+A
A-

بالفيديو: أسرار صناعة السيوف البحرينية

احتل السيف مكانة رفيعة وعظيمة من بين الأسلحة عند العرب والقبائل، ويعد رمزاً للقوة والفخر والسلام، ومن أشهر الأسلحة المعدنية حادة النصل التي تستخدم في المعارك والقتال، وكان يتسلح به المحارب “الفارس” في العصور القديمة، أما في العصور الحديثة لم يعد السيف سلاح حرب، بل أصبح رمزاً للمودة والسلام والحق والمبدأ والعدالة والشرف. وتعتبر السيوف من أثمن هدايا الزعماء، وتزدان بها “الأعراس” أثناء “الرزيف” أي الرقص بالسيف أثناء “العرضة” التي تعتبر أحد الفنون الاحتفالية في البحرين ومنطقة الخليج العربي. أحمد الصايغ الذي ورث مهنة صناعة السيوف والخناجر والشبريات “السكاكين الصغيرة” عن أجداده منذ مئات السنين، استقبل “البلاد” بابتسامة وترحيب حار، وأكد أثناء الحوار اهتمام أفراد عائلة الصايغ التي تمركزت في مدينة المحرق لصناعة السيوف حفاظاً على تراث الآباء والأجداد من الاندثار.

التاج‭ ‬الملكي

وأكد‭ ‬الصايغ‭ ‬أن‭ ‬صناعة‭ ‬السيوف‭ ‬والخناجر‭ ‬تمثل‭ ‬التاج‭ ‬الملكي‭ ‬لحكام‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬إذ‭ ‬تحمل‭ ‬أجزاء‭ ‬السيف‭ ‬والغمد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬جزءاً‭ ‬ومن‭ ‬أبرزها،‭ ‬نعل،‭ ‬عجب،‭ ‬قبة،‭ ‬بنود،‭ ‬درية،‭ ‬عقرب،‭ ‬سيلان،‭ ‬سواطر،‭ ‬طعوس،‭ ‬ثومة،‭ ‬برشق،‭ ‬وبات‭ ‬يستخدم‭ ‬السيوف‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬للعرضة‭ ‬ويقدم‭ ‬كهدايا‭ ‬تعكس‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية‭ ‬العريقة‭ ‬لأبناء‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.‬

سيوف‭ ‬وخناجر‭   ‬

وبيّن‭ ‬الصايغ‭ ‬ان‭ ‬السيوف‭ ‬العربية‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬السيوف‭ ‬الخليجية‭ ‬التي‭ ‬يمتد‭ ‬عمرها‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬سنة،‭ ‬وتتميز‭ ‬باستخدام‭ ‬المعادن‭ ‬النفيسة‭ ‬في‭ ‬صناعتها،‭ ‬ويوجد‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬قرابة‭ ‬12‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬السيوف‭ ‬منها‭ ‬9‭ ‬أنواع‭ ‬بحرينية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬9‭ ‬خناجر‭ ‬منها‭ ‬7‭ ‬بحرينية‭ ‬الصنع،‭ ‬وامتازت‭ ‬الخناجر‭ ‬البحرينية‭ ‬بجودة‭ ‬التصنيع‭ ‬والحرفة‭ ‬اليدوية‭.‬

سيف‭ ‬الجبارة‭   ‬

وقال‭ ‬الصايغ‭ ‬يعتبر‭ ‬سيف‭ ‬“الجبارة”‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬السيوف‭ ‬البحرينية‭ ‬والخليجية‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬وتنتسب‭ ‬للزبارة،‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬السيوف‭ ‬الخليفية‭ ‬المنتشر‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬ويرمز‭ ‬للعائلة‭ ‬المالكة‭ ‬أسرة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الكرام،‭ ‬مضيفاً‭ ‬ومن‭ ‬السيوف‭ ‬الخليفية‭ ‬أيضاً‭ ‬سيف‭ ‬الروضة،‭ ‬وسيف‭ ‬نصيف‭ ‬وسيف‭ ‬الجبارة،‭ ‬ويتميز‭ ‬سيف‭ ‬الجبارة‭ ‬بكثرة‭ ‬“الدقات”‭ ‬الخارجية‭ ‬أي‭ ‬النقش،‭ ‬ويعتبر‭ ‬من‭ ‬سيوف‭ ‬الفرسان‭ ‬وهو‭ ‬سيف‭ ‬بحريني‭ ‬أحدب‭ ‬الشكل‭.‬

أسرار‭ ‬السيوف‭  ‬

ولفت‭ ‬الصايغ‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬عدة‭ ‬سيوف‭ ‬لها‭ ‬تاريخ‭ ‬قديم‭ ‬مثل‭ ‬سيف‭ ‬العنبري،‭ ‬وسيف‭ ‬حنيش،‭ ‬وسيف‭ ‬الكتارات،‭ ‬وأنواع‭ ‬أخرى‭ ‬ومنها‭ ‬السيف‭ ‬الهلالي،‭ ‬مضيفاً‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسرار‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬السيوف‭ ‬والأمر‭ ‬الذي‭ ‬يميز‭ ‬السيف‭ ‬هو‭ ‬منتصف‭ ‬وزنه‭ ‬في‭ ‬المنحنى،‭ ‬وتتراوح‭ ‬أوزان‭ ‬السيوف‭ ‬غالباً‭ ‬من‭ ‬600‭ ‬جرام‭ ‬ولغاية‭ ‬كيلو‭ ‬و800‭ ‬جرام،‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬حمله‭ ‬بيد‭ ‬واحدة،‭ ‬أما‭ ‬السيف‭ ‬الساموراي‭ ‬فهو‭ ‬سيف‭ ‬يحمل‭ ‬باليدين‭ ‬ومن‭ ‬الثقافة‭ ‬اليابانية‭.‬

سيف‭ ‬الجوهر‭   ‬

ومن‭ ‬زاوية‭ ‬أخرى‭ ‬ذكر‭ ‬الصايغ‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬السيوف‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬النوادر‭ ‬الثمينة‭ ‬تاريخياً،‭ ‬مثل‭ ‬سيف‭ ‬“أسد‭ ‬الله”‭ ‬أو‭ ‬سيف‭ ‬“عمل‭ ‬كالبوعلي”‭ ‬وهو‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬أصناف‭ ‬سيوف‭ ‬“الجوهر”‭ ‬كونه‭ ‬مصنوعاً‭ ‬من‭ ‬خليط‭ ‬معادن‭ ‬“الفولاذ”‭ ‬سريعة‭ ‬التفاعل‭ ‬والتأكسد‭.‬

سيوف‭ ‬تاريخية‭   ‬

ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬قال‭ ‬لدى‭ ‬عائلة‭ ‬الصايغ‭ ‬سيوف‭ ‬تصل‭ ‬أعمارها‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬سنة‭ ‬ومازالت‭ ‬عمليات‭ ‬التصنيع‭ ‬تتم‭ ‬بالأشكال‭ ‬القديمة‭ ‬نفسها‭ ‬للسيوف‭ ‬الخليجية‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬سيوف‭ ‬العالم،‭ ‬مؤكداً‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬أن‭ ‬السيوف‭ ‬تعتبر‭ ‬رمزاً‭ ‬للسلام‭ ‬وتحمل‭ ‬دائماً‭ ‬باليد‭ ‬اليسرى،‭ ‬حتى‭ ‬تترك‭ ‬اليد‭ ‬اليمنى‭ ‬لمصافحة‭ ‬الآخرين‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬رمزية‭ ‬“السلام”‭.‬

خناجر‭ ‬بحرينية

وبالنسبة‭ ‬لصناعة‭ ‬الخناجر‭ ‬أكد‭ ‬الصايغ‭ ‬وجود‭ ‬9‭ ‬خناجر‭ ‬أساسية‭ ‬معروفة‭ ‬منها‭ ‬

الخنجر‭ ‬اليماني‭ ‬والنجدي،‭ ‬منها‭ ‬7‭ ‬خناجر‭ ‬بحرينية‭ ‬الصنع‭ ‬تاريخياً‭ ‬تطورت‭ ‬وانتشرت‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬وبلاد‭ ‬العرب‭.‬

شرف‭ ‬النساء

أما‭ ‬“الشبرية”‭ ‬وهي‭ ‬سكين‭ ‬صغيرة‭ ‬بحجم‭ ‬“شبر”‭ ‬كف‭ ‬يد‭ ‬المرأة‭ ‬كانت‭ ‬تستخدم‭ ‬قديماً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضعها‭ ‬في‭ ‬القدم‭ ‬أو‭ ‬خصر‭ ‬المرأة،‭ ‬والغاية‭ ‬من‭ ‬استخدامها‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬وشرف‭ ‬المرأة‭.‬