+A
A-

خبراء تقنية: الذكاء الاصطناعي سيغير التعامل مع “السوشال ميديا”

  • العصفور‭: ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬يتيح‭ ‬خلق‭ ‬صور‭ ‬وفيديوهات‭ ‬لأشخاص‭ ‬غير‭ ‬موجودين

  • الحامد‭: ‬البحرين‭ ‬لديها‭ ‬بنية‭ ‬تشريعية‭ ‬وقانونية‭ ‬تدعم‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي

  • سبكار‭: ‬لا‭ ‬تخافوا‭ ‬من‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬ولكن‭ ‬عليكم‭ ‬تعلمها‭ ‬

  • شيك‭: ‬90‭ % ‬من‭ ‬المحتوى‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬سيكون‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬

 

 قال خبراء في تقنية المعلومات إن الذكاء الاصطناعي سيغيّر تعامل البشر مع وسائل التواصل الاجتماعي “السوشال ميديا” على نحو كبير. وتحدث خبراء على هامش منتدى البحرين الدولي للحكومة الإلكترونية بنسخته العاشرة أمس عن أن الذكاء الاصطناعي سيكون أداة مهمة جدًّا للتخاطب مع الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأنه ينبغي على الشركات والمؤسسات والحكومات الاستفادة من الفرص التي تتيح هذه التقنية.
 وشهد يوم أمس جلسة نقاش تطرّقت إلى استخدامات الذكاء الاصطناعي في أدوات التواصل الاجتماعي، والتي شاركت فيها نينا شيك، مؤلفة ومستشارة للذكاء الاصطناعي التوليدي، ورئيس جمعية البحرين للإنترنت عبدالله الحامد، ورئيس النادي العالمي للإعلام الاجتماعي في الشرق الأوسط علي سبكار، والرئيس التنفيذي لشركة صلة، التي مقرها في دبي، بول كيلي.

التزييف العميق
واستعرضت مستشارة الذكاء الاصطناعي التوليدي نينا شيك، أمام الحضور، شخصية وهمية تشبهها تمامًا، ابتكرها الذكاء الاصطناعي، والتي تحدثت بطلاقة بكلام لم تنطقه، في إشارة منها إلى المخاوف الكبيرة التي تتعلق بالتزييف العميق. لكن شيك أكدت أن العالم لن يتوقف عن استخدام الذكاء الاصطناعي في نشر المحتوى وأن هذا التيار قادم ولن يتوقف.
 وتوقعت شيك، والتي تقدم استشارات لأول منصة لإنشاء الفيديو التوليدي، أنه بحلول العام 2025 فإن التقديرات تشير بأن 90 % من المحتوى على الإنترنت سيكون قد تشكّل بفضل الذكاء الاصطناعي. وتطرّقت الخبيرة إلى الشركات التي تصدرت مشهد الذكاء الاصطناعي، حيث أشارت إلى أن سهم “انفيديا” والمتخصصة في البطاقات الرسومية والمعالجات، حقق قفزة ضخمة في سعره بفضل الشريحة عالية الأداء التي تستخدم في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتي تشهد طلبًا كبيرًا من الدول والشركات.

مناقشات المنتدى
 وقد أكد الحضور الاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي، واستخدامه كأداة فاعلة في تطوير المحتوى والتواصل مع الجمهور، كما ناقش التحديات التي ستواجه المؤسسات في اعتماد الذكاء الاصطناعي من حيث استخدام طاقم العمل القديم أو التوجه لتدريبه أو حتى استبداله بطاقم جديد واستقطاب عناصر مشابه. وناقشت الجلسة التغيير الذي سيطرأ على التعامل إزاء وسائل التواصل الاجتماعي مع استخدام الذكاء الاصطناعي.

