+A
A-

كانو الثقافي ينظم محاضرة "وفرة الحياة وعبث الدنيا (العقل الموازي)"

نظم مركز عبد الرحمن كانو الثقافي محاضرة بعنوان "وفرة الحياة وعبث الدنيا (العقل الموازي)" للدكتور أكبر جعفري، وأدار الحوار الدكتور محمد الكويتي.  وقد أشار الدكتور جعفري في مستهل حديثه أن الفرد يقوم بإهدار حياته بما يقارب 72 بالمئة في الأمور التي لا تضيف أي قيمة حقيقية في حياته، ويقوم بممارسات قد تكون مهمة في مرحلة انتقالية ويعتاد الفرد على القيام بها ليستمر تكرارها بعد ذهاب المسببات بلا وعي.

كما أضاف في خضم حديثه، أن الكون يحتوي خيرات وثروات عظيمة غير مستغلة.  وفي مقارنة أجراها الدكتور جعفري فيما بين الانسان القديم والانسان الحاضر، في محاولته لاكتشاف الأسباب التي تدفع البشرية اليوم للتصرف بطريقة غير مفهومة كليا، وجد أن الانسان القديم مهتم بالاستهلاك اليومي فقط لتوفير احتياجات يومية حقيقية بدل الاكتناز القسري الذي يشكل معضلة للإنسان اليوم، وكان الانسان البدائي مهذبا مطمئنا يتصرف ككائن بشري يتفكر ولا يفكر بعكس الأنسان اليوم فهو مستغرق في التفكير بدل التفكر، والتفكير حالة سلبية لا يمكن التحكم بها على عكس التفكر فهو أمر يمكن التحكم به ويجعل الفرد ذو حضور واطمئنان تام.  وقد عرض الدكتور جعفري المكونات السبعة التي خلقها الله عز وجل في الانسان السوي منذ خلقه، وتتكون من المعرفة المطلوبة لهذه الحياة، الحكمة المطلوبة، القدرة، النقاء، السلام، الحب والسعادة.  فالفرد تكمن به السعادة، ولكن التفكير المستمر يجعل التشويش بداخل الفرد مرتفع مما يعطل سعادته ومكوناته الأخرى. 

وفيما يخص التاريخ والمراحل التي خاضها الانسان البدائي القديم للوصول لمرحلة الانسان اليوم، وضح الدكتور جعفري أن البشرية بدأت في شرق افريقيا لتنزح بعد ذلك لأسباب بيئية ومناخية إلى اليمن، وشبه الجزيرة العربية، وثم إلى بلاد الرافدين حيث تم بدأت كل الحضارة من أنظمة، وقوانين، ونظم أخلاقية، ووجدانية.  وكان النزوح لنهر النيل بعد ذلك بداية للحضارة الفنية وارتفاع الإنتاجية والوفرة، مما أدى لبدأ التخطيط للمستقبل والمقارنة والمفاضلة بين الأفراد فكانت بداية ولادة الايغو وهو العقل الموازي.  وفي ختام حديثه وضح الدكتور جعفري أن ذاكرة الأنسان خارجة عن سيطرة الفرد، فهي تحوي نسبة كبيرة من الجينات ورغبات الطفولة المخزنة والتي لم يتم تلبيتها.  وعلى الفرد اختيار طريقه ، فالفكر الإيجابي فكر واعي وارادي على عكس الفكر السلبي فهو لا ارادي ولا واعي وهو ما يسمى بالعقل الموازي الذي يدفع البشرية للانحراف واللاعقلانية. وفي ختام الأمسية تم فتح المجال لمداخلات الجمهور وتم تكريم المشاركين من قبل إدارة المركز.