العدد 5496
الأربعاء 01 نوفمبر 2023
banner
الشورى في سلطنة عمان وطريق التغيير
الأربعاء 01 نوفمبر 2023

بتطبيق "انتخب" الإلكتروني للهواتف الذكية خطت سلطنة عمان خطوة للأمام في العملية الانتخابية التي جرت يوم الأحد الماضي في انتخابات مجلس الشورى العماني في دورته العاشرة من خلال تبسيط الإجراءات بدون ورق أو صناديق أو تجمعات، وهي نقلة نوعية غير مسبوقة في المنطقة والعالم.

وهذه الخدمة رفعت نسبة المشاركة في الانتخابات لحوالي 65 في المئة مقارنة بـ 49 % في الدورة الماضية التاسعة، لكن خسرت الوجوه النسائية مقاعدها في هذه الدورة، رغم وجود 32 مرشحة من بين 843 مرشحا، لتخسر مقعدين كانت قد حققتهما في الدورة السابقة. وأعلنت النتائج واعتمدت من قبل معالي وزير الداخلية رئيس اللجنة ونشرت الأسماء والصور في وسائل الإعلام المختلفة لـ 90 فائزا معظمهم من الوجوه الجديدة، وأتاح التطبيق لجميع الناخبين البالغ عددهم أكثر من 753 ألفا اختيار مرشحيهم بكل يسر وسهولة.

فالنتائج أظهرت أن العمانيين يتطلعون لمجلس شورى (المنتخب) أكثر فاعلية وحيوية ليشكل مع مجلس الدولة (المعين) نقلة في العمل التشريعي خلال المرحلة القادمة، ويكون مختلفا عن المجالس السابقة من جميع النواحي، فالناخب العماني قال كلمته بكل أمانة، وغدا يتطلع لرؤية من انتخبه ممثلا له يقول كلمته في المجلس الجديد بكل شفافية وأمانة وصدق، بعد أن طرأت على المنظومة الانتخابية برمتها تغيرات، وهذا ما تجسد في تطبيق (انتخب) الذي أتاح لذوي الإعاقة البصرية (المكفوفين) أيضا وغيرهم المشاركة في عملية التصويت هذه المرة.

لذا فقوة المجلس تنبع من أعضائه الـ 90، لاسيما أن الصلاحيات التي يتمتع بها المجلس تُتيح له العديد من الأدوات الرقابية والتشريعية، والعمل الوطني يتطلب من جميع الأعضاء الفائزين طرح الحلول غير التقليدية، من أجل أن تنعم سلطنة عُمان بمزيد من الرخاء والنماء والاستقرار في مختلف المجالات والتعبير عن قضايا تهم المجتمع وتؤثر على استقراره الاجتماعي والاقتصادي والصحي والمالي.

وعلى الرغم من أن الحركة النيابية في سلطنة عُمان بدأت مبكرا في عام 1976 مع إنشاء المجالس التخصصية، إلا أننا مازلنا نتطلع لرؤية مجلس الشورى في دورته العاشرة أكثر فاعلية ومشاركة وإنجازات مع الحكومة من أجل تحقيق الأهداف الوطنية في رؤية عمان الجديدة 2040، والتفاعل الديمقراطي الحر وحرية التعبير التي تعد مسؤولية وطنية علينا جميعا المساهمة فيها بإيجابية بعيدا عن حالة التجاذب والشد والكراهية والتعصب.

ومن أجل إنجاح العملية الانتخابية، وفرت الدولة كل الإمكانيات وعملت عبر وسائل الإعلام المختلفة لبناء وعي متقدم لاختيار الأعضاء الأكفاء وهذا ما اتضح جليا في فوز 61 عضوا جديدا بالعضوية في مشاركة وحضور قوي للناخبين وبنسبة عالية فاقت كل التصورات.

فالوجوه الجديدة والتغيير في الأعضاء رسائل مهمة بأن المواطن يتطلع خلال المرحلة المقبلة من العضو الفائز لتفعيل الأدوات البرلمانية التي كفلها القانون واللوائح الداخلية للمجلس، وتحقيق الهدف من اختيارهم، وأن يكون لهم تأثير كبير على مختلف الأصعدة.

ومع ذلك خسرنا وجوها تستحق البقاء، وفازت وجوه تستحق الفوز، ونتطلع أن تكون الانتخابات الداخلية لاختيار رئيس المجلس لاحقا ونوابه ومكتب المجلس ولجانه محققة لتطلعات الشارع العماني، برؤية وجوه تساهم بفاعلية لمستقبل أفضل لعمان، والعمل على صنع القرارات الاستراتيجية وتحقيق الإصلاح والتنمية المستدامة، وأن يكونوا عونا حقيقيا للحكومة والدولة خلال السنوات الأربع القادمة.. والله من وراء القصد.

كاتب عماني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .