+A
A-

ناس: "الغرفة" ملتزمة بتعزيز كافة العلاقات التجارية والثقافية مع الدول الأخرى والصديقة للبحرين

 

  • العلاقات الوثيقة بين الخليجيين عموما والبحرينيين خصوصا مع الهند تمثل ركيزة النشاط الاقتصادي للمنطقة

  • صلاح الدين: هذا الكتاب نبذة عن العلاقات البحرينية الهندية وهناك غيرنا سيكمل المشوار

  • المؤلف: أتمنى أن يكون الكتاب نواة لعمل سينمائي توثيقي ودرامي 

  • رئيس الغرفة: النسخة الإنجليزية ستصدر عما قريب وسيتم تحديث الكتاب 

  • فترة القرن التاسع عشر ومنتصف "العشرين" هي العصر الذهبي لتجارة اللؤلؤ

  • أسواق بومباي هي السوق العالمية والأشهر في تصريف اللؤلؤ

  • السبع: الكتاب يوثق لموقع الهند في عقل وقلب ووجدان الإنسان العربي والخليجي


أكد رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين سمير ناس، أن التجارة الهندية البحرينية تضرب في أعماق التاريخ وقد ورثنا الكثير من الأمور في التجارة وكذلك في الأكلات الهندية الشهيرة التي أصبحت اليوم تقدم بنكهة بحرينية.
جاء ذلك على هامش حفل تدشين كتاب "النخبة التجارية البحرينية في الهند: بين نهاية القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين"، صباح أمس في مقر الغرفة بحضور محافظ العاصمة الشيخ راشد بن عبدالرحمن بن راشد آل خليفة، ورئيس الغرفة سمير عبدالله ناس، وسفير الهند لدى البحرين فينود ك. جاكوب، ومجموعة من الكتاب والإعلاميين والمهتمين.
وذكر ناس أن الكتاب يوثق للعلاقات البحرينية الهندية ويخص فترة تجارة وصيد اللؤلؤ، موضحاً أن العمل في الكتاب استمر على مدار عامين وأبرز الدور الحقيقي الذي لعبه أجدادنا البحرينيون في بناء العلاقات التجارية بين البحرين والهند على مدى السنين الماضية، حيث كانت التجارة والتعليم والصحة والإدارة أركانًا أساسية في هذه العلاقات، ويساهم الكتاب في إيضاح فهمنا للتبادل الاقتصادي التاريخي بين البلدين ومساهمته في التنمية الحالية.
ولافت إلى انه سيكون هناك تطوير على النسخة الحالية وإضافة المزيد من المعلومات وستصدر النسخة المترجمة باللغة الإنجليزية قريبا.


* أداة قيمة 
وأكد رئيس الغرفة أن الكتاب سيكون أداة قيمة للباحثين والمُهتمين في مجال تاريخ التجارة بين البحرين والدول الأخرى، مضيفا أن غرفة تجارة البحرين ملتزمة بتعزيز كافة العلاقات التجارية والثقافية مع الدول الأخرى والصديقة لمملكة البحرين.


تدوين التاريخ 
من جانبه، تقدم عضو مجلس الإدارة ومؤلف الكتاب، يوسف صلاح الدين، بوافر الشكر والامتنان، لغرفة تجارة وصناعة البحرين، وأعضاء مجلس إدارتها، على تحقيق فكرة تدوين التاريخ العريق، لبعض من رجال الأعمال والتجار البحرينيين، الذين كانوا من أوائل الذين تعاملوا مع الهند، منذ القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين، قائلاً: "هذه الفترة كانت من أهم فترات العصر الذهبي لتجارة اللؤلؤ، والذي ترجم إلى عمل توثيقي، وهو ما نحتفل بتدشينه اليوم".
وأضاف صلاح الدين "رغم أن العلاقات بين المنطقة والهند كانت قديمة منذ حضارة وادي الرافدين، فقد تطورت خلال مختلف العصور والتمازج الذي استمر وزاد في الفترة الإسلامية حتى يومنا هذا، وكما لا ننسى دور حكام البحرين في توثيق العلاقات بين البلدين الصديقين منذ عهود أصحاب العظمة المغفور لهم بإذن الله الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين (1869 / 1932)، والشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين (1932 / 1942)، والشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين (1942 / 1961)، والشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة حاكم البحرين (1961 / 1999)، وواصل على هذه التوجهات الحكيمة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وحكومته الرشيدة برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله ورعاه، حيث قمنا بتوضيحه في فصول معينة من الكتاب".   
ولفت إلى أن العلاقات الوثيقة بين عرب الخليج عموما والبحرينيين خصوصا مع الهند التي كانت تمثل ركيزة النشاط الاقتصادي للمنطقة، وكانت بوابة التمازج الحضاري بين الشعبين الصديقين. 


قصص وحكايات
وأشار صلاح الدين إلى أن هذه العلاقة "كان يتم سردها في قصص وحكايات ورغبنا أن نوثقها في كتاب تتداوله الأجيال المقبلة لقراءة التاريخ الكبير بين البحرين والهند". 
وأوضح أن هذا الكتاب هو أول عمل توثيقي يجمع سيرة وتجربة مجموعة كبيرة من الوجوه الاقتصادية والتجارية التي عملت وسكنت بصفة دائمة أو موسمية في الهند في فترة ازدهار تجارة اللؤلؤ ويركز على القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين، قائلاً: "هذا الكتاب نبذة وهناك غيرنا سيكمل المشوار". 
وقال صلاح الدين: "سوف تقوم غرفة التجارة في القريب العاجل بترجمة الكتاب إلى اللغة الإنجليزية ليطلع عليه أولاد وأحفاد أصدقائنا الهنود الذين شهدوا تلك الفترة من العلاقات بين البحرين والهند، مما يظهر العلاقات الشخصية والمهنية والثقة المطلقة السائدة في ذلك الوقت بين التجار. 
وتمنى صلاح الدين "أن نتمكن في المستقبل بتدوين الحياة اليومية لبعض تلك الأسر التي كانت ولا تزال مقيمة في الهند وتفاصيل الحياة الاجتماعية وطريقة العيش، وكيف كانوا يقضون أوقاتهم في العمل وفي الحياة الاجتماعية، فبعض القصص التي سمعناها كانت مشوقة وبعض المعلومات جميلة".
واستطرد "كما أتمنى أن تقوم جهة معينة بتبني أن يكون الكتاب نواة لعمل سينمائي توثيقي ودرامي لتسليط الضوء على بعض الأسر التي كانت لهم جولات وصولات معروفة في البحرين والهند ودول المنطقة في اقتناء اللؤلؤ وإعداده وتصديره والذي أصبح معروفا على نطاق العالم ليكون حافزا للجيل الحالي وجيل المستقبل للعمل والانفتاح على خارج البلاد، وليكونوا سفراء لمملكتنا الحبيبة مثل ما كان أباؤهم وأجدادهم عندما خاضوا عباب البحار في السفن الشراعية والبخارية، وأن يقوموا بجمع المعلومات المتوفرة عن أقدمية البحرين في السباق الحضاري وريادة أهله في كثير من المجالات ليس فقط في الهند، بل في أغلب دول المنطقة".

صفحة مضيئة
من جانبه، أشار الباحث والمؤلف وسام السبع إلى أن الكتاب يمثل صفحة مضيئة في العلاقات التاريخية التجارية التي تربطنا بجمهورية الهند عبر تاريخ متمادٍ في القدم، ويركز على بدايات القرن العشرين وبشكل خاص فترة ازدهار تجارة اللؤلؤ، حيث كانت أسواق بومباي هي السوق العالمية والأشهر في تصريف اللؤلؤ.
وأكد السبع أن الكتاب يوثق لموقع الهند في عقل وقلب ووجدان الإنسان العربي والخليجي عموما، والبحريني خصوصا، فبالنظر إلى المسار الاجتماعي والتاريخي والتجاري الحافل بالتفاصيل والأحداث خصوصا منذ القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن العشرين والذي يعد العصر الذهبي لتجارة اللؤلؤ، شكلت التجارة مع الهند شريان الحياة لأهل الخليج بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فقد كان اللؤلؤ يمثل ركيزة النشاط الاقتصادي للمنطقة، وكانت الهند السوق العالمية الأبرز لتسويق ما تجود به هيرات الخليج العربي من نفائس الجواهر البحرينية، وهي اللآلئ.

أبرز مزايا الكتاب

يقول يوسف صلاح الدين أبرز مزايا الكتاب، تكمن في التالي:
أولا: إنه أول عمل توثيقي، يجمع سيرة وتجربة مجموعة كبيرة، من الوجوه الاقتصادية والتجارية البحرينية، التي عملت وسكنت بصفة دائمة، أو موسمية في الهند، في فترة ازدهار تجارة اللؤلؤ، حيث تركوا بصمات اجتماعية وحضارية وخيرية لا تزال قائمة، وكما أن بعض العوائل البحرينية لا تزال متواجدة في الهند.
ثانيا: يضم الكتاب العديد من الصور، الفوتوغرافية القديمة والوثائق الخطية، المرتبطة بهذا الموضوع، الذي يعد مع الأسف من المواضيع المغفلة في الكتب البحرينية، وقد "واجهتني مع الدكتور وسام السبع كثير من التحديات في التواصل مع أغلب أحفاد الأسر المذكورة في الكتاب؛ لأن أغلب الأمور سرديات تناقلتها الألسن وليست موثقة، وكما قمنا باختيار النماذج المختصرة من المعلومات التي جمعناها لكل عائلة أو لكل شخص على أن تكون مفيدة للموضوع الذي نحن بصدد إعداده، فهناك الكثير من الأحداث والقصص والوقائع التي نتمنى أن يشملها الكتاب، ولكن لمحدودية صفحاته كان علينا الاكتفاء بما ذكرناه، ولكن هذا لا يمنعنا أو يمنع الآخرين من الإضافة وتدوين كل ما يعرفونه عن تلك الفترة الغنية بكثير من الأحداث".
ثالثا: أنه يعطي صورة شاملة عن موضوع العلاقات البحرينية الهندية، في مستوياتها الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية والتجارية والثقافية والسياسية عبر التاريخ، مع التركيز على القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين.