+A
A-

بدايتي في عالم الخياطة بـ“سلفة” 500 دينار من صديق

تجارة الملابس بالجملة من خلال الأسواق المتنقلة تشكّل هاجسًا للشباب بين مخاوف الربح والخسارة، ومن هؤلاء الشباب الطموحين مثال حيّ يحتذى بهِ.


حسن علي شاب بحريني طموح انطلق في عالم التجارة بعمر صغير من خلال “الفرشات الشعبية” والأسواق المتنقلة حيث كان يشتري بضاعته من أسواق المنامة الشعبية ويبيعها بأسعار زهيدة، محاولًا من خلال ذلك الاستمتاع بالتجارة المبكرة واكتساب الخبرة.


ولكن خلال 18 سنة افتتح حسن مشغله الخاص الذي يضم 62 عامل خياطة وينتج آلاف القطع من الملابس والتي تتميز بألوان رائعة وجودة عالية يبيعها بالجملة والمفرد في مملكة البحرين ودول الخليج.


 ورغم الانتقادات التي وجِّهت إليه على أساس أن هذه الهواية مقتصرة على النساء فقط، إلا أنه واجه التحديات بإثبات نجاحه وإصراره على تحقيق طموحاته وليؤكد للعالم أن تجارة الملابس النسائية والتصميم هواية ومهنة ليست حكرًا على النساء.


كاميرا “البلاد” التقت الشاب حسن في معرضه الشعبي بمنطقة كرباباد والذي أكد أن النجاح لا يأتي بسهولة، فالطموحات العالية لا سقف لها، ساردًا لـ “البلاد” قصة بداياته حين أخذ “سلفة” من أحد معارفه بقيمة 500 دينار ومن خلالها انطلق نحو عالم الخياطة والتجارة لتلبية احتياجات المرأة.


ومن أهم النصائح التي لم ينسَها حسن وطبّقها على أرض الواقع والتي سمعها من أحد العابرين في أحد الأيام خلال إحدى سفراته العملية حين قال له “الي تييبه سوّه” أي بما معناه لا تسافر من أجل شراء بضاعة من خارج مملكة البحرين لتبيعها على المواطنين عليك أن تسعى لتصنيعها، مضيفًا أن الدافع من وراء النصيحة العابرة جعله يحققها حيث قام بتصنيع وإنتاج القطع وتوريدها بالجملة داخل وخارج مملكة البحرين.


وأوضح أن أسعار بضاعته متواضعة وتناسب جيوب المواطنين من فئة ذوي الدخل المحدود والمتوسط، إذ تبدأ من 500 فلس وأغلى قطعة 15 دينارًا، مؤكدًا أن سعادته يستمدها من محبة الناس له معتبرًا إياها أبرز مكاسبه الحقيقية، لافتًا إلى أنه لا ينسى فضل الأمهات اللواتي وقفن بجانبه منذ اليوم الأول.


وأكد حسن أن مواقع التواصل الاجتماعي قرّبته من الناس حيث استطاع أن يجذبهم بطريقته التسويقية العفوية والبسيطة.


وعلى ذات الصعيد، قال حسن “ما يحك ظهري إلا ظفري” قاصدًا أنه يعتمد كليًّا على نفسه في إدارة مشروعه، مشيرًا إلى أنه كبحريني يتعامل بكل مودة وطيبة مع الزبائن مما يمنحهم الشعور بالرضا والسعادة.


وأكد أنه يسخّر طاقته وقوته البدنية والفكرية في التركيز على أهدافه والإيمان بعمله، لافتًا إلى أن أعداء النجاح ليسوا إلا فقاعات لا أثر لها، وهم مجرد قطّاع طرق ومن الخطأ أن نستسلم لهم، بل إن حسن اعتبرهم وقودًا لتفوقه واستمراريته وثباته في المجال، مبينًا في ختام كلامه أن الانتقادات الهدّامة والتعليقات السلبية تدفعه للأمام.