+A
A-

ابتكار بحريني يحظى بإشادة عالمية.. مهندس فضاء يبدع في صناعة الهياكل الميكانيكية

تستمر الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في تشجيع منتسبيها على نشر الأبحاث العلمية في أبرز المؤتمرات الدولية والمجلات العلمية المرموقة حرصاً منها على الريادة في البحث العلمي والابتكار في مجال علوم الفضاء، ونتيجةً لهذه الجهود شارك مهندس الفضاء يعقوب خالد في "المؤتمر الدولي لتقنيات اللدونة الفيزيائية للمواد" في دورته الرابعة عشر والذي انعقد في مدينة كان الفرنسية، وهو يعد من المؤتمرات التي تتميز بدقة الانتقاء للأوراق البحثية.  

تمحورت مشاركة المهندس يعقوب حول اختبار لتصميم فريد من نوعه لهياكل الأقمار الصناعية المكعبة والذي يتم تنفيذه للمرة الأولى في العالم بحسب المصادر العلمية المفتوحة، حيث تم تصميم الهيكل باستخدام تقنية التشكيل فائق اللدونة والمعرفة بـ "Superplastic forming" التي تستخدم بشكل كبير في الصناعة وتحديداً صناعة الطائرات. وتصنف هذه التقنية من التقنيات الاقتصادية حيث انها تساهم في تقليل كتلة هياكل الأقمار الصناعية مما يساهم في تقليل تكلفة الإطلاق، وأيضاً في تقليل الوقت والجهد اللازمين لصناعة الهياكل، وتقلل كذلك من عدد القطع اللازمة لتجميع الهيكل. وقد أثبتت نتائج التحليلات الميكانيكية لهذا الهيكل قدرته على تحمل بيئة الفضاء القاسية من خلال اختبارات الاهتزاز حيث بلغت قدرة تحمل الهيكل المبتكر لمختلف انواع الاهتزاز ما يزيد على 40% مقارنة بالهياكل المتوفرة في الأسواق والتي يتم صناعتها باستخدام الألمنيوم. 

حول هذا الإنجاز المتميز صرح مهندس الفضاء يعقوب خالد قائلاً: "بداية أتوجه بالشكر الجزيل للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء على دعمها وتحفيزها لنا للمشاركة في مختلف المؤتمرات العالمية وإيمانها بأهمية البحث العلمي والابتكار. فقد فتحت لي مشاركتي في هذا المؤتمر العديد من الآفاق لمزيد من الأبحاث العلمية والأفكار المبتكرة وذلك من خلال النقاش مع الخبراء والمختصين في هذا المجال الواعد وتبادل الخبرات والمعرفة".

وأضاف، إن هياكل الأقمار الصناعية المصغرة تواجه تحديات عديدة ومن أبرزها التوافق بين خفة وزن المادة وصلابتها وتكلفتها، ناهيك عن قدرتها على الاحتراق والتحلل عند دخولها للغلاف الجوي. ولذلك فإن استخدام تقنيات صناعية مختلف لتصنيع هياكل الأقمار الصناعية بتكلفة ووزن أقل وصلابة أكثر يحظى بالكثير من الاهتمام من قبل المختصين والعلماء في هذا المجال لما له من أبعاد اقتصادية وتقنية.

وانني فخور كوني ساهمت في ابراز أسم مملكة البحرين من خلال ظم هذا الابتكار إلى الجهود الدولية في هذا المجال، كما انني سعيد جدا بأن تحظى هذه الورقة البحثية على اهتمام واعجاب الخبراء في هذا المؤتمر، حيث أثنوا على جهود الهيئة ودعمها للابتكار في مجال الفضاء رغم حداثتها".