+A
A-

إعادة تصور الهوية والثقافة الأفريقية في الأدب المعاصر

تحدث كلٌّ من وولي سوينكا الأديب النيجيري الحاصل على جائزة نوبل للآداب، والشاعر السوداني القدير عالم عباس محمد النور، عن حركة "المستقبلية الأفريقية"، أو ما يطلق عليها "أفروفيوتشريزم"، في مرحلة ما بعد الحداثة والأدب المعاصر، وكيف يمكن للأدب والشعر والفنون كسر الصورة النمطية المتداولة عن البلدان الأفريقية.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان "إعادة تصور الهوية والثقافة الأفريقية في الأدب المعاصر" أدارها الروائي الموريتاني محمد ولد محمد سالم، ضمن فعاليات الدورة الـ 42، من "معرض الشارقة الدولي للكتاب"، الذي يستمر في "مركز إكسبو الشارقة" حتى 12 من نوفمبر الجاري، تحت شعار "نتحدث كتباً" بحضور ومشاركة 2033 ناشراً من 109 دول.

وأشار سوينكا إلى أن حركة "المستقبلية الأفريقية" تشكل مزيجاً إبداعياً من الخيال العلمي والتاريخي والواقعية السحرية، وتستخدمه كأداة لاستكشاف وإعادة تخيّل التجربة الأفريقية: "فمن خلال جمع عناصر متنوعة من التكنولوجيا والعادات والتقاليد الأصيلة والفخر والاعتزاز الثقافي، نجح كتّاب حركة (المستقبلية الأفريقية) بتشكيل مساحة إبداعية فريدة يتداخل فيها الماضي والحاضر والمستقبل بطرق جميلة ومبتكرة وأصيلة".

وأكد سوينكا أن كتّاب هذا النوع من الأدب يُقدّمون قصصاً تتحدى النظرة التقليدية للزمان والمكان أو "البُعد الزمكاني" مع الاحتفاء بثراء التراث الأفريقي، حيث يستخدم هؤلاء الروّاد الأكاديميون في أعمالهم مجموعة واسعة ومتنوعة من الميثولوجيا والفلكلور والابتكارات التكنولوجية المتطورة لبناء مشهد سردي يحتفي بالمرونة والحيوية الثقافية. وشدّد سوينكا على أن النقاشات حول مسألة الذات والهوية، تعني أن الكثير من الخطوات قد قطعتْ في مشوار التأكيد على الخصوصية الأفريقية، وأضاف: "استكشاف الذات هو العملية الأساسية في حركة (المستقبلية الأفريقية) لأنها تتعمق في التفاصيل المعقدة لمعنى الوجود الأفريقي في عالم متغير، فمن خلال شخصياتهم الرئيسية، يستكشف هؤلاء الكتّاب مفاهيم عالمية مثل النزوح والتطهير الثقافي والرحلة نحو اكتشاف الذات، مُوفّرين رؤية فريدة تساعد القرّاء على التفكير في الطبيعة المتنوعة للتجربة الأفريقية".

بدوره، أشاد الشاعر السوداني عالم عباس محمد النور بمجهودات إمارة الشارقة الكبيرة من أجل الثقافة والإبداع، قائلاً: "شكراً لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي جعل الحبر يندلق، لينبت ما ينفع الناس، ويمكث في الأرض".

وتطرق للحديث حول سطوة الغرب، وانجذاب الناس للثقافة الغالبة والطاغية، والقياس عليها، وقال: "يجب التقليل من سطوة الغرب علينا، بالتخلي عن الأفكار ما بعد الاستعمارية التي تعيق رؤيتنا لذاتنا، فلا نقدر على البناء للمستقبل".

وأشار عالم عباس محمد النور إلى أن تأثير حركة "المستقبلية الأفريقية" لا يقتصر على مجال الأدب، وإنما يمتد إلى أشكال فنية متنوعة، حيث نجح إدخال العناصر الرئيسية لهذه الحركة في الجماليات الفنية الأفريقية بالمساهمة في النهضة العالمية، وتمكين الأفراد المنحدرين من أصول أفريقية في جميع أنحاء العالم، وتعزيز شعورهم بالفخر والاعتزاز والانتماء لجذورهم الثقافية.

