+A
A-

هل سيعيد مهرجان البحرين المسرحي (2) إلى قلوبنا الثقة والأمل؟

نترقب بشغف بعد أيام انطلاق مهرجان البحرين المسرحي الثاني بعد توقف طويل لظروف لا نريد الخوض في تفاصيلها، والسؤال الذي يحمل في طياته ضرورة بالغة الأهمية.

هل ستقدم مسارحنا الأهلية “ أوال، الصواري، البيادر، الريف، جلجامش” شيئا جديدا، وسترفض كل ما هو تقليدي مستهلك؟ وهل قامت بسد الثغرات والتناقضات التي شهدتها الدورة الأولى من المهرجان والتي تمثلت وبشكل واضح في طريقة تعامل بعض المخرجين مع النصوص من جهة، ومع الأطر البشرية الفنية المختلفة من ممثلين أو سينوغرافيا ومكياج من جهة أخرى.


تعامل المخرج يجب أن يحسم كل هذه القضايا ويقودها بحيث يوصل إلى الجمهور ما يريد أن يوصله المؤلف، مضافاً إليه الرؤية الإبداعية، وإعادة معايشة الخلق وإغنائه من قبل المخرج والأطر البشرية العاملة الأخرى، وأنا أرى في بعض الحالات يحاول بعض المخرجين الظهور على حساب النص، وعلى حساب القيم الأدبية في النص، ولا أتفق معهم على ذلك؛ لأنني عندما أتعامل مع المسرح، فإني أتعامل مع فكر وأدب ومع أديب أقدمه للناس، لكنني أقدمه بقدراتي الإبداعية التي قد تجعل من هذا العمل عملا متقنا فيه إبداع وقدرات على التوصيل ويجعله فعالاً أو أن أكون بكل بساطة قادراً على قتل النص؛ لأنني أردت استعراض عضلاتي على حساب المؤلف وفكره وأدبه، ولكن عندما يريد المخرج أن يغير أو يحرف، فإما أن يجري ذلك بالاتفاق مع المؤلف أو يكتب نصاً آخر، والمخرج الذي يرى أن وجوده يجب أن يبرز على حساب ماعداه، أي أنه حرفي ومهني، وقادر على التلاعب بتقنيات لا على إيصال حياة وإغنائها، في حين أن العمل المسرحي عمل متكامل بفكره وأدبه.


وكذلك يجب العناية بالممثل وأدائه، وجعله يسير ضمن خطوط الشخصية العامة التي اتفقتُ وإياه على رسمها. والتي لا تخرج عن إمكانيات الإبداع المتوافرة في الشخصية المسرحية التي رسمها المؤلف. والعناية بالممثل جزء مهمه جدا من العمل، وتوزيع الأدوار أساس في إنجاح العمل، وأنا ألاحظ في بعض الحالات أن الأدوار توزع على أسس أخوية، وهذا يضر بالمخرج من حيث لا يدري؛ لأن العمل يسقط وهو وحده يتحمل المسؤولية.


ختاما، نتمنى أن تكون عروض المهرجان شهادة طيبة للمسرح البحريني، وتعيد إلى قلوبنا الثقة والأمل بأن كنز المسرح تحرسه أيدي الفنانين القديرين؛ ليكون منارة للإشعاع الفني، ونموذجا مشرفا نعرضه أمام الضيوف والعالم.