+A
A-

وزير “التربية”: خطة استراتيجية لجعل البحرين مركزًا رياديًّا بالمجالات العلمية والتجارية والاقتصادية

- الخبراء يناقشون الحرب السيبرانية والحوسبة الذكية للطاقة المستدامة وصناعة سلسلة التوريد

 وضع باحثون من مختلف دول العالم تصورات بحثية حديثة في المؤتمر الدولي للتقنيات الهندسية والعلوم التطبيقية الذي رعاه وزير التربية والتعليم، رئيس مجلس أمناء مجلس التعليم العالي محمد بن مبارك جمعة صباح أمس الأربعاء 25 أكتوبر 2023 تحت شعار: “تشكيل مستقبل التكنولوجيا من خلال الحوسبة الذكية والهندسية”، فيما وصف الوزير المؤتمر بأنه يجسّد اهتمام الجامعات البحرينية بالأبحاث العلمية في هذا الحقل، مؤكدًا مضي مملكة البحرين في خطة استراتيجية لجعل البلاد مركزًا رياديًّا في المجالات العلمية والتجارية والاقتصادية وسائر القطاعات الحيوية.


مركز ريادي
 وأمام المؤتمر الذي تنظّمه جامعة البحرين للتكنولوجيا بالتعاون مع معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات IEEE يومي الأربعاء والخميس 25 و 26 أكتوبر 2023 بحضور عدد من الخبراء البحرينيين والخليجيين والعرب والمبتكرين من 30 دولة من بينهم أميركا وبريطانيا وأستراليا والصين وكندا وأفريقيا، أثنى الوزير على دور الجامعات البحرينية في تقديم الأبحاث المتقدمة في مجال التكنولوجيا، ما يؤكد التوجه نحو مستوى عال من التعليم يدعم التوجهات الوطنية في التنمية المستدامة وفق توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الموقر حفظه الله، ضمن خطط وطنية لجعل مملكة البحرين مركزًا رياديًّا، ومنه هذا المؤتمر بمشاركة متخصصين وباحثين يقدمون أوراق عمل مهمة للأساتذة الجامعيين والطلبة على حد سواء.


مئات الخدمات
ولفت الوزير إلى أن هذه التوجيهات أثمرت عن رقمنة مئات الخدمات الإلكترونية وإنشاء قنوات تواصل رقمي بين الوزارات والهيئات والأجهزة ومختلف المؤسسات في شبكة متقدمة تواكب الثورة الصناعية الرابعة، معربًا عن الاعتزاز بتقدم البحرين في هذا المجال الذي أسهم في تطوير وسائل التعليم ومن بينها تميز البحرين بجائزة اليونيسكو – الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في مجال التعليم، علاوة على النجاح في التحول نحو مدارس المستقبل الذكية، وكل ذلك، يسهم في إعداد الخريجين لسوق العمل مستقبلًا.


الأمن الرقمي
وفي حديثه مع عدد من الصحافيين والإعلاميين على هامش المؤتمر، عبّر الوزير عن سعادته بحضور هذا المؤتمر الذي يركّز على أمن المعلومات وطرق حمايتها بالإضافة إلى أبحاث الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، وهي موضوعات تمثل حجر الزاوية لأهمية الأمن الرقمي لجميع دول العالم، وهذا ما نراه من اهتمام كل الأنظمة بحقول المعلومات، وإن إشراك الكفاءات من مختلف دول العالم والمهتمين يمثل جانبًا مهمًّا يقدّم له مجلس التعليم العالي كل الدعم.


وزاد بقوله: “تحوي أوراق العمل موضوعات مهمة وهي تعتبر من الأبحاث المتقدمة في علوم التكنولوجيا، ونؤكد هنا على الدور الأساسي لجامعاتنا في استقطاب أفضل الخبرات في البحث العلمي، ولدينا 14 جامعة على رأسها جامعة البحرين وبوليتكنك البحرين وكلها تساهم في تقدم البرامج الأكاديمية والبحثية المتقدمة”.


عام كامل
وتطرّق رئيس جامعة البحرين للتكنولوجيا، حسن الملا، في كلمته إلى العمل مع نخبة من الباحثين والمتخصصين في تقديم رؤية جديدة تسهم في تحقيق نقلة تواكب العصر، وقال في تصريح لـ”البلاد” إن العمل في الترتيب لعقد هذا المؤتمر تطلّب عامًا كاملًا من العمل بدءًا من تشكيل اللجان مرورًا باستلام ودراسة أوراق العمل والأبحاث وترتيب عمل اللجان التنظيمية الفرعية، فهناك قرابة 160 ورقة عمل يبحثها المشاركون على مدى يومي الانعقاد، والموضوعات كلها غاية في الأهمية، بما تحويه من جهد بحثي في مجالات التكنولوجيا والهندسة وعلوم الكمبيوتر التطبيقية، أضف إلى ذلك دراسات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وكل جديد في هذا العلم.