وأضاف: "حركة (المستقبلية الأفريقية) تعد شهادة حية على أهمية السرد القصصي وقدرته على تمكين الأفراد وصناعة التغيير الإيجابي وإحداث التحول الذي يصنع فرقاً، ومن خلال الإمكانات الكبير للمخيلة الإبداعية التي لا تعرف حدوداً، يواصل الكتّاب المتخصصون بهذا النوع الأدبي إعادة تقديم سرديات الهوية والثقافة الأفريقية، وتمهيد الطريق نحو مستقبل مشرق متطور تكنولوجياً وفي الوقت نفسه مرتبط بجذور وجوهر التراث الأفريقي".

 

الخيال مفتاح المستقبل والكتاب الخالد كتاب إنساني

خطوات نحو المستقبل، تفتحها الدورة 42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، والذي تنظم فعالياته حالياً في إكسبو الشارقة، وتستمر حتى 12 الجاري، وخطوات أخرى تفتحها ندوات هذه التظاهرة الثقافية، ومن ضمنها ندوة حملت نفس العنوان "خطوة أخرى نحو المستقبل"، وشارك فيها روائيون ونقاد، أكدوا أن الكتاب الخالد كتاب لابد أن يحمل قيمة إنسانية.

 وشارك في هذه الندوة كل من الروائية الكورية صن مي هوانغ، التي اشتهرت بروايتها "الدجاجة التي حلمت بالطيران"، والكاتبة الإماراتية ريم صالح القرق، وكذلك الناقد والأستاذ الجامعي الدكتور إبراهيم أبو طالب، وقدمتها لمياء توفيق.

الروائية صن مي هوانغ، مهدت لحديثها عن قراءات الطفولة، حيث عرفت الكثير من الكتب في مرحلة مبكرة، وكان الكتاب الوثائقي من أهم هذه الكتب، وظلت هذه القراءات عالقة في ذهنها حتى الآن، مبينة أن كتب الرحلات تساعدنا على إطلاق العنان للخيال والتفكير، لأن هذا النوع من الكتب يجعلنا نسافر إلى مكان غريب وبعيد عنا، مؤكدة أنه على الكتاب التركيز على التجارب الإنسانية لإرسال رسالة واضحة للطفل، وترى أن الأعمال الجيدة هي أعمال قيمة بغض النظر عن القراء أو اللغة أو المكان، والكتاب الخالد هو كتاب إنساني بالدرجة الأولى، مهما كان اختلاف المكان واللغة فالقضية الإنسانية هي الأهم، ما يستدعي الاقتراب من الشباب واليافعين وكتابة القصة من خلالهم، فكل إنسان كان طفلاً ذات يوم.

الكاتبة ريم صالح، لفتت إلى أهمية الكتب والمجلات في تنشئة الأطفال، وتأهيل خطواتهم نحو المستقبل، لأن تحفيز الأهل مهم في عالم الطفل، وهي تتذكر والديها وهما يقرآن لها الكتب، وأشارت إلى أن القيمة المضافة لأي كتاب هي أن يقرأه الكبار والصغار معًا ويستمتعان بذلك.

وقالت: "هناك أعمال خالدة لمؤلفين كبار يستمتع بها الصغار، ويبحرون في عالم الخيال معها، وهي كتب عميقة ورفيعة المستوى الأدبي"، موضحة أنه توجد العديد من المواضيع الراهنة قد تكون محوراً للكتابة للطفل، مثل الهوية الوطنية والبيئة، وتجسيد عناصر الطبيعة كالأسماك والنباتات، والشعف بهذه الأمور يعطي للنص لذة وتميز، وقد جربت ذلك في بعض قصصها، حيث قرأت كثيرا عن بعض أنواع الأسماك وطباعها وأنواعها وحياتها، لتتخيلها في القصة الحكائية.

الناقد الدكتور إبراهيم أبو طالب، بين أن الطفل ينجذب للخيال أكثر من أي شيء آخر، والكتاب الذي يوجه للطفل ولا يمتع الطفل ليس كتاباً ناجحاً، معدداً كتباً شهيرة يقرأها الكبار والصغار مثل "ألف ليلة وليلة"، وهي كلها كتب تنشئ لدى الطفل عوالم جميلة، شارحاً مقاييس الإبداع للطفل وتقنيات الكتابة، منها المقياس العلمي الذي يتجسد فهو إدراك ومعرفة الإيقاعات السريعة التي تجذب الأطفال وتوظف الخيال العالي، ومنها أيضاً المقياس التعليمي بمعنى أن لا يكون الكتاب موجهاً الأطفال. 

 

لجنة تحكيم "اتصالات لكتاب الطفل”

أكد عدد من أعضاء لجنة تحكيم جائزة اتصالات لكتاب الطفل، أن الجائزة شهدت هذا العام مشاركة قياسية من 22 دولة عربية وأجنبية، حيث تلقت اللجنة 323 مشاركة تنافست على 5 فئات مختلفة.

وأوضحوا خلال ندوة أقيمت ضمن فعاليات الدورة الـ 42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، أن بعض الأعمال شهدت مشكلات فنية في الرسوم والإخراج وجودة الورق، وهو ما دفع اللجنة لاستبعاد 40 مشاركة بسبب عدم استيفاء الشروط المطلوبة للتقديم.

وشملت المشاركات في الجائزة 95 ناشراً و215 كاتباً و197 رساماً، من بينهم مرشحون من دول تشارك في لأول مرة، وهي ماليزيا وسويسرا وفنلندا وتشاد، فيما استبعدت نحو 40 مشاركة بسبب عدم استيفاء الشروط المحددة. وتصدر المشاركات الإمارات بـ115 مشاركة يليها مصر بـ44 مشاركة ولبنان بـ33 مشاركة والأردن بـ31 مشاركة، وشهدت تميزاً في أعمال الكُتّاب والناشرين والرسامين الجدد؛ حيث فازت بجائزة كتاب الطفولة المبكرة كاتبة عن أول كتاب لها على الإطلاق.

ورصدت لجنة تحكيم الجائزة بعض الملاحظات خلال تقييم الأعمال من بينها وجود مشكلة لدى بعض دور النشر في التعريف بنفسها، وكذلك تعامل ناشرين مع رسامين دون عقود، كما احتوت بعض إجراءات التقديم على ترجمة مباشرة من الإنترنت بصورة غير سليمة. وقال حاتم علي، رسام كتب أطفال وعضو لجنة التحكيم، إن اللجنة لاحظت وجود بعض المشاكل في الرسومات؛ أبرزها تكرار العناصر في صفحات مختلفة، فضلاً عن مشكلة المساحة المخصصة للنص؛ حيث يتداخل النص أحيانًا مع الرسومات بشكل يُحدث خللاً في العمل.

وأضاف: "رصدنا كذلك مشاكل في الإخراج الفني لبعض الأعمال، وبخلاف ذلك لاحظت أن بعض الكُتّاب لديهم إسهاب في الوصف والكتابة لدرجة عدم وجود مكان للرسوم"، بالإضافة إلى اعتماد بعض الرسامين على رسومات غربية مقتبسة من ديزني، مؤكداً ضرورة أن يكون هناك تكامل بين الرسم والنص.

بدورها، أكدت رانيا زبيب ضاهر، كاتبة لبنانية في أدب الطفل وعضو لجنة التحكيم، وجود وعي وتطور ظهر في المستويات المتقدمة بصورة أكثر سرعة، وهذا الأمر يرجع لأهمية الجائزة لدى الكاتب والناشر.

