+A
A-

بالفيديو: الحواج صادق المخلوق: لدي دواء لكل داء.. ومهنة الحواجة ليست خرافة

ما زال الطب الشعبي يفرض هيبته رغم تراجع الطلب عليه، حيث يعتبر العم صادق عبدالكريم مخلوق المعروف بـ “أبوكريم” آخر وريث لهذه المهنة في محيط عائلته. 
ويمارس أبوكريم مهنة “الحواجة” (العطارة) لأكثر من 50 سنة، حيث ورثها من والده وأجداده وما زال يمارسها مع إخوانه إلى يومنا هذا.
 وكان لكاميرا “البلاد” زيارة خاطفة للحواج أبوكريم الذي روى حكايته في سوق المنامة القديم، ليستعيد شريط ذكرياته في “زمن الطيبين” الذي قضى من خلالها طفولته بين المقاهي العتيقة وسوق الغنم وسوق الأربعاء.
 وقال أبوكريم إن “التداوي بالأعشاب يعتبر من أهم المهن القديمة التي ما زالت حاضرة في زمننا الحالي رغم العولمة وتطور الطب”، معتبرًا أن الطبيعة والأعشاب لها القدرة على ما أسماه بـ “البركة العلاجية” على الإنسان مهما كانت معاناته وأمراضه، لافتًا إلى أن أجداده كانوا حريصين على نقل هذه الثقافة عبر الأجيال والأزمنة قبل أكثر من 70 سنة.
وأضاف أبوكريم أن الفطرة والفطانة لعبتا دورًا هامًّا في شخصيات أجداده من خلال ابتكار علاجات شعبية نادرة ومفعولها غير ضار على المدى البعيد، كما أشار إلى أنهم طوّروا مهنة الحواجة من خلال التجارة القديمة بين البحرين والدول الأخرى وجلب البضائع عبر البحار، كما أنهم استمدّوا العلم والمعرفة من الطب الإغريقي اليوناني النابض بالحياة ويطلق عليه في الهند العلاج الأيورفيدي والذي يقدّر عمر وجوده في الأرض لأكثر من 5000 سنة. 


في السياق ذاته، أشار أبوكريم إلى الزمن الجميل قبل ظهور المستشفيات وتطور الطب والعلم، حيث كان الإقبال شديدًا من قبل الزبائن والمرضى على التداوي بالأعشاب، لافتًا إلى أن التداوي بالأعشاب ليست خرافة كما يظن البعض من الجهلاء في هذا العلم.
وأضاف أبوكريم أن ما يؤسف له اليوم “حال الشباب من الجيل الحالي لا يستهويهم هذا العلم ولم يعد يغريهم الإبحار في عمق الحواجة أو العطارة”.
وأردف أبوكريم أن “التداوي بالأعشاب ليس موسميًّا بل متوفرًا على مدار السنة، ومن أكثر الأعشاب التي يتزايد عليها الإقبال (الزعتر) و(الفوطن) وورق الجوافة لعلاج نزلات البرد وتدفئة الأحبال الصوتية، كما أن (المرّة) و(الشبه) و(السويدة) و(الحرمل) لتبخير وتطهير البيوت من الشياطين والعين والسحر”. 
وأضاف أن “الشباب من الجيل الحديث لا يؤمنون بهذه العلاجات”، لكنه قال إن التركيبات العلاجية ما زالت تفرض حضورها في الأسواق الشعبية للتداوي، والتي يكثر الإقبال عليها من قبل النساء لتنظيم الدورة الشهرية وتكيّس المبايض وتنظيم الهرمونات وعلاجات الديسك بأنواعه، ومن أكثر المراهم إقبالًا ومبيعًا “ودج الركاب” والذي يتكون من شحوم رقبة الجمل، حيث يتم تسخينه ويتم دهن الجسم به وهو مفيد جدًّا للكسور وآلام المفاصل. 
وقال إن الحنظل متعدد الاستخدامات مفيد لعلاج الروماتيزم والمفاصل وللربو ولتخفيف الكوليسترول. ذكر أيضا أن الأعشاب كانت متوفرة بكثرة في الأراضي البريّة بمملكة البحرين حيث الأمطار كانت تغمر الأرض بخيراتها عكس اليوم.