+A
A-

د.عبدالجليل العشيري: "تخصصنا نادر.. وأطباء البحرين لا يتجاوزون الـ10"

التحدي لم يوقف الدكتور عبدالجليل العشيري عند أمراض الباطنية و لكن اتخذ خطوة مهمة لدراسة أمراض الدم و الأورام (للبالغين)، حيث يعتبر من أصعب التخصصات الطبية من حيث تطوره المستمر وحالاته التي تتطلب العلاجات الكيميائية وبين إعطاء المرضى الأمل في عيشهم حياة سعيدة، وفي حديث شيق مع الدكتور عن الأمراض الوراثية تطرق للكثير حول ذلك.

حدثنا عن دراستك لطب أمراض الدم و الأورام وما يتميز به عن باقي التخصصات الطبية؟

أمراض الدم والأورام فرع من التخصص في الأمراض الباطنية ويتميز بأنه واسع ومتجدد ومتطور وممارسته تحتاج الى متابعة مستمرة للبحوث والعلاجات الجديدة، حيث أن عدد الأطباء في البحرين لا يتجاوزون الـ10 أطباء، وعزى ذلك لسبب الإقبال الضعيف على دراسته.

من بين كل التخصصات، لماذا وقع اختيارك على هذا التخصص؟

وقع اختياري عليه بحكم عملي في مركز السلمانية الطبي حيث كان الإقبال عليه قليل وحيث أنني أريد أن أقدم خدمة للمرضى، فإنخرطت للعمل في هذا التخصص الصعب وحبي للتحدي قادني له ولست متأسف على دخولي فيه.

ماهي التحديات والصعوبات التي تواجه الطالب في هذا التخصص؟

من ضمن الصعوبات هي أن دراسة هذا التخصص تتطلب الصبر كالدراسة والعمل في نفس الوقت، وتكون في حالة من الضغط النفسي بين إعطاء العلاج والأمل للمريض وأهله وبين صعوبات العلاج ومضاعفات علاج الاورام الخبيثة الذي غالباً ما يكون كيميائياً وما يصل إليه حالة المريض من الإشراف على الموت والأمل من أن يمن الله على المريض بالإستجابة للعلاج والشفاء، واحياناً الدكتور يعرف حالة المريض بعدم الإستجابة للعلاج لصعوبة المرض او لوصوله لحالة متقدمة وأخذ القرار بالعلاج التلطيفي وهذا قرار صعب جداً عندما نتخذه.

ماهي أوجه الاختلاف بين العمل في القطاع الحكومي والقطاع الخاص؟

ممارسة العمل في القطاع الخاص يختلف تماما حيث أن علاج حالات الأورام مكلف جداً فقيمة الأدوية الكيماوية عالية الثمن وبالتالي أغلب المرضى لا يمكنهم تحملها، فنقوم بتحويلهم لمراكز الأورام الحكومية، ونقوم بعلاج حالات أمراض الدم الوراثية وأمراض الدم العامة كالسكلر وإرتفاع او إنخفاض خلايا الدم البيضاء أو الحمراء أو نقص أو إرتفاع الصفائح وكذلك أمراض الغدد الليمفاوية وغيرها، وهناك حالات يتم تحويلها لمركز أمراض الدم لعدم توفر الأدوية أو التحاليل التخصصية المتقدمة أو التشخيصية الغير متاحة في الطب الخاص "لإرتفاع تكاليفها".

لماذا تكثر العيادات التخصصية بمختلف مجالاتها في البحرين بينما لا نرى هذه الكثرة في مجال أمراض الدم و الاورام؟

التشخيص والعلاج والمتابعة مكلف نسبيا وشركات التأمين لا تغطي هذه النفقات خصوصاً في حالات الأورام والعلاج الكيميائي، لذلك يلجأ أغلب المرضى للمراكز الحكومية المتخصصة لتفادي التكاليف الباهضة، ولكن وجود الأطباء المتخصصين في الطب الخاص ويقومون بعملهم حسب الإمكانيات الموجودة وبالتنسيق مع الجهات الحكومية المختصة، ونأمل في المستقبل أن نرى عيادات متخصصة لعلاج هذه الحالات مستقبلا.

