من 27 الى 29 سبتمبر الحالي بمشاركة 80 دولة، بشأن الصحة والبيئة وجودة الهواء، والاحتباس الحراري.

وأكد البروفيسور هاني نعمة من جمهورية مصر العربية على الأثر الكبير للتلوث الهوائي في ارتفاع منسوب الإصابة بالأزمات القلبية، وضررها السيء على صحة الجسد، لافتاً بأن "هذا الثقل العالمي من الامراض المرتبطة بالتلوث الهوائي افضى الى سبعة ملايين من الوفيات سنوياً، ومؤكداً بأنه رقم قابل للتضاعف.

وتابع نعمة" التلوث الهوائي في الأماكن الحضارية مرتبط بالتغير المناخي، وبأثر يطال تصلب الشرايين، والجلطات القلبية، وكذلك تفشي سرطان الرئتين، والامراض التنفسية، لأن هذه الجزئيات الصغيرة والضارة الموجودة بالهواء الملوث، تنتقل وتتسرب بسهولة الى الجهاز التنفسي".

وزاد" هنالك من يقول ان التدخين هو السبب الرئيسي للأمراض السرطانية، لكن الحقيقة بأن التلوث الهوائي هو السبب، وهو أمر يتطلب من الوزارات والجهات المرتبطة بالبيئة في كافة البلدان، بأن تنظر لهذا الأمر بجدية تامة، وتضع الحلول السريعة لها".

وقال" قمنا بالتخلص من خمسين بالمئة من السيارات الضارة للبيئة، واستبدالها بسيارات أخرى صديقة للبيئة، للخف من الاضرار التي تلوث البيئي، خصوصاً مع رصدنا الى 62 الف حالة سرطان سنوية ترتبط بالتلوث الهوائي بشكل مباشر".

ويكمل" يجب ان نعمل جميعاً للتخلص من هذه الجزئيات الصغيرة والضارة للإنسان، بتعاون بين جميع الجهات ذات المصلحة، لتحسين مستوى العيش اليومي، خصوصاً حين يكون هنالك ضرر مستمر وقائم على المدى البعيد".

وقال الدكتور نيكايس نديمبي من اثيوبيا بأن "هنالك ارتفاع كبير في درجات الحرارة، والكوارث الطبيعية، منها الفيضانات الأخيرة في ليبيا والتي تسبب في حدوث الكثير من الوفيات، وبأسباب ترتبط بشكل مباشر في التغيير المناخي بالعالم".

وتابع نديمبي" هذه الكوارث تفضي لانتشار الامراض، والفيروسات، فهي ترتبط ببعضها البعض، ومنها الفيروسات المعدية، والتي تتولد وتتضاعف بين البشر بسهولة وسرعة، بسبب الاحتباس الحراري، وكلها بكتيريات ضارة موجودة في الهواء".

وقال" هذه الامراض ليست مرهونة في التنقل بين البشر فحسب، بل ان الانسان معرض لالتقاطها من الحيوانات أيضاً، ونستذكر بذلك الحمة الاسبانية، وانفلونزا الطيور، وكوفيد 19، وغيرها الكثير من الامراض المضرة للبشر، وكتأكيد بأن انتشار هذه الفيروسات القادمة بشكل معدي، سواء من الانسان والحيوان، هي في تصاعد مستمر".

واردف" كما يتزايد انتشار هذه الفيروسات بسبب التعمير، وانتقال البشر من مكان للسكن بمكان آخر، ما دفعنا لإيجاد نظام موحد للمساعدة على مواجهتها وبأطراف ثلاثة، وهم أطباء البشر، والحيوانات، واخصائي العلوم النباتية، عبر منظومة صحة واحدة اوجدنها في العام 2020".

وواصل نديمبي" يجب ان نسعى جميعاً لعمل موحد للمقاومة الميكروبية في كافة انحاء العالم".

الى ذلك، قال البروفيسور شكيب النجاري من المغرب بأن الاحتباس الحراري بات اليوم واقع معاش في الكثير من مناطق العالم، مضيفاً"  لقد رأينا الجفاف، وتدهور حالة جودة الحياة، والتي طالت الكثير من المجتمعات، كأمر هام يجب ان نأخذه بعين الاعتبار وبسرعة، خصوصاً وان تأثر جودة الهواء مرتبط بشكل مباشر بالاحتباس الحراري".

وأضاف النجاري" اثر الاحتباس الحراري على الصحة، تم ملاحظته صحياً، والتأكد منه علمياً، ولدينا ارقام كبيرة تبرهن على ذلك، وانعكاسها الضار جداً على اقتصاديات دول العالم، حيث تستنزف الوزارات والجهات الصحية بها أموال باهظة، لمكافحة الأوبئة، والعلاج، واللقاحات، وغيرها".

وتابع" هنالك تفقير يحدث للمجتمعات بسبب ذلك، وإعادة تعمير بسبب في المقابل، بأضرار سلبية طالت المجتمعات، وهو امر ستزداد كلفته بسبب عدم اتخاذ القرارات المناسبة والحاسمة بشكل سريع، مع استمرار السلوك السلبي سواء من الأفراد، أو الجهات، أو الشركات بهذا الشأن".

وأكمل النجاري" اتخاذنا للقرارات السريعة والصحيحة، سيجعلنا نرى نتائجها بفترة زمنية لن تتجاوز الثلاثين سنة من الآن، عبر اعتماد نظرة استباقية لحل المشاكل، وليس بعد حدوثها، والتي قد تشمل حينها كحلول بناء المستشفيات، والمراكز الصحية العاجلة".

وختم النجاري بالقول" يجب ان نقوي التقارب بين الوزارات المعنية، كالفلاحة والصناعة، وان نأخذ التصرفات الصالحة، والمهمة، وان نبتعد عن المضرة منها".

وعلى صعيد متصل، قال الدكتور ميغيل كوليتا من سويسرا" نقوم بأنشاء نظرة جديدة تتبلور حول مستقبل زاهر للبيئة، والاخذ بالمشاكل التي ترتبط بالصحة والمناخ بعين الاعتبار، خصوصا واننا بتنا نعيش بنظم حياتيه متقاربة".

وزاد كوليتا" بعض الشركات هي السبب فيما يحدث، والتي يجب ان تحترم النظام المناخي للأرض، والقوانين الخاصة بالبيئة، وعدم السماح لهم بدفع الأموال لكي يستمروا بالتلويث، وان يقدموا بدلاً من ذلك الحلول المناسبة لما يحدث من ضرر فادح بمناخ الأرض".

وقال" يجب العمل معاً على ابتكار تكنولوجيا تشغيلية تكون مناسبة للمناخ وللبيئة، وبشكل كامل وشمولي يراعي جميع النقاط والمعطيات المتعلقة بهذا الأمر، واشير هنا بأن ظاهرة التدخين تمثل بدورها مشكلة عويصة، ومع وجود عدد أعداد هائلة من المدخنين، وبأثر سيء يطال الصحة، والمناخ معاً".

وأكمل كوليتا" يجب منح المدخنين بدائل لا تسبب بحدوث مشاكل مباشرة للمناخ، أو للصحة، والعلوم الحديثة من شأنها أن تساعدنا لإيجاد هذه الحلول، والتي نعمل على سنها عبر ثمانية استراتيجيات، تتطرق الى الجوانب التشغيلية، والحوكمة، والتعامل الصحيح مع البيئة".

وأشار الدكتور هيرويا كومامارو من اليابان بأن" المشكلة العويصة المتسببة في حدوث العديد من الوفيات بالعالم هو التدخين، ويجب علينا فعل شيء حيال هذا الأمر، لكبح امراض القلب والشرايين المتزايدة، مع امتداد هذا الأثر الجيدة للاقتصاد من جني للضرائب لبيع مواد التدخين".

ويتابع كومامارو" هنالك العديد من الامراض التي تحدث بسبب التدخين، وما يطولها من انخفاض بعدد القوى العاملة، وارتفاع انفاق على العلاج".

وقال" الذكور وفق الدراسات الحديثة يأخذون نصيب الأسد من نسبة المدخنين، وبصفتي طبيب للقلب، فلقد لاحظت بأن برامج التأمين الصحي تمنح المريض خمسة زيارات للطبيب، مع ملاحظة انخفاضها بعد الزيارة الثانية".

وزاد" حاولت جاهدا مساعدة بعض الأشخاص، خصوصا لمن عادوا للتدخين بعد الانقطاع عنه، وهو امر اوجد بي الاستياء بسبب الجهد الذي بذلته لتحقيق هذه النتائج".

واكمل" لقد تسبب ارتفاع الوفيات، الى انخفاض مبيعات التبغ بنسبة ثلاثين بالمئة من استعمال  السيجار بعدد من المدن اليابانية، وفي طوكيو لوحدها انخفضت بنسبة 50 بالمئة، وهو امر يبرهن تغير النمط السلوكي للمدخنين، كظاهرة جيدة، نهتم برفع منسوبها".

وأوضح كريم زاهير من المغرب بأن "التلوث الهوائي يتسبب بالكثير من الامراض، وهو امر يقودنا الى الشركات الصيدلة، والمغرب حقق في الآونة الأخيرة النجاحات في انتاج المواد الصيدلانية، وافضى ذلك لأنشاء شركة متخصصة في انتاج اللقاحات".

وأكمل" يجب ان نعرف الأشياء التي نحتاجها في الطب، لرعاية مرض ما، والتي تشمل الأجهزة، والحقن، والأدوية، مع أهمية التشخيص الطبي الصحيح، حيث أن كلها مرتبطة ببعضها البعض، ومع التجارب الطبية، للوصول الى افضل النتائج، وكذلك وجود القوانين المنظمة لهذه الأمور، والاخذ بعين الاعتبار بأن المجال الطبي هو مجال ديناميكي".

وقال زاهير" حينا نتحدث عن هذا الميدان، يجب ان ننظر الى التقنية الحديثة، حيث ان توفير جهاز طبي واحد حديث، سيحتاج الى الكثير من التقنيين والمتخصصين للعمل عليه، فالأمر ليس بالسهولة التي قد يراها البعض".

وتابع" كما يجب علينا مراقبة هذا الأمر بشكل مستمر، والنظر للنتائج، ومنها المخاطر التي قد يتعرض لها المرضى، والاهتمام بتعقيم الأجهزة بشكل مستمر".

واكمل زاهير" واشير بأن هذه الأمور مجتمعة تؤثر على انتاج الأجهزة الطبية، وعليه فوجود شركة افريقية معنية بذلك، وبعلامة تجارية معينة، أمر جيد من أجل تكوين معرفة طبية متخصصة تخدم المجتمعات، مع خلق جسر تواصل بين الجامعات والجهات المعنية لخلق مناخ ملائم للبحث العلمي، والعمل على الاستثمار فيه".