وعن جائزة هذا العام قالت: "التحدي صار أصعب على دور النشر لخلق التكامل بين كل العناصر مثل النص والرسومات والإخراج وكذلك جودة الورق، فلابد أن نقدم كتباً راقية جيدة وتشتمل على كل العناصر“. من جهتها، أكدت الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري، عضو لجنة التحكيم، أن الجائزة هذا العام لم تكن عبارة عن ترف ثقافي ولكنها محك حقيقي استطعنا من خلالها أن نفهم ونبحث عن نقاط الصحة في كتب الأطفال. وحددت شيخة المطيري، مشكلتين في الأعمال الشعرية المتقدمة هذا العام، أولها قضية اللغة العربية، والتي شهدت أخطاءً نحوية وإملائية، والثانية تمثلت في عدم إدراك الناشر لطبيعة الكتاب الشعري المقدم للطفل. وذكرت أن هناك إشكالية أخرى هي السجع؛ فهناك فن قديم عربي يسمى بالمقامة العربية ويقوم على فكرة السجع في نهاية العبارات وهذا الكلام لا يجب أن أسميه اليوم شعرا، لكن في المقابل كانت هناك مادة رائعة، ولذلك كان من الضروري أن نحتفي بما قدم بشكل صحيح ليفهم الطفل أن هذا هو الشعر.

 

المعجم التّاريخيّ للّغة العربيّة مادّة خصبة لمختلف مجالات المعرفة

أجمع عدد من العلماء والمعجميّين على أن المعجم التاريخي للغة العربية الذي صدر بإشراف مجمع اللغة العربية في الشارقة، سيكون بدايةً للمزيد من العمل والبحث، حيث يمكن للباحثين الاعتماد عليه كمادة لغوية خصبة لاستخراج عدة معاجم مثل "معجم المصطلحات وشواهدها" و"معجم المتلازمات وشواهدها".. وغيرها من المعاجم الفرعية التي تخدم العلماء والمتخصّصين.

جاء ذلك في ندوة نظمها "مجمع اللغة العربية في الشارقة" في معرض الشارقة الدولي للكتاب 42، بعنوان "ماذا بعد إنجاز المعجم التاريخي.. طرق الاستفادة والتوظيف"، شارك فيها الدكتور امحمد صافي المستغانمي الأمين العامّ لمجمع اللغة العربية في الشارقة، والدكتور إيميل يعقوب الأستاذ الجامعي وخبير المعجميّات من لبنان، والدكتور محمد بكري الحاج رئيس مجمع اللّغة العربية في السودان، وأدارت الندوة الأستاذة رشا أبوجهين مسؤول مركز اللسان العربي بمجمع اللغة العربية بالشارقة . 

وقال الدكتور المستغانمي إن "المعجم التاريخي للغة العربية يؤرخ لكل ألفاظ اللغة العربية، قد تسقط كلمات ومداخل وبعض الجذور، ولكن بشكل عامّ هو معجم موسوعي شامل يعنى بتاريخ الكلمات  في اللغة، وفيما لا تتبع القواميس الأخرى منهجًا معينًا، وضع علماء اتحاد المجامع اللغوية منهجًا محددًا لمعجم هو ترتيب الأفعال والأسماء في الجذر الواحد".

وأوضح أن "المعاجم الأخرى لم تهتمّ متى كتب الفعل، وسياقه،  ومن نطق به، وفي أي عصر ورد، وهل استمرّ في العصور التالية أم لا؟، أما المعجم التاريخي للغة العربية فيتتبع اللفظ في عصور ما قبل الإسلام، والإسلام، والأموي، وعصر الدول والإمارات، والعصر الحديث، ويتتبع تطوره عبر العصور".  

وأكد الدكتور المستغانمي أن التحديات كانت كثيرة وأهمها التمويل، وشدد على الدور الرئيسي لسمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي كان يحلم منذ وقت مبكر بإصدار المعجم، وقام بتمويله ورعايته ومتابعته حتى صدر.

وأشار إلى أن "المعجم ساهم في إعداده 500 أكاديميٍّ من 27 دولة، و  16 مجمعًا، ومئات من المحرّرين والخبراء والمقرّرين، انصبّت جهودهم في الشارقة، حيث تمّت المراجعة اللغوية والتدقيق اللغوي والطباعة".