ماهي عوامل الإصابة بالأمراض الوراثية؟

الأمراض الوراثية تنشأ بوراثة المرض من أحد الوالدين، مثلا مريض السكلر يرث المرض من أبوين حاملين أو مصابين بالمرض فيولد طفل مصاب، وهناك أمراض تُوَرث إذا كانت صفة متنحية وغالبة من أحد الأبوين وهي نادرة في بعض اختلالات تجلط الصفائح الدموية أو هموفيليا الدم، حيث يرث الطفل الذكر المرض من الأم الحاملة للمرض وليس عندها أعراض والتي هي بدورها ورثته من أبيها المصاب بمرض الهيموفيليا.

ما هو أبرز مرض وراثي إنتشارا في مملكة البحرين؟

ابرز مرض وراثي هو فقر الدم المنجلي "السكلر".

ماهو سبب إنتشار مرض السكلر؟

السبب معروف وهو الزواج بين حاملي أو المصابين بالمرض، فينتج عنه ولادات لأطفال مصابين رغم عمل فحص ما قبل الزواج وتوصية الأطباء في المراكز الصحية بعد معاينة التحاليل وإرجاعهم إلى قسم أمراض الدم الوراثية وإصرارهم  للأسف لإتمام الزواج رغم كل الظروف والتوصيات.

هل ترى أن التشريعات والقوانين في مملكة البحرين ساهمت في حصر الإصابات بأمراض الدم الوراثية؟

نعم هناك انخفاض في مستوى الإصابة بالمرض مقارنة بحقبة الثمانينات حيث معدل الاصابة 4.8%؜ إلى اقل من 1%؜ حاليا.

ما دور وزارة الصحة في خفض مستوى الاصابات؟

دور وزارة الصحة دور فاعل وبناء بتبنيها فحص الطلاب في المرحلة الثانوية وكان بمبادرة من الدكتورة شيخة العريض وآتت أكلها بانخفاض الإصابات، وكذلك تبني الحكومة الموقرة فحص ما قبل الزواج المتضمن فحص فقر الدم المنجلي له دور فعال في انخفاض نسبة الحالات.

ما دور المجتمع للحد من هذه الأمراض؟

حيث أن وزارة تبنت الفحص المدرسي وفحص ما قبل الزواج فالمطلوب من المجتمع أن يعمل بتوصيات الأطباء لتفادي ولادات مصابة بالأمراض، وللأمانة العلمية أغلب أفراد المجتمع يعمل بالتوصيات ودليل ذلك هو نزول معدل الاصابة بمرض السكلر في السنوات الأخيرة و نرجو مواصلة رفع وتيرة الوعي وتوعية العوائل من أخطار الأمراض وتجنب مسبباتها كزواج الأقارب، فدوره مهم للحد من الطفرات النادرة واتباع شروط و قوانين وزارة الصحة.

ما دورك  في نشر الوعي المجتمعي حول امراض الدم؟

كانت لنا عدة أدوار كعمل محاضرات عامة حول مرض السكلر وتوعية المرضى وأهاليهم حول  التعامل مع الامراض الوراثية، و الإرشاد لفحص ما قبل الزواج وأنا شخصيا كان لي دور في إيقاف زيجات لحاملي المرض من إتمام الزواج.

ماهي الأعراض الحادة الملازمة لمرضى السكلر وكيف يمكن تخفيفها؟

نوبة الآلام الحادة هي الأكثر شيوعا:

  • نوبة انحلال وتكسر الدم حيث يحصل انحلال لكريات الدم الحمراء فيهبط مستوى الهيموجلوبين بشكل حاد إما نتيجة للإصابة بالتهاب فيروسي حاد أو نتيجة حبس الدم في الطحال أو الكبد وتعالج بنقل الدم.
  • متلازمة الصدر نتيجة إلتهابات في الرئة أو وجود جلطات صغيرة في الشعيرات الدموية في الرئة.
  • جلطات في المخ والجهاز العصبي مما يسبب إعاقات إذا لم تشخص وتعالج بسرعة وبصورة صحيحة.
  • جلطات الرئة وهي خطيرة وأحد أسباب الوفاة للمرضى اذ لم تُشخص وتعالج بشكل مباشر.
  • حالات النزيف في المخ أو أي جهاز آخر كالجهاز الهضمي وهي حالات خطيرة  إذا لم تعالج بشكل سريع وربما يصل إلى حد التدخل الجراحي.
  • الإلتهابات خصوصاً إلتهاب الجهاز التنفسي حيث أن مناعة مرضى فقر الدم المنجلي أقل من الطبيعي.

