+A
A-

1.4 مليون متر مربع مساحة نطاق تطوير “أم المدن” ويشمل 300 وحدة سكنية جديدة ومرممة

تجلى القلب النابض لمدينة المحرق في جزئها العريق ضمن محيط قصر عيسى الكبير زاهيًا عصر أمس بزيارة ميدانية لكبار المسؤولين في الدولة، حيث قام رئيس التحرير مؤنس المردي ومنتسبي الصحف المحلية بجولة ميدانية في عدد من مواقع العمل التي تقع ضمن نطاق خطة تطوير مدينة المحرق، بمعية كل من؛  وزير شؤون البلديات والزراعة وائل المبارك ، ووزير شؤون الكهرباء والماء ياسر حميدان ، ووزيرة الإسكان والتخطيط العمراني آمنة الرميحي ، ووزير الإعلام رمزان النعيمي ، ورئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة والرئيس التنفيذي لهيئة التخطيط والتطوير العمراني  أحمد الخياط  ، ووكيل وزارة الأشغال الشيخ مشعل بن محمد آل خليفة ، ووكيل وزارة الإسكان والتخطيط العمراني  عاصم عبداللطيف عبدالله ، والرئيس التنفيذي لمركز الاتصال الوطني أحمد العريفي.


وتأتي الجولة الميدانية في إطار إطلاع الصحافة المحلية والإعلام الوطني على خطة تنفيذ المشروع، والذي يأتي إنفاذاً للأمر الملكي السامي لملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ، وتوجيهات ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، بالمحافظة على الهوية التاريخية والثقافية لمباني ومدن البحرين، وإحياء قصر عيسى الكبير والأحياء المعروفة بمدينة المحرق.

وفتح المسؤولون الحديث مع ممثلي الصحافة ووسائل الإعلام عن الأمر الملكي السامي بالمحافظة على الهوية التاريخية والثقافية لمباني ومدن البحرين، وإحياء قصر عيسى الكبير وتطوير المحرق، بما يحفظ هويتها التاريخية والثقافية، وهو اللقاء الذي جاء بعد أيام من زيارة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة لمحافظة المحرق، إذ تم إطلاق خطة تطوير مدينة المحرق وتفعيل خطة المحافظة على الهوية التاريخية والثقافية لمباني ومدن البحرين، ترسيخًا لمدينة العراقة والأصالة المحرق، التي وصفها جلالة الملك المعظم بأنها “أم المدن”.


واستعرض المسؤولون في الزيارة التي شملت التعرف على نماذج من الأعمال المنجزة، الخطة التنفيذية للمشروع التي بدأت في أكتوبر الجاري 2023، بطرح مناقصة لتعيين استشاري للمشروع، وستبدأ أعمال التطوير في نوفمبر المقبل، علاوة على أن إجراءات الاستملاك والتصاميم التفصيلية سيتم الشروع بها في ديسمبر 2023، ومن المقرر البدء في أعمال البناء والترميم في أكتوبر 2024، ومن المؤمل إنجاز المشروع في ديسمبر من العام 2026.


وفيما يتعلق بالمخطط العام للمشروع، فمساحة نطاق التطوير تبلغ 1.4 مليون مترًا، وسيشمل 300 وحدة سكنية جديدة ومرممة للمرحلة الأولى، والوصول إلى 2000 وحدة للمشروعات المستقبلية بالشراكة مع القطاع الخاص، ويشمل أيضًا 16 مبنى ذا قيمة تراثية تابعة لمسار اللؤلؤ وترميم عدد من المباني واستخدامها لأنشطة سياحية وثقافية، وسيتم غرس 100 ألف شجرة ضمن 72 ساحة خضراء بمساحة 12 ألف متر مربع، أما ممرات الحركة فتمتد على مساحة 48 كليومتر، ويبلغ عدد المباني المتعددة الطوابق 7 مبان، فيما تمتد المواقف الأرضية على مساحة 20 ألف متر مربع.


وتأسست خطة فريق عمل المشروع على قرار اللجنة العليا للتخطيط العمراني في أغسطس 2023 بتشكيل فريق عمل لمراجعة المشروع ومخرجاته، وتشمل الخطة تحديث اشتراطات البناء وهي مسؤولية هيئة التخطيط والتطوير العمراني بإعداد المسودة الأولية لدليل الاشتراطات والضوابط وإطلاع أعضاء اللجنة العليا للتخطيط واعتماده، والمشروعات الإسكانية بوضع المخطط العام للمشروع والتصاميم المبدئية من جانب وزارة الإسكان والتطوير العمراني، بما في ذلك طرح المناقصة وتعيين الاستشاري الرئيس للمشروع، والمسح وبدء إجراءات التطوير والتصاميم التفصيلية للوحدات وتنفيذها.


وتولت وزارة شؤون البلديات والزراعة خطة التشجير والتجميل بوضع اشتراطات التشجير والتجميل التي وردت في دليل الاشتراطات، والاستملاك والتعويض ووضع تصاميم المساحات الخضراء وتنفيذها، في حين تولت هيئة الثقافة والآثار وضع اشتراطات واجهات المباني في مسار اللؤلؤ والمناطق الأثرية، وتصاميم الساحات الحضرية وتنفيذها والبيوت التراثية.