وأوضح أن المعجم ـ الذي يتكون من 120 مجلدًا ـ يشكّل مادّة لغويّة خصبة يمكن للباحثين الاستفادة منها في استخراج عدّة معاجم مثل "معجم المصطلحات وشواهدها" و"معجم المتلازمات وشواهدها".. وغيرها من المعاجم الفرعية التي تخدم العلماء والمتخصّصين.

 بدوره حدّد الدكتور إيميل يعقوب عشرة مزايا للمعجم التاريخي للغة العربية، قائلًا إن "المعجم تميّز بسرعة الإنجاز التي لم يُسبق إليها، وتفرّد بمفهوم جديد للمعجم التاريخي، وكان الأصحّ تقسيمًا للعصور اللغوية، في تتبّعه لمصدر الكلمة عبر التاريخ، والأفضل ترتيبًا في مشتقات الجذور، والأصحّ منهجًا في إثبات الأسماء المشتقّة القياسيّة، والأفضل فهمًا للمعجم التاريخي، والأوسع تناولًا للمصطلحات،  والأكثر استقصاءً لمداخل الجذور، والأكثر حجمًا وثروة وغنى".

 من جانبه، أكّد الدكتور محمد بكري الحاج أن المعجم لم يعتمد على النقل من المعاجم الأخرى،  واستعرض بعض التحدّيات التي واجهت المشروع وأكبرها التمويل، قائلًا إن "مشروع المعجم توقف عام م2008 عندما كان تحت إشراف المجامع اللغوية العربية، ولكن سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة قرّر عام 2017م أن يتصدّى لهذا العمل إنفاقًا وتمويلًا وإشرافًا ومتابعة حتى صدر. إضافة إلى تحديات أخرى مثل استقرار المنهج الذي لم يتحقق إلا عام 2018م، حيث تمّ تدريب الباحثين والكادر الفني، وتأهيل فريق موزع على 13 مجمّعًا ومركزًا بحثيًّا في العالم العربي".

 أوضح الدكتور الحاج أنه قدّم سبعة أبحاث حول استثمار المعجم التاريخي، ركّز فيها على المنهجية والشواهد وتحليل النص والخطاب، وحدد مجالات الاستفادة منه قائلًا "يمكن توظيف المعجم التاريخي للغة العربية في مجالات مختلفة مثل الدلالة، وعلم الاجتماع، وهو جانب كبير يمكن أن يعمل عليه الباحثون بدءًا من عصر الإسلام وما بعده، لمعرفة ثقافة اللغة".

 

ريهام عياد تروي حكايات أعظم النساء في التاريخ 

أكدت صانعة المحتوى ومقدمة برنامج "القصة وما فيها"، ريهام عياد، أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، صاحبة دور ريادي كبير، أخذت على عاتقها همّ نهضة المرأة الإماراتية، واستطاعت رعاية 14 منظمة نسائية ودولية، فضلاً عن أنها حصدت جوائز كبيرة أبرزها وسام "سعفة النخيل" الفرنسي برتبة فارس، كما سميت سفيرة فوق العادة لمنظمة الفاو عام 2010، واختيرت عام 2014 كشخصية العام للمرأة القيادية في العالم العربي.

جاء ذلك خلال جلسة رئيسية بعنوان "أعظم نساء في التاريخ"، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ42، وحددت فيها ريهام عياد، قائمة بأعظم السيدات على مرّ التاريخ، واللاتي وصلن إلى تلك المكانة إما بسبب قيمتهن الدينية، أو إنجازاتهن على المستوى القيادي أو العلمي.

 

مريم بنت عمران.. سيدة نساء العالمين

وبدأت ريهام حديثها عن أعظم النساء بالسيدة مريم بنت عمران، قائلة: "السيدة مريم العذراء من أشرف النساء واصطفاها الله على نساء العالمين، لأنها أنجبت سيدنا عيسى بمعجزة إلهية وكانت منزهة، ولا توجد سورة في القرآن الكريم سميت باسم امرأة سوى سورة مريم، وهذا إن دلّ يدل على أن الله كرّمها وأعطاها مكانة خاصة".

