+A
A-

15 سنة بدلاً من المؤبد لقاتل شقيقه طعنًا بالسيف

قبلت المحكمة صباح اليوم الاثنين طلب الاستئناف الذي قدمه "قاتل شقيقه طعناً بالسيف" بسبب خلاف حاد دار بينه وبين شقيقه وأسفر عن وفاة الشقيق طعناً مقر الحادثة، وقضت بتخفيف حكمها السابق على المستأنف وتغير الحكم من السجن المؤبد إلى السجن 15 سنة، وقالت المحكمة في حيثيات حُكمها بعدم توافر حالة الدفاع الشرعي في حق المستأنف بان تجاوز المستأنف حدود حق الدفاع الشرعي الا ان الدفاع كان بنية سلمية لذا قدرت المحكمة ظروف الدعوى وقضت بتخفيف العقوبة.

وتشير التفاصيل إلى قدوم المجني عليه (المقتول) إلى منزل والده الذي لا يقيم فيه، بعد قضاء فترة 3 سنوات في السجن بقضية تتعلق بتعاطي المواد المخدرة، وهو في حالة غضب للانتقام من أخيه (المتهم القاتل) الذي رفض دفع كفالة خروجه من السجن، وفور وصول المقتول توجه إلى المطبخ وأخذ سكيناً وخبأها خلف ظهره، تمهيداً لتنفيذ جريمته الانتقامية، وخرج بها خارج المنزل لطعن شقيقه القاتل، والذي بدوره دافع عن نفسه مستخدما سيفا مخبأ في سيارته، ووجه الشقيق القاتل له من خلال السيف عدة طعنات أدت لوفاته على الفور.

وقال القاتل لدى تمثيله أمام محكمة الاستئناف في جلسة سابقة بأنه لم يكن ينوي قتل المجني عليه، حتى انه لم يكن يريد الالتقاء به عندما تم إخلاء سبيله من السجن، وأن الشجار الذي دار بينهما كان بسبب موضوع يتعلق بامتناع القاتل عن دفع كفالة المجني عليه عندما كان مسجونا، وأن السيف الذي استخدمه في مسرح الجريمة كان المراد منه تخويف المجني عليه (المقتول) فقط، وجعله يتراجع ويرمي السكين الذي بيده، إلا انه تفاجأ بعناد المجني عليه الذي قال للقاتل “يا أنا يا أنت في هذه العائلة”، وعلى أثر ذلك حاول القاتل الابتعاد عن المجني عليه إلا أن الأخير لحق به وأدى ذلك لتعرض القاتل لأعراض الدوران والرجفة كونه لم يسبق له الشجار مع أحد، وكان يعرف نية المجني عليه بأنه سيقتله كونه معتادا على الشجار باستخدام الأدوات الحادة، لذا أقدم بدوره على ضربه بالسيف عندما اقترب منه المجني عليه بشكل هستيري دفاعا عن حياته، مشيرا إلى أن أخاه المجني عليه صاحب أسبقيات، ودائما ما يطلب منه الأموال منه لشراء المخدرات والكحول وينفعل في حال التخلف عن ذلك، وسبق أن تم ضبطه في عدة قضايا، وكان هو من يسدد مبالغ الكفالات المالية لها.

وأضاف القاتل، أنه وعلى الرغم من المشاكل التي بينهما، إلا أنه كان يحرص على إعطاء شقيقه المجني عليه مبلغا ماليا شهريا خلال تواجده في السجن لشراء الحاجيات، ولكنه أخبر شقيقه بأنه لا يستطيع تحمل دفع تكلفة كفالة السجن الأخيرة، نظرا لتوفير المال لعلاج والدته، إلا أن المجني عليه أصر على ذلك وهدده بقوله “بطلع عينك وبشق بطنك”، إلى جانب قيامه باستفزاز والدته، ودافع المتهم عن نفسه قائلا بأنه يمتلك سجلا نظيفا، وليس لديه وقت لافتعال المشاجرات؛ كونه شخصا غير متهور مثل أخيه، وحريصا على إدارة ممتلكات الدولة بكل إخلاص، وأفنى حياته في صعود سلم النجاح، ويمتلك عدة شهادات، كما أنه يعمل في كبرى الشركات، ويشرف على قرابة 80 موظفا، ولم يقم أي شخص بالشكوى منه.

وقال محامي القاتل في جلسة سابقة إن الجريمة التي ارتكبها القاتل تعد حالة دفاع شرعي، إذ إنه لو كان يعتزم نية القتل لكان أعد لها مسبقا، ولكنه امتنع حتى عن رؤية شقيقه بعد الإفراج عنه، مشيرا إلى أن هناك حالتين للدفاع عن النفس، وهما إذا واجه المدافع خطرا عليه لأسباب مجهولة داخلية، او في حال تعذر عليه التوجه للسلطات العامة لانتفاء الخطر في الوقت المحدد.