من جانبها، وضعت وزارة الأشغال وشركة إدامة اشتراطات البنية التحتية والاستملاك والتعويض، علاوة على تصميم البنية التحتية والممرات ومواقف السيارات، أما الخطة الإعلامية واعتمادها فقد تولتها وزارة الإعلام.


وتتكامل كل هذه الجهود في أهداف المشروع الرئيسة، وهي تدشين دليل اشتراطات التعمير للحفاظ على هوية مدينة المحرق، وتوفير وحدات سكنية تلبي تطلعات الأسرة البحرينية، والحفاظ على المباني ذات القيمة التراثية واستكمال مسار اللؤلؤ، إضافة إلى زيادة الرقعة الخضراء بالمنطقة وتنويع التشجير فيها، والارتقاء بخدمات البنية التحتية والمرافق العامة.


وزيرة “الإسكان”: 4 نماذج للوحدات السكنية
قالت وزيرة الإسكان والتخطيط العمراني آمنة الرميحي “إن تنفيذ توجيهات جلالة الملك المعظم تمثل لنا كل الفخر والاعتزاز بالعمل في هذه الخطة التي هي بمثابة خريطة طريق لعملنا الحكومي، ونحن ولله الحمد نفخر بهذا العمل؛ كونه يجسد “فريق البحرين” بالدرجة الأولى”.


وأشارت إلى أن كل الجهات الحكومية تتكامل لتوفير الخدمات كل حسب تخصصها، فلكل جهة دور، وبالنسبة لنا في وزارة الإسكان والتخطيط العمراني سننفذ الوحدات السكنية، وقوامها في المرحلة الأولى 300 وحدة، بين بناء وترميم من خلال 4 نماذج مختلفة، نأمل أن تلبي تطلعات العائلة البحرينية، أما هيئة التخطيط والتطوير العمراني فصميم عملها توفير الدليل الاسترشادي لعملية البناء والتحديث لتجديد المحرق وفق معايير وألوان وتصاميم ومقاسات محددة للحفاظ على التراث البحريني، وستلعب هيئة البحرين للثقافة والآثار دورًا كبيرًا جدًا في عملية التواصل مع كل الجهات للحفاظ على المعايير، وبالتالي الحفاظ على ثقافة وتراث المنطقة.


وأوضحت أن وزارة الأشغال وضعت خطتها للطرق والارتقاء بالبنية التحتية، والحال كذلك مع وزارة شؤون البلديات والزراعة في خطة توسعة الرقعة الخضراء، ونقدر بهذه المناسبة دوركم كمؤسسات إعلامية لإطلاع المواطنين على الجهود المبذولة، ونثمن جهود وزارة الإعلام التي تصحب في مسؤولياتها الرئيسة في المشروع.


واختتمت ردًا على سؤال يتعلق بإنجاز العمل في 3 سنوات مكثفة، قائلة “كلنا على استعداد بروح الفريق الواحد لننجز العمل في غضون 3 سنوات لإنجاز المشروع في العام 2026، ونعمل وفق منهج حب التحدي والإنجاز الذي نستلهمه من سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء”.


وزير “البلديات”: ننفذ مخططًا للساحات العامة
أفاد وزير شؤون البلديات والزراعة وائل المبارك أن مستوى الجهد الكبير الذي يعكسه تضافر الجهود تنفيذًا لتوجيهات عاهل البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، يمثل انطلاقة حضارية لخطة تطوير مدينة المحرق.


وأكد أن الجهود تحظى باهتمام الحكومة برئاسة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لهذا يتكامل دورنا مع كل الوزارات في الدولة، إلا أن مسؤوليتنا هي تنفيذ خطة التشجير والتجميل وزيادة الرقعة الخضراء، وفي مرحلة لاحقة سنعكف على تطبيق الاشتراطات التنظيمية للمدينة بالتعاون مع الأجهزة الحكومية المختصة.


وأشار إلى أن الوزارة تنفذ مخططًا للساحات العامة تشمل مساحة كبيرة للتشجير واختيار الطرق وأنواع الأشجار تحت إشراف فرق العمل بالوزارة.


وزير الإعلام: حقبة مهمة منذ أواخر القرن التاسع عشر
وصف وزير الإعلام رمزان النعيمي هذه الزيارة الميدانية في قلب مدينة المحرق التاريخية بأنها تمثل قمة الإبداع العمراني، والذي امتازت به المدينة في حقبة مهمة منذ أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، كنموذج من التراث البحريني الأصيل الذي نراه اليوم في المباني الحديثة ذات الإلهام بطابع المواقع الأثرية.


وقال إن قصر عيسى الكبير والبيوت المحيطة به تمثل مرحلة مهمة من تاريخ البحرين في عهد المغفور له بإذن الله صاحب العظمة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة باني نهضة البحرين، والمحرق في ذلك الوقت كانت مركز النهضة التي انطلقت إلى جميع مدن البحرين بدءًا من وضع اللبنات الأولى للمؤسسات الحديثة، سواء على المستوى الرسمي أو الأهلي كبداية التعليم في مدرسة الهداية الخليفية، وأول تشكيل للشرطة، وأول تشكيل للبلديات وكذلك الأندية الثقافية والأدبية، وهذه ريادة لمملكة البحرين عبر تاريخها على مستوى المنطقة، وكان مركزها في قصر الشيخ عيسى الكبير وما حوله من رمزيات تجسد اقتصاد اللؤلؤ، وهذا الإرث المهم جزء من التراث العالمي لليونيسكو وهو مسار اللؤلؤ.