وانتقلت "ريهام" للحديث عن السيدة خديجة بنت خويلد، أول زوجة في حياة الرسول، مشيرة إلى أن السيدة خديجة هي أول من آمنت بالرسول وصدّقته ووقفت بجانبه بكل ما أوتيت من قوة.

وأضافت: "في بداية دعوة الرسول الكريم، كان يعود إليها متأذياً، لكنها كانت تدعمه وتعينه على الإكمال في رسالته، لذلك ظل يحبها بشدة حتى وفاتها".

وعادت ريهام بالزمن إلى عصر الدولة الحديثة الفرعونية في مصر، موضحة أن الملكة حتشبسوت تعد ضمن الأعظم في التاريخ، باعتبارها من أقوى الحكام الذين جلسوا على عرش مصر.

وذكرت أن حتشبسوت هي ابنة الملك تحتمس الأول، وجلست رسمياً على عرش مصر بعد وفاة زوجها الملك تحتمس الثاني، واستطاعت بقوتها وعظمتها أن تثبت للناس أنها على قدر المسؤولية، حيث أحدثت رخاءً اقتصادياً وسياسياً طوال 22 عاماً، فضلاً عن أنها نجحت في بناء جيش قوي حافظ على استقرار مصر.

وأوضحت ريهام، أن حتشبسوت لم تخض أي حرب بل نظمت رحلات استكشافية وبعثات تجارية لتطوف بلاد الشرق بهدف نقل الحضارة، وبالتالي أحدثت انفتاحاً حضارياً، فضلاً عن قيامها ببناء علاقات صداقة سياسية مع دول الجوار في سابقة تاريخية منذ نحو 3500 سنة.

واصلت ريهام حديثها عن ملكات مصر بـ"السلطانة شجر الدر"، التي تحولت من خادمة إلى سلطانة، حيث مرض زوجها الملك الصالح أثناء الحملة الصليبية السابعة على مصر، وتوفي في مدينة المنصورة، لكنها بقوة شخصية رفضت إخبار أحد حتى لا تضعف الروح المعنوية للجنود، وأرسلت جثته إلى جزيرة الروضة في القاهرة وادّعت أنه مريض، ثم استدعت ابنه توران شاه ليتولى قيادة الجيش، حتى نجح بمعاونة المماليك في تحقيق النصر".

وذكرت أنه عقب ذلك وصلت إلى سدة الحكم في مصر بعدما تخلص المماليك من توران شاه ابن زوجها، لكنها قُتلت بطريقة وحشية على يد "أم علي" الزوجة الثانية للسلطان أيبك انتقاماً منها بعد قتله، وإلقائها من فوق سور القلعة.

وأكدت ريهام عياد، أن العالمة ماري كوري تعد ضمن أعظم نساء التاريخ، إذ تحولت من خادمة لأول امرأة تحصل على جائزة نوبل مرتين في التاريخ.

وأوضحت أنها عاشت وضعاً صعباً، وحتى تستطيع توفير نفقاتها هي وأخواتها للتعليم عملت كخادمة، وبعد ذلك التحقت بجامعة السوربون في فرنسا، وعام 1893 حصلت على شهادة في الفيزياء، ثم أعقبها حصولها على شهادة في الكيمياء، فيما تزوجت عام 1895 من العالم بيير كوري، وأجريا سويًا تجارب وأبحاث في النشاط الإشعاعي، بما ساهم في علاج السرطان بعد ذلك، حتى استطاعا الفوز بجائزة نوبل مناصفة عام 1903.

وتضيف: "بعد ذلك فاجأت ماري العالم عام 1911 بالفوز بجائزة نوبل في الكيمياء، لتصبح أول امرأة في التاريخ تحصل على جائزة نوبل مرتين. ولم تكن عالمة عظيمة فحسب، بل أمًا ناجحة، حيث حصلت ابنتها وزوجها أيضاً على جائزة نوبل عام 1935".

وشملت القائمة- بحسب ريهام- المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، لاسيما وأنها ساهمت بصورة كبيرة في ثورة الجزائر وكانت أحد رموزها، إذ انضمت لجبهة التحرير وهي بعمر 19 عاماً، وظلت تناهض الاستعمار حتى أصيبت برصاصة بعد 3 سنوات وقُبض عليها وواجهت أبشع أنواع التعذيب لكنها أعطت درساً للتاريخ في القوة والصمود والإيمان بالقضية.

 

الأهداف والقيادة فن المتميزين وتاريخ النجاح مولع بالصفوة 

لقاءات وورش وندوات عديدة تستهدف مختلف الفئات العمرية، تحفل بها فعاليات الدورة 42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومن ضمنها ندوة استضافتها قاعة "الملتقى 2"  في المعرض، يوم أمس، حول "فن تحديد الأهداف والقيادة"، شارك فيها كل من الكاتب والمتحدث الإيرلندي فيفيان جيمس ريجني، والكاتب ومدرب التطوير الذاتي الكويتي سعد الرفاعي  وقدمتها الدكتورة ولاء الشحي. 

 

ملاحقة المعرفة

فيفيان جيمس، الذي كتب العديد من الكتب، من ضمنها كتاب يروي قصة صعوده إلى قمة جبل إيفرست وصف  التحديات الجسدية والعقلية والعاطفية التي واجهها في رحلته، قال إنه على مدار تسع سنوات يحرص على زيارة الشارقة، وهو سعيد بما يراه فيها من تطور، ليستطرد حول الأهداف بأنه يحب تقسيمها إلى أهداف صغيرة وكبيرة، وتحقيقها واحداً تلو الآخر، من خلال تتبع الوقائع، ومكافأة النفس من وقت إلى آخر، وعيش حياة جيدة وممتنة، من خلال خفض نسبة الانزعاج وتخفيف السلبية، وملاحقة المعرفة، وقال: " علينا أن نكون فضوليين، لأن العالم لا ينتظر ويشهد تغيرات كبيرة على مختلف نواحي الحياة، لذلك علينا أن نقشر الضغوطات من أرواحنا وأنفسنا كما نقشر البصل، من خلال حرية التفكير والحوار والتحدث الدائم، وإيجاد نوع من الوضوح والسلام في عقولنا وقلوبنا".

الكاتب الكويتي سعد الرفاعي، تحدث عن ضرورة التميز والقوة وصقل الذات والتغلب على المصاعب، لأن الفرص لا تنتظر، والعالم يضم أكثر من 8 مليار شخص، نسبة 1% منهم هي من تمتلك أهدافاً، ونسبة قليلة أيضاً من تلك النسبة هي من ستحقق تلك الأهداف، لذلك مبدأ النجاح قائم منذ فجر التاريخ على التميز، فالمتميزون قلة، والنجاح مولع بالاصطفاء.

وحول الأهداف وتحقيقها، قال الرفاعي: "إن من يملك الفكر وحريته يستطيع مواجهة الصعاب"، وبيّن أن من أكبر أعداء الإنسان هي العادات، وأضاف: "إن أصعب الأشياء التي واجهته هي في عمومها أشياء وهمية"، محذرا من التعلق لأنه معيق من معوقات تحقيق الأهداف.

وأوضح أن تحقيق الأهداف ليس هو خط النهاية، فالمصاعب لا تتوقف، لكن علينا فهم الظروف وفهم أنفسنا وإيجاد طريقة للاستمرار دون تراجع أو استسلام، وعن نوعية الأهداف أكد أن الأهداف القصيرة تعتمد على الاهداف طويلة الأمد، لأنها أشمل، والفرق بينهما يشبه الفرق بين الحاجة الآنية والرغبة المستمرة، والحل هو الإصرار على التطور والاستمرار في بناء النفس وتعزيزها، وصقل الروح بالمهارات والمعرفة.

 

بيت الحكمة" يعزز التوعية بممارسات الاستدامة

يشارك بيت الحكمة في فعاليات الدورة الـ42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023، الذي يستضيفه مركز إكسبو الشارقة خلال الفترة من 1 إلى 12 نوفمبر الجاري، من خلال تجربة ثريّة تسلط الضوء على ممارسات الاستدامة وأهميتها في الحفاظ على البيئة ومواردها الطبيعية، وذلك انسجاماً مع إعلان دولة الإمارات عام 2023 عاماً للاستدامة وقرب استضافتها لمؤتمر الأطراف بشأن تغير المناخ (كوب 28) نهاية الشهر الجاري.

وعلى مدار اثني عشر يوماً، يستقبل بيت الحكمة زوار المعرض في جناحه المميز الذي يجسّد في تصميمه مفهوم الاستدامة عبر ثلاثة أقسام تمنح الزوار تجربة استثنائية للتعرف على هذا المفهوم الضروري، حيث يسلط القسم الرئيسي للجناح الضوء على التصميم الهندسي المستدام لبيت الحكمة، والذي رُوعي فيه الاعتماد على عناصر البيئة الطبيعية في مساحاته الداخلية المختلفة وحدائقه الخارجية، بجانب اتباع أحدث الأساليب في إعادة التدوير واستخدام الأنظمة الذكية التي تسهم في ترشيد استخدام الكهرباء والمياه.

ينتقل الزوار بعد ذلك إلى قسم مميز يأخذهم في رحلة بصرية غنية للتعرف على مفهوم الاستدامة في الإسلام، والذي تجلى في عدة مظاهر من بينها "الحِمَى" القديمة التي وجدت في عهد النبوة والخلفاء الراشدين، حيث كان يحرُم فيها الصيد والرعي لغرض الحفاظ على البيئة، على غرار المحميات الطبيعية في عصرنا الحديث. وبعدها يعرّج الزوار على منصة تعرض مجموعة مختارة من كتب بيت الحكمة المتعلقة بالبيئة في الإسلام، والحضارة الزراعيّة، والحياة البريّة، والمحميات الطبيعيّة وغيرها.

وقالت مروة العقروبي، المديرة التنفيذية لبيت الحكمة: "يعد بيت الحكمة اليوم مصدر إلهام للأجيال القادمة، ونموذجاً للمؤسسات الرائدة في تبني الممارسات الصديقة للبيئة، وستشكل دورة هذا العام من معرض الشارقة الدولي للكتاب منصّة مميزة لإثراء وعي القراء والزوار بأهميّة الاستدامة، فنحن مؤمنون بأن المعرفة ونشر مفاهيم الاستدامة يشكلان دافعاً لتحفيز الأفراد لفهم دورهم وواجباتهم ومسؤولياتهم تجاه البيئة".

وفي سياق تعزيز الاستدامة، أعلن بيت الحكمة عن إطلاق "العضوية الرقمية"، وهي فئة عضوية جديدة تتيح للشغوفين بالقراءة والتعلم في مختلف مجالات المعرفة والتخصصات فرصة رائعة لاستكشاف عالم غير محدود من المصادر الإلكترونية ضمن 15 قاعدة بيانات شاملة، مثل الكتب الإلكترونية والعناوين الصوتية والمجلات والأطروحات الجامعية وأوراق البحث وغيرها، وذلك بكل سهولة ودون التقيد بزمان أو مكان معين.

هذا بالإضافة إلى خدمة "الطباعة حسب الطلب"، التي وفرها بيت الحكمة للجمهور للمرة الأولي في المنطقة بهدف ترشيد استخدام الورق، وذلك من خلال محطة "إسبريسو الكتب" التي تتيح للزوار إمكانية طباعة الكتب الخاصة بهم أو الحصول على نسخة مطبوعة بحسب الطلب من قاعدة بيانات تضم أكثر من 7 ملايين عنوان.

وبالتزامن مع المعرض، يقيم بيت الحكمة العديد من الأنشطة وورش العمل التي تستهدف الفئات العمرية المختفة، بالإضافة إلى تنظيم سلسلة مميزة من الجلسات الثقافية والأدبية ضمن برنامج "حديث الحكمة"، بصحبة مجموعة من ضيوف المعرض من الروائيين والكتّاب ومؤلفي القصص.

 

ماريانا ليفاديتاكