+A
A-

The Exorcist: Believer.. لحظات مفككة وتقليد ممل في الخط الدرامي

هناك قاعدة أساسية في السينما تبين أن الوحدة الفنية للفيلم تقوم على اعتبار "الحدوتة" المسلية تتمتع بأكبر قدر من التشويق والمفاجآت والمآسي، والضحكات هي اللحمة التي تتحكم في خيوط الفيلم، بحيث لا يهم أن تكون منطقية أم لا، وهنا تصبح الكاميرا أداة تسمح بالتفرج على ذلك العالم الغريب.

قد لا نكون على خطأ حين نشير أن النسخة الجديدة من فيلم الرعب الشهير The Exorcist: Believer.


لم تكن بربع مستوى الجزء الأول من الفيلم الذي أنتج عام 1973 وأصبح أسطورة عند عرضه، واعتبر بأنه أكثر فيلم رعب نجاحا في تاريخ السينما، أخرجه بكفاءة المخرج ويليام فريدكين.


إن الفيلم أكثر تبسيطا من أن يعتبر فيلما من الدرجة الأولى، لكن لمسات الماكياج والمؤثرات كانت ناجحة، وكذلك التصوير وأسلوب الأضواء والظلال الذي ظهر فيه طارد الأرواح معظم الوقت. كما أنه كان بالنسبة للجهور شيئا جديدا يجب مشاهدته.


ربما الحسنة الوحيدة التي تحسب للمخرج ديفيد غرين مخرج النسخة الجديدة من الفيلم، هي الاستعانة بالممثلة ليندا بلير التي قامت بدور البنت الصغرى في نسخة 1973 "ريجان"، وكذلك الممثلة إلين بورستين التي قامت بدور الأم كريس ماكنيل، وما عدا ذلك، فالفيلم يعد بمثابة تقليد ممل في الخط الدرامي ويحتاج إلى سحرية تفسير بعض الأحداث، والأطر المكانية والزمانية محددة المعالم. فالفتاتان أنجيلا وكاثرين تذهبان إلى الغابة وتختفيان لمدة ثلاثة أيام ثم ترجعان بتلبسهما روح شريرة. هكذا بصورة عابرة مخففة وكأن المخرج وهو كاتب السيناريو أيضا قد وضع يديه خلف ظهره وتجاهل تثبيت أقدام المشاهد تدريجيا في كشف التساؤل الشاق الوحيد، وهو منذ متى وكيف جاءت الروح الشريرة إلى هذا المكان وفقا لقوانين التوجه السيكولوجي.


الحالة كانت عموما في النسخة الجديدة من الفيلم، لحظات مفككة وطغيان الكلمة على الصورة أكثر مما يجب، وإحياء قصة قديمة بحيلة دون المستوى وكابوس مستهلك، وهو الاستعانة بقسيس لطرح الروح الشريرة في سياق ميلودرامي ممل نوعا ما، رغم أن هذا النوع من الأفلام يحتاج إلى تكسير كل القواعد المعروفة، وليس درسا تعليميا، والسبب هو إطلاق المخرج العنان لنفسه في البصريات الاستعراضية، وبسبب جريه المتواصل وراء التأثير، فقدنا كمشاهدين المتعة وخسر الفيلم بعض النقاط. وغاب عن المخرج أيضا نقطة غاية في الأهمية، وهي أن رؤية القصصي، يجب أن تكون هي رؤية الكاميرا، أو كما وصفها روب جرييه بـ "الموضوعية السينمائية".


بقي أن نعرف أن التفوق في الفيلم بأجزائه المختلفة كان للشر على حساب الخير بصورة متوائمة وموحدة، ففي نسخة 1973 يقتل القس ماكس سيدوف، وفي نسخة 2023 تقتل الطفلة كاثرين، وهو في نظر المشاهد. أقول ربما يكون سلوكا متعاليا وغير مقبول وملفت للإنظار، فكما يقول أندريه تاركوفسكي "إنك عندما تدرك شيئا ما بشكل واضح وكامل، فإن الشيء الذي تراه في اللقطة لا يستنفذ بوضوح الأسلوب، بل يشير إلى شيء ما منتشر خلف اللقطة، إلى شيء يخرج من اللقطة إلى الحياة".