+A
A-

نسيم تحاضر لموظفي “البلاد”: “السوشال ميديا” خلقت نماذج مشوهة من الشخصيات المرضية

أكدت المعالجة المختصة في المجال النفسي والأسري ندى نسيم أن صحة الفرد النفسية تأتي في المقام الأول، حيث يقع على عاتق كل العاملين والمختصين بهذا المجال إيصال وتوضيح مفاهيم الصحة النفسية لعموم الناس، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي يتلقونها من مختلف الأشخاص الذين يتحدثون بشكلٍ عشوائي عن هذا الموضوع المهم.


وأفادت نسيم، في محاضرتها التي قدمتها لموظفي صحيفة “البلاد” تحت عنوان “صحتك النفسية أولاً” تزامناً مع اليوم العالمي للصحة النفسية، إن الفرد يمر بمؤثرات داخلية وخارجية عدة وهي التي تؤثر في مزاج وتفكير الإنسان، ولهذا السبب يكون الفرد مضطرباً أحيانًا بفعل المثيرات وبحسب قدرته على التحكم وإدارة الضغوط.


وأشارت إلى أن تعاريف الصحة النفسية متعددة، ولكن أهمها الذي يؤكد ضرورة تكامل الجانب الفكري والشعوري والسلوكي، أي أن تتناسب أفكار الفرد وتنسجم مع مشاعره وتنعكس بتوازن على السلوك من دون حدوث تناقض في إحداهما؛ لأن أي خلل سيؤدي لنتيجة عكسية في الشخصية.


ولفتت إلى ضرورة أن يتعرف الفرد على ذاته وأن يفهمها في مراحلها العمرية المختلفة؛ لأن ذلك يساعده على فلترة الصراعات التي يمر بها ويجعله أكثر قدرة على مواجهتها، مبينة أنه هناك العديد من الأشخاص الذين يصلون إلى مراحل عمرية متقدمة ولا يكون لديهم القدرة على اكتشاف ذواتهم.


وأشارت إلى أن علاقة الفرد بذاته لا تقل أهمية عن علاقته بالآخرين، لافتة إلى أن التوجهات الجديدة المُتبعة في العلاج النفسي باتت تسلط الضوء على علاقة الفرد بالمجموعات عبر العلاج الأسري، ومنها العلاقات الزوجية والأسرية، باعتبار أن العلاقات الأسرية هي الأساس التي يبنى عليها تكوين صحة نفسية لأفراد الأسرة؛ لذا يتوجب على الزوجين الحرص على تربية أبنائهم تربية سوية وسليمة خصوصا في سنواتهم الأولى؛ لأن ذلك سينعكس عليهم على المدى البعيد، مؤكدة أن الجيل الجديد يتعرض للكثير من المشكلات النفسية؛ بسبب أساليب التربية التي لا تركز على الصلابة النفسية وتعزز للحماية الزائدة.


وبينت أن “الصحة النفسية تتمثل في العديد من المظاهر المهمة والتي قد تكون ضمن ممارستنا وضمن قناعاتنا، ولكن تحتاج إلى التذكير والتأكيد بين الوقت والآخر أبرزها التسامح والرضا والقناعة بما قسمه الله تعالى في كل شيء واليقين بقدرة الله والتصالح مع النفس، بحيث يرضى الفرد عن نفسه ويتقبلها كما هي وليس كما يريدها الناس أن تكون عليه”.


وأشارت إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي خلقت نماذج مشوهة من الشخصيات المرضية وعززت لنشوء الاضطرابات وخاصة إذا غابت الرقابة الأسرية عن الأبناء، فإن وسائل التواصل تشكل خطرا ولها تأثير كبير خصوصا على فئة المراهقين.


وذكرت أن أبرز الاضطرابات التي يعاني منها الأفراد هي الاكتئاب والقلق، وبعض الاضطرابات الذهنية التي تحتاج لطبيب نفسي لتشخيصها ووصف الخطة العلاجية لها؛ لذا يجب على الوالدين والمربين الانتباه لصحة الأبناء النفسية خصوصا في حال تعثرهم وطلب المساعدة لابد أن تؤخذ معاناة الأبناء بجدية.


وأشادت نسيم بأهمية تعزيز الهوايات كأحد وسائل التنفيس وكسر الروتين وأنه لابد أن يسعى الفرد لتخصيص وقت خاص به لإعادة تقييم نفسه.


وفي الختام أكدت نسيم “أننا في مملكة البحرين نمتلك شبابا واعيا ومهتما بالصحة النفسية ويتقبل موضوع الاستشارات النفسية عبر الاطلاع المستمر والرغبة في إدارة الحياة بصورة سليمة ومستقرة”.