+A
A-

“المدمنين المجهولين”: كنـا ننتحـر ببـطء بفعـل المخدرات وسببنا الأذى للنـاس

نظمت زمالة المدمنين المجهولين، أخيرا في مقرها، أمسية استعرضت بها إنجازاتها وأخبارها وتطلعات أعضائها في المرحلة المقبلة، بحضور بعض المسؤولين والمشاركين.
وعلى جدران المقر، لوحظ وجود عدد من الصور الجميلة، والقديمة جدًا، لمؤسسي الزمالة في خمسينات القرن الماضي، ولوحة كبيرة عليها تواقيع أعداد كبيرة من الزوار.
وكان موفد “البلاد” حاضرًا، حيث طلب منهم حفاظًا على هوية أعضاء الزمالة، نشر الأسماء الأولى فقط للمتحدثين منهم، وعدم التقاط أي صور لأحدهم.
والبداية كانت مع أحد أعضاء الزمالة واسمه محمد، حيث قال “قبل المجيء إلى زمالة المدمنين المجهولين، لم يكن باستطاعتنا تسيير أمور حياتنا، أو الاستمتاع بها، حيث كنا بحاجة إلى شيء مختلف، بعد أن وضعنا التعاطي فوق مصلحة عوائلنا وشريكاتنا وأطفالنا، وتسبينا بأذى عظيم للكثير من الناس”.
وأضاف “آذينا أنفسنا أكثر من أي شخص آخر، لعدم قدرتنا على تقبل مسؤولياتنا الشخصية، فكنا بالواقع نخلق المشكلات لأنفسنا مع عدم مقدرتنا على مواجهة الحياة بشرورها. في إيماننا كنا ننتحر ببطء. مع افتقادنا القوة لفعل أي شيء حياله، وانتهى الأمر بالكثير منا إلى السجن، والتمسنا العلاج من خلال الطب والدين والعلاج النفسي، ولكنها لم تكن كافية”. ويستكمل “طلبنا المساعدة من بعضنا البعض في زمالة المدمنين المجهولين، حيث إن مرضنا ليس له علاج معروف، ولكن يمكن محاصرته إلى حد ما”.
إلى ذلك، قال العضو عبدالله إن الزمالة وجدت ليس لهدف ربحي، وإنها تتكون من الرجال والنساء، مضيفًا “نحن مدمنون نتعافى ونجتمع باستمرار لمساعدة بعضنا البعض، فهو برنامج للامتناع التام عن جميع أنواع المخدرات، وعضويته لا تتطلب إلا شرطا واحدا، وهو الرغبة في الامتناع عنها”.
وأضاف “لا يوجد قيود على زمالة المدمنين المجهولين، ونحن غير منتسبين لأي منظمات أخرى، وليس لدينا أي رسوم اشتراكات ولا نوقع تعهدات، ولا نقدم وعودًا لأي شخص ولا صلة لنا بأي جهة سياسية، أو دينية، أو أجهزة تطبيق القانون، لكننا نركز على مشكلاتنا وكيف نستطيع حلها، والعضو الجديد هو أهم شخص لدينا. 
لقد أثبتت التجارب أن الذين يستمرون في حضور اجتماعاتنا، يظلون بعيدا عن أي تعاطٍ يذكر”. 
بعدها، تم عرض فيديو قصير لجمع الحضور، يتحدث عن زمالة المدمنين المجهولين ودورها، والأهداف التي أنشئت من أجلها. 
إلى ذلك، قال محمد وهو رئيس العلاقات العامة بالزمالة إنه تم عقد أول اجتماع للزمالة في البحرين في مارس سنة 1985، وهو الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط حينها.
وزاد “نقوم بتسمية مجموعاتنا بأسماء المبادئ التي تؤمن بها وهي الأمل، التعافي، الخطوات، الرحلة تستمر وأخيرًا (لا يهمنا ماذا)، وهي مجموعة خاصة للنساء، والتي تمثل نقلة جديدة في عمل الزمالة عبر اجتماع النساء لوحدهن من غير الرجال؛ لكي يستطعن أن يعبرن عن أفكارهن وما يشعرن به بأريحية، بخصوصية تامة، في حين يتواجدن معنا باجتماعات أخرى”.
وتابع “في يوليو من العام 2021 قمنا بتأسيس الموقع الالكتروني للزمالة، والذي ساعدنا كثيرًا على توصيل رسالتنا للعالم. كما نظمنا فعالية يوم الوحدة العالمي في سبتمبر من العام نفسه بفعالية يوم الوحدة العالمية، وبالتعاون مع الزمالات الخليجية، والعربية، عبر تطبيق زووم”.
وزاد “في 25 أبريل 2022 تم ترخيص اعتماد زمالة المدمنين البحرينية، ونشر ذلك في الصحف المحلية وفي ديسمبر من العام نفسه، نظمنا يوم التوجيه بالتعاون مع الزمالات الخليجية والعربية أيضًا، وفي مارس من العام 2023 نظمنا المؤتمر السنوي لزمالة المدمنين المجهولين البحرينية، بعنوان (نتعافى معا) وأحيا المؤتمر روح التعافي للأعضاء من بعد جائحة كورونا”.
إلى ذلك، قدم عمار (رئيس الزمالة) كلمة جميلة، أثرت في الحضور، تحدث بها عن تجربته الشخصية في هذا المضمار، وكيف كانت بدايات الزمالة، وما تقدمه من الزمالة خدمات جليلة للمدمنين.

 

التقاليد‭ ‬الاثنا‭ ‬عشر‭ ‬لزمالة‭ ‬المدمنين‭ ‬المجهولين

1. إن مصلحتنا المشتركة يجب أن تأتي بالمقدمة، والتعافي الشخصي يعتمد على وحدة زمالة المدمنين المجهولين. 
2. لتحقيق هدف مجموعتنا لا توجد سوى سلطة واحدة، إله عطوف علينا أن نسعى ليكون ضمير مجموعتنا موافقًا لمشيئته، وما قادتنا إلا خدم مؤتمنون وهم لا يحكمون.
3. مطلب العضوية الوحيد هو الامتناع عن التعاطي.
4. يجب على كل مجموعة أن تكون مستقلة بذاتها، إلا في الأمور التي تؤثر على مجموعات أخرى، أو زمالة المدمنين المجهولين ككل.
5. كل مجموعة ليس لها سوى هدف أساس واحد وهو حمل الرسالة للمدمن الذي ما زال يعاني. 
6. لا يجوز أبدأ لأي مجموعة من زمالة المدمنين المجهولين أن يؤيد أو تمول أو تغير اسم الزمالة لأي مرفق ذي نشاط مشابه، أو مشروع خارجي، لكي لا يتسبب المال، أو الممتلكات أو الجاه في تحويلنا عن الهدف الأساسي.
7. يجب على كل مجموعة من زمالة المدمنين المجهولين أن تدعم نفسها ذاتيًا بالكامل، وأن ترفض المساهمات الخارجية. 
8. زمالة المدمنين المجهولين يجب أن تبقى للأبد غير مهنية، ولكن مراكز خدمتها قد توظف عمالة متخصصة.
9. زمالة المدمنين المجهولين بهذا المفهوم، لا ينبغي أبدًا أن تكون منظمة، ولكنا بالإمكان إنشاء مجالس خدمة، أو لجان وتكون مسؤولة مباشرة نحو من تخدمهم.
10. زمالة المدمنين المجهولين ليس لها رأي في القضايا الخارجية. 
11. سياسة العلاقات العامة بالزمالة قائمة على الجنب، بدلًا من الترويج عبر المحافظة على المجهولية الشخصية على مستوى الصحافة والإذاعة، والأفلام.
 12 المجهولية هي الأساس الروحاني لكل تقاليدنا.