فرصة ذهبية
وحول الأهمية التي يمثلها هذا المؤتمر بالنسبة للجامعات والأساتذة والطلبة والمتخصصين في البحرين، قال الملا: “منذ أن تبنّينا الهوية الجديدة للجامعة، ركّزنا على تخصصات وأبحاث التكنولوجيا، ولأن هذا المجتمع يجمع بين الهندسة وعلوم الحاسب الآلي وتطورات ثورة المعلومات، فمهم بالنسبة لنا تعزيز مكانة جامعتنا في ظل التسارع الكبير في استخدام التقنيات في جميع أوجه الحياة اليومية، وهذا يعني أن المؤتمر يمثل فرصة ذهبية بالتقاء الأكاديميين والمتخصصين وممثلي الشركات والقطاع الصناعي، من ناحية، يتباحثون ويتابعون الجديد، ومن ناحية أخرى، يكونون علاقات عمل طويلة المدى”.


شبكة تعاون
وأدارت الإعلامية سارة أبو الفتح الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي يمثل منصة فريدة للتواصل وعرض أحدث التطورات في المجالات الهندسية والحوسبة بما يشمله من فرصة التباحث بين الخبراء في صناعة التقنيات وعلوم هندسة الكمبيوتر، بحضور ما يزيد عن 300 خبير، وفي هذا المسار، أشار رئيس المؤتمر عميد كلية الهندسة بجامعة البحرين للتكنولوجيا، هشام محمود أحمد، إلى أن الإدارة الجديدة للجامعة فتحت المجال واسعًا للتعاون مع المنظمات والهيئات العالمية المتخصصة، وتستضيف وفق ذلك مؤتمرات بمشاركة خبراء وباحثين من مختلف دول العالم، لا سيما في تخصصات التكنولوجيا التي تهتم بها الجامعة، كما تشكّل شبكة تعاون لمنفعة الأساتذة والطلبة، وهذا المؤتمر سيعقد سنويًّا بشكل منتظم.
وقال أحمد: “اختيار موضوع المؤتمر: “تشكيل مستقبل التكنولوجيا من خلال الحوسبة الذكية والهندسية”، تطلب قرابة شهر من التباحث والتشاور ليتناسب مع الواقع والتوجهات العلمية في الوقت الحاضر، فالأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي تمثل موضوعات الساعة”، فيما لفتت رئيس اللجنة العلمية أنوباما بريسانت إلى أن النسخة الأولى من المؤتمر أثمرت عن تشكيل فريق عمل دائم من الباحثين يتولى وضع التصورات المستقبلية للأبحاث والدراسات التكنولوجية، ولهذا فأهمية المؤتمر تكمن في كونه يجمع خبراء ومتخصصين من مختلف دول العالم ليتبادلوا المعلومات والخبرات، ما يعني متابعة كل جديد في هذا العلم.


الجلسات العلمية
وعقدت جلسات بحثية شملت عناوين تمكين التكامل والتحسين لإنترنت الأشياء تحدث فيها المحاضر صالح اليحيى، ونظم اعتماد تقنيات صناعة سلسلة التوريد 4.0 تحدث فيها المحاضر صديق يوسف أمين، فيما تناول الخبير العالمي والمتحدث الرئيسي الفخري محمود شاه موضوع الحرب السيبرانية.. أساليب واستراتيجيات الدفاع الوطني، وتحدث المحاضر سيلفاكومار مانيكام عبر الإنترنت حول تحويل الأتمتة من أجل مستقبل أكثر ذكاءً، وتحدثت الباحثة في عبدالله حول موضوع المدن الذكية المستدامة في مملكة البحرين، والباحثة حنان البوفلاسة تناولت موضوع الحوسبة الذكية للطاقة المستدامة، وقدم المحاضر فاتح محمد مرعي موضوع اقتصاديات المعرفة والتعليم العالي، وتناول المحاضر أمين التاجر موضوع الذكاء الاصطناعي، وتناولت المحاضرة عائشة محمد موضوع “ما وراء الحدود.. احتضان شراكة الذكاء الاصطناعي في تعزيز الذكاء البشري”.