+A
A-

« أَبُو عِيْسَى إذَا مَـا قَـالَ أوفَى» - قصيدة -

قصيدة مهداة إلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه. 

« أَبُو عِيْسَى إذَا مَـا قَـالَ أوفَى»

هَـزَارٌ فَـوقَ غُصْنِ الحُبِّ  مَـالَا
وَ غَـرَّدَ  مُنْشِدَاً  لَـحْـنَـاً  جَـمِيْـلَا
وَ تَغْرِيدُ  الهـَـزَارِ نَمَـا   لِسَمْعِي
فَـأَطْرَبَنِي وَ عَـاطِفَتِي  اسْتَـمَـالَا
تَـوَافَقَ قَـولُـهُ مَـعَ  قَـولِ  قَـلْـبِي
لِأَنَّ  القَـلبَ  مِـثْلَ  الطَّـيْرِ  قَـالَا
أُحِـبُّكِ يَـا بِـلَادِي لَسْتُ  أَرْضَى
عَـنِ البَحْـرَينِ فِي الدُّنْيَـا   بَدِيْـلَا
أُحُـبُّـكِ يَـا  بِلَادِي  مِـلءَ  قَـلْبِي
فَحُـبُّـكِ فِي الفُـوُادِ  غَـدَا  نَـزِيْـلَا
قَضَيْتُ العُمْرَ فِيْهَا فَهْيَ عُمْرِي
سَنِيْـنَـاً قَـدْ  قَضَيتُ بِهَـا  طِـوَالَا
وَ في البَحْرَينِ يَحْلُـو كُلُّ  شَيءٍ
تَعَوَّدَتِ العُـيُـونُ  تَـرَى الجَمَـالَا
أُحَـيِّي فِي بِـلَادِي خَـيرَ  شَعْـبٍ
أَبَى  لِلمَـجْـدِ    إِلَّا   أَنْ   يَـنَـالَا
شَكَرتُ  اللهَ    نِعْـمَـتَهُ   عَـلَيْنَـا
فَلِلبَحْرينِ قَـدْ   وَهَـبَ  الـرِّجَالَا
بِهَـا  سَارُوا  إِلَى  أُفُـقٍ  رَفِـيْـعٍ
عَلَا صَرْحٌ بِـأَرْضِي لَـنْ يُطَـالَا
وَ  رَائِـدُهُمْ  بِهَـذَا  الـدَّربِ  قُطْبٌ
 وَ مَا عَـرَفَتْ خُـطَاهُ  المُستَحِيْلَاَ
أَبَا عِـيْسَى  عَنَـيْتُـكَ  يَـا  أَمِـيْرَاً
 تَـفَـرَّغْ  لِلبِنَـاءِ  وَ  فِـيْـهِ صَـالَا
فَسَلـمَـانٌ  لَـهُ  العَـلـيَـاءُ   بَـيْتٌ
فَـفِي مَـا  يَبْتَـغِي  نَشَدَ  الكَمَـالَا
لِمَنْ طَلَبَ النَّجَاحَ وَ رَامَ  مَجْـدَاً
فَـإِنَّ  المَجْـدَ   سَاحَـتُـهُ  سِجَـالَا
أَبَـو عِيْسَى  حَـبَـاهُ  اللهُ   فِـكْـرَاً
وَ نُـورُ الفِكْـرِ مِنْهُ قَـدِ  اسْتَطَالَا
لَـذَا  فَـتَرَاهُ  يَسْمَـعُ   كُـلَّ  رَأيٍ
يُحِبُّ الصِّدْقَ لَا يَرضَى الجِدَالَا
سِلَاحُـكَ أَنْتَ يَـا سَلمَـانُ  عَـزْمٌ
وَ بَـأْسٌ قَـدْ أَلَنْـتَ  بِـهِ  الجِـبَـالَا
فَمَـا  لَانَتْ عَـزِيْمَتُكُـمْ , غَـلَـبْتُـم
بِهَـا العَـقَـبَاتِ  لَو  كَانَتْ  ثِقَـالَا
أَبَـو عِيْسَى  إذَا  مَـا قَـالَ  أوفَى
وَ  بَينَ الـنَّاسِ أَصْدَقُهُـمْ  مَقَـالَا
فَنِعْـمَ القَـولُ, نِـعْـمَ الفِـعْلُ مِنْكُمْ
تُتَـرْجِـمُ مَـا  تَـقُـولُ لَـنَـا فِـعَـالَا
وَ إِنْ  رُمْـتُمْ  بِدَربِكَ  نَيْـلَ أَمْـرٍ
تُثَـابِرُ  جَـاهِــدَاً  حَـتَّى   تَـنَـالَا
بِتَصْمِـيْمٍ أَبَـا عِـيْسَى  وَ عَــزْمٍ
سَنَمْضِي  لِلمَـعَالِي كَي  نَطَـالَا
وَ نَحْنُ لَكُـمْ أَبَـا عِـيْسَى جُـنُـودٌ
نُطِيْعُ لَكُمْ  وَ لا نَخْشَى  النِّـزَالَا
وَ عِنْدَكَ نَعْقِـدُ الرَّايَـاتِ طَوعَـاً
وَ لا نَخْشَى إذا  لَـزِمَ  الـقِـتَـالَا
سَتَلـْقَى فِي  سَوَاعِـدِنَـا  سُيُوفَـاً 
مُهَـنَّـدَةً  وَ  لَا  تَـنْـبُـو  صِقَـالا
أَبَـا عِـيْسَى فَـنَحْـنُ لَكُـمْ  مَـعِيْنٌ
مَتَى شِئْـتُـمْ فَـخُـذْ مِنْهُ  الـزُّلَالَا
وَ إنَّـا يَـا  أَبَـا  عِـيْسَى  لَشَعْـبٌ
يَبِيْعُ الـرُّوحَ رُخْـصَـاً وَ العِيَـالَا
فَسِرْ سَلْمَـانُ  دَرْبَ المَجْـدِ  إِنَّـا
لَكُمْ  سَنْـدٌ  فَـكُنْ  أَنْتَ  الدَّلِيْـلَا
فَـأَنْتَ  لَـنَـا  أَبَـا عِـيْسَى مِـثَـالٌ
فَلَـيْسَ نَضِـلُّ إِنْ  كُـنْتُـمْ  مِثَـالَا
تَسِيْرُ  بِـنَـا  إِلَى  أُفُـقٍ   بَـعِـيْـدٍ
نَـرَى فِـيْـهِ الكَرَامَـةَ وَ الجَـلَالَا
فَلَا نَخْشَى الظَّلَامَ وَ أَنْتَ  فِيْنَـا
لِأَنَّ الشَّمْسَ  تِشْرِقُ لا  مُحَـالَا
إذَا مَـا الشَّمْسُ صَارَ لَهَـا  أوَارٌ
تَصِـيرُ لَـنَـا بَسَورَتِـهَـا الظِـلَالَا
فَـأَنْـتَ لَـنَـا  وَ لِلبَـحْـرَينِ  فَخْـرٌ
أَنَـرْتَ لَـنَـا  إِلَى  غَـدٍ  السَّبِـيْـلَا
سَيَعْلـُو فِي الشُّعُـوبِ لَهَـا مَقَـامٌ
لَأَنَّ  الـعِـزَّ كَـانَ  بِهَـا  أَصِـيْلَا

د. عبدالله أحمد منصور آل رضي.