تعطش كبير
 من جهته، قال رئيس النادي العالمي للإعلام الاجتماعي في الشرق الأوسط علي سبكار، إن الكثير يخافون من مفهوم الذكاء الاصطناعي أو التقنيات الحديثة، قائلًا: “لا أرى أنه من الصحيح أن يكون هناك خوف من مثل هذه التقنيات، ولكن على العكس من ذلك، ينبغي أن يتعلّم الإنسان هذه التقنيات ويجيد التعامل معها”. وتابع: “الكثير من الدول تستخدم هذه التقنيات، نحن اليوم شعب متعلم ومع وجود 17 جامعة في البحرين فإن هناك تعطشًا كبيرًا للتعلم، ولذلك يجب أن نجيد التعامل مع هذه التطبيقات ونستفيد منها استفادة مثلى”. وأشار إلى أن بعض تطبيقات مثل “جات جي بي تي” لا يتخذ عن الإنسان القرار ولكن يقوم بإعطاء المعلومة بدلًا من البحث عنها في ملايين من صفحات الإنترنت. وفيما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية، أشار سبكار إلى أن القوانين الغربية تستثني المحتوى الذي يخرج من الذكاء الاصطناعي من قوانين الملكية الفكرية.

الإمكانات متوافرة
 وعبّر رئيس مجلس إدارة جمعية البحرين للإنترنت عبدالله الحامد عن وجود العديد من المبادرات والخطط للاستفادة بشكل كبير من الذكاء الاصطناعي وتطوير الخدمات المقدمة.
وأوضح أن البحرين لديها جميع الإمكانيات المطلوبة من حيث الشباب البحريني القادر على التعامل مع التقنيات الجديدة، إلى جانب البنية التحتية الرقمية وشبكة اتصالات متطورة تستوعب التقنيات الحديثة. وأوضح أن المملكة لديها بنية تشريعية وقانونية تدعم التحول الرقمي وتبني المزيد من التعاملات الرقمية في المؤسسات، قائلًا: “البحرين لديها استعداد كامل للتطور في هذا المجال”. وبخصوص مدى استخدام الذكاء الاصطناعي في تطبيقات التواصل، أفاد “الجميع يستخدم هذه التقنيات، ولكن المطلوب هو التعامل الاحترافي مع هذه التقنيات”.

وقت قصير
 من جانبه، قال المدير التنفيذي لمنصة الخدمات الإلكترونية عماد العصفور، إن إنشاء المحتوى أصبح أكثر سهولة وفاعلية بوجود الذكاء الاصطناعي التوليدي “هذه التقنيات ستساعد على خلق محتوى بوقت قصير وبجودة عالية”. وأضاف “سوف لن تكون هناك حاجة لمنشِئ المحتوى ومصمِّم المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي (...) سيتم إنشاء محتوى غير موجود أصلًا وصور وشخصيات كان إيجادها في السابق صعبًا جدًّا إلى جانب تعارضها مع حقوق الملكية الفكرية”.
وأوضح أنه بات بالإمكان عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي توليد صور وحتى مقاطع فيديو لأشخاص غير موجودين في الواقع، ما يخلق فرصًا هائلة لصناع المحتوى. وبخصوص محدودية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الساحة المحلية فيما يتعلق بصناعة المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، أشار العصفور بالقول “ربما التطور الحاصل يعتبر أمرًا جديدًا نسبيًّا في المنطقة، العملية ستحتاج وقتًا للتعرف على هذه الأدوات واستخدامها”.

طبيعة الوظائف
واستبعد العصفور أن يدفع الذكاء الاصطناعي بشكل واضح للاستغناء عن الموظفين العاملين في منصات التواصل الاجتماعي وصناعة المحتوى، لكنه استدرك بأنه سيكون هناك تغيير في طبيعة عملهم. وقال “عوضًا من أن يقوم الموظف بتحرير وصناعة محتوى فيديو لوسائل التواصل الاجتماعي بالطريقة التقليدية، سيتعيّن على الموظف في المستقبل إتقان عملية إدخال المعلومات في محرك الذكاء الاصطناعي للحصول على النتيجة المطلوبة”.

لمسة بشرية
ورغم التطور الهائل في منصات الذكاء الاصطناعي التي توفر أدوات وخيارات متنوعة لصناع المحتوى والناشرين على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن العصفور أشار إلى أن هذه التقنيات لن تستغني بشكل كامل عن الإنسان، موضحًا “لا زلنا سنكون بحاجة إلى الحس الشخصي والإنساني”.
وتابع “الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحلل بيانات الجمهور، ولكن ينبغي أن تكون هناك مراجعة من قبل الإنسان للتأكد من عدم وجود أخطاء فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي التوليدي”.