كم نسبة حدوث الأعراض الجانبية للمصابين؟

من الأعراض هو تآكل المفاصل خصوصاً مفصل الحوض ويعاني منه أغلب المرضى فيخضعون لعملية تبديله حسب تشخيص الطبيب وهي متوفرة في مركز السلمانية الطبي ويوجد عند أطبائنا البحرينيين خبرة ممتازة لهذه العملية.

زراعة النخاع من أحدث العلاجات لمرضى السكلر.. مارأيك فيه؟

زراعة النخاع هو علاج جذري للمرض ولا يُعمل به إلا لحالات معينة مثل النوبات الكثيرة وذلك حسب نوعية المرض التي يحددها الطبيب المعالج، ووجود مضاعفات وذلك لأسباب منها: مضاعفات ما بعد الزراعة أو نسبة الوفاة اثناء الزراعة ولكنها الآن قلت بسبب التقنية المتطورة، ونسبة النجاح تختلف من مركز لمركز ولايوجد نسبة 100%.

ما الخطة العلاجية التي وضعتها وزارة الصحة لتقليل نوبات السكلر؟

الإستفادة من الأدوية مثل الهيدروكسي يوريا وهذا الدواء يقلل النوبات بصورة كبيرة وحديثا تم جلب عقار (L-glutamine) لنفس الغرض خصوصا للمرضى الذين لديهم مشاكل مع الهيدروكسي يوريا.

هل هناك تجاوب من المصابين مع مركز السكلر في المتابعة والوقاية من المرض؟

نعم هناك تجاوب جيد من المرضى بشكل عام.

العلاج الوهمي "البلاسيبو" هل يستخدم في تقليل نوبات السكلر؟

العلاج بالبلاسيبو لا يوجد له دور ويُعتبر غير أخلاقي فأنا كطبيب اُصدق المريض حتى وإن كان يتمارض ولا أسمح لنفسي باتهام المريض وأعالج المريض طبق البرتوكول الخاص، وماذا لو كان المريض حقا مريض وكان صادقا واعطي له دواء وهمي ودخل في مضاعفات فمن المسؤول في هذه الحالة عموما لم يُستخدم ولم يُجرب عندنا هذا النوع من العلاج.

المصابين بالسكلر معرضون للمشاكل النفسية في المجتمع فما دورنا لاحتوائهم و التعايش معهم؟

أولاً احتوائهم ومعاملتهم بشكل طبيعي فليس كل مريض هو من يستخدم الأبر وكثير من المصابين لم يذهب في حياته للمركز الصحي ،إذ من الممكن للمريض أن يعيش حياة طبيعية ويمارس نشاطه بفعالية منها الرياضة والعمل التطوعي والاجتماعي. ثانيا : عدم إتهام المرضى بأوصاف غير لائقة بل التشجيع الدائم والمستمر لهم.

هل يؤدي العلاج المتكرر المقدم للمصابين بنوبات السكلر إلى الإدمان عليه؟

العلاج الناجح لايؤدي إلى الإدمان لأنه يعالج حالة مرضية وحادة ومع التكرار يحصل نوع من التعود والاعتماد على الأدوية وربما يكون من غير قصد  ولذلك ننصح المريض بعدم الإسراف في التعاطي مع الأدوية واتباع تعاليم الأطباء.

نصيحة لمرضى السكلر مع تقلبات الطقس في مملكة البحرين

  • لبس الملابس المناسبة سواء في الشتاء أو الصيف
  • أخذ التطعيمات الموصى بها خصوصاً الانفلونزا الموسمية وفصل الخريف هو وقت أخذ التطعيم
  • تناول السوائل المناسبة للفصول ففي الصيف الإكثار من الماء وفي الشتاء عدم إهمال شرب السوائل وتجنب السوائل الباردة وشرب السوائل الساخنة
  • مراجعة الطبيب وعدم التأخير والمماطلة في حال المرض خصوصاً عند إرتفاع درجة الحرارة