+A
A-

مشروع “قمم السودة” بـ “عسير” يستقطب اهتمام خبراء سياحة عالميين

حال إعلان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية الشقيقة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، عن المخطط العام لمشروع “قمم السودة” في سبتمبر 2023، استقطب المشروع اهتمام خبراء سياحة عالميين، إذ يمثل نقلة نوعية في تحويل البيئات الطبيعية والثقافية التراثية والتاريخية في منطقة “عسير” جنوب غربي المملكة، إلى وجهة جديدة للسياحة الجبلية.


ورصدت “البلاد” عددًا من التقارير التي نشرتها مواقع سياحية عالمية متخصصة، منها “أون مونوراما” و “سين ترافلر”، اهتمت بالمشروع “الضخم” الذي من المتوقع أن تكتمل أولى مراحله في العام 2027 على مساحة تبلغ 627 كيلومترًا مربعًا، وترتفع لنحو 3015 مترًا عن سطح البحر.


مليونا سائح
ووفق المخطط العام للمشروع، فإن التوقعات تشير إلى أنه سيستقطب مليوني زائر سنويًا بحلول العام 2030، في مناطقه الست الرئيسة وهي: تَهْلَل، سَحَاب، سَبْرَة، جَرين، رجال ألمع والصخرة الحمراء، إذ تتنوع مرافقها بين الفنادق والمنتجعات الجبلية الفاخرة، ومن ضمن المخطط تطوير 2700 غرفة فندقية، و1336 وحدة سكنية، و8 آلف متر مربع من المساحات التجارية بحلول العام 2030، غير أن المرحلة الأولى التي ستكتمل العام 2027 تشمل تطوير 940 غرفة فندقية و391 وحدة سكنية و32 ألف متر مربع من المساحات التجارية.


رجال ألمع
وكتبت خبيرة السياحة في موقع “سين ترافلر” تقريرًا عن المشروع، إذ وصفت “قمم السودة” بأنه سيتحول إلى “عاصمة المغامرات”، ولن يقتصر ذلك على المناطق الجبلية، بل على غابات عرعر وأنشطة الطيران المظلي فوق الوديان الضبابية، خصوصًا أن منطقة عسير تتمتع بتاريخ غني من الموسيقى الشعبية التقليدية والفن والشعر والأزياء والطعام، والتي يمكن تجربة الكثير منها في قرية رجال ألمع، إذ يتم تنظيم مهرجان ثقافي سنوي خاص بتراث “عسير”، وتضم المنطقة أكثر من 200 موقع تراثي موثق، بما في ذلك القرى والمساجد التاريخية، إضافة إلى أبراج المراقبة والحصون الجبلية.


نقطة التقاء
“رجال ألمع”، والمناطق الست هي قرى في جبل “السودة”، وتبعد المنطقة عن مدينة أبها نحو 52 كيلومترًا، ويقدر تاريخها بنحو 900 سنة، وكانت “رجال ألمع” نقطة التقاء القادمين من اليمن وبلاد الشام مرورا بمكة المكرمة والمدينة المنورة، ومن ناحية جغرافية ثقافية، تعد منطقة عسير نقطة التقاء ما بين ثقافات جنوب الحجاز والبحر الأحمر غرب السعودية من جهة، وثقافات جنوب السعودية وشمالها من جهة أخرى.


29 مليار ريال
من جانب آخر، ووفق ما نشرته وكالة الأنباء السعودية، فإن المشروع يسهم في تحقيق “رؤية السعودية 2030”، وتنمية القطاع السياحي والترفيهي، ودعم النمو الاقتصادي، عبر المساهمة في زيادة إجمالي الناتج المحلي التراكمي بأكثر من 29 مليار ريال، وتوفير آلاف الوظائف بشكل مباشر وغير مباشر، ويقدم تجربة رائدة تضاف إلى تجارب السعودية في الحفاظ على البيئة والثروات الطبيعية والتراثية وحفظها للأجيال القادمة، بما يسهم في تنويع مصادر الدخل وبناء اقتصاد جاذب للاستثمارات الدولية والمحلية.