العدد 5475
الأربعاء 11 أكتوبر 2023
banner
المغرب.. حلم يتحقق وفرحة عارمة بالإنجاز
الأربعاء 11 أكتوبر 2023

لقد تحقق الحلم، فلا يأس مع الحياة، هكذا هي المغرب كما نعرفها، نجحت وزف الملك محمد السادس الفرحة الكبرى للمغرب والأمة العربية وأفريقيا بفوز بلاده في تنظيم كأس العالم لكرة القدم بالمشاركة مع إسبانيا والبرتغال للرجال لعام 2030م، وذلك اعترافا بالمكانة التي وصلت إليها المغرب رياضيا وتنمويا وتطورا في مختلف المجالات. فبعد خمس محاولات سابقة لتنظيم المونديال الكروي العالمي، لم توفق فيها لأسباب عدة، وبعد ست مشاركات في المونديال العالمي، استطاع المغرب أخيرا أن يربح رهان التنظيم في ملف مشترك مع إسبانيا والبرتغال أقنع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بالملف الثلاثي المشترك الذي من المتوقع أن يحقق نجاحا باهرا في التنظيم والفعاليات المصاحبة، وهي المرة الأولى التي تنظم فيها البطولة الكروية في قارتين مختلفتين أوروبا وأفريقيا.
كلنا يعرف ما حققه المنتخب المغربي في النسخة الأخيرة من كأس العالم 2022 في قطر، والتي كانت بطولة استثنائية رائعة لم يشهد العالم بطولة تضاهيها من قبل، حيث حقق المغرب المركز الرابع وحقق انتصارات وحضورا قويا في هذه البطولة. واليوم، يفرح الجميع بفرحة الشعب المغربي كما فرحت الأمم قاطبة بهذا الاعتماد من قبل مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، وذلك اعترافا بالمكانة المرموقة التي تحظى بها المملكة المغربية عالميا، حيث يجدّدُ (الفيفا) ثقتَه في المغرب كدولة تستطيع أن تنظم الفعاليات الكبرى والأحداث العالمية بأعلى درجاتِ الإدارة والأمن والتنظيم والرفاهية للضيوف والزوار.
إنني متفائل بأن المغرب الشقيق سيكتب تاريخا جديدا للرياضة المغربية والعربية والأفريقية في هذه البطولة، وسيستعد لها كثيرا، وهو ما عودنا عليه أسود الأطلس في كل مشاركة عالمية، ما يعكس المكانة التي وصلت إليها البلاد في عهد مليكها محمد السادس الذي يعمل على تطوير بلاده وتنميتها وجعلها نهضة شاملة في مختلف المجالات. 
والمغرب اليوم يحصد ثمار التخطيط الاستراتيجي على جميع الأصعدة، ومنها الرياضة، وأصبح يمتلك ملاعب جيدة ومنشآت رياضية، كما أن التنظيم يعد ترجمة حقيقية لتطوير البنية التحتية في هذا البلد العربي، وستسهم البطولة في رواج الحركة السياحية وتبادل الثقافات بين الشعوب، فالرياضة واحدة من النوافذ الرئيسة لها على مر العصور.
ومن المتوقع أن تحقق الدولة الشقيقة مكاسب عديدة من التنظيم، كونها تمتلك عددا كبيرا من الفنادق الكبرى إلى جانب الطرق المجهزة والمدن الرياضية دون الحاجة إلى الإنفاق على إنشاءات جديدة كثيرة، ما يجعل الاستثمارات المتدفقة استثمارات مباشرة تسهم في نمو الاقتصاد المغربي وتطوره.
حقيقة ستكون المملكة المغربية عند الحدث، خصوصا أنها قامت باستثمارات ضخمة في البنية التحية خلال العقود الأخيرة بشكل خاص، سعيا لتنظيم هذه البطولة التي ستكون الأفضل في التاريخ كما أعلن رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم، وستكون النهاية مشرِّفة لكل العرب وأفريقيا.
كنت أتمنى أن يكون الملف ثلاثيا عربيا أفريقيا، ولكن، السياسة اخترقت الرياضة لأسباب نأمل أن تنتهي سريعا، وأن يحلّ الوئام بين الأشقاء العرب، وباللهجة المغربية نقول "مرحب بكم وبكل العالم في بلادكم بلاد السلم والثقافة، فالشمس ما غديش تغيب في ديك نهار العالمي".. والله من وراء القصد.

كاتب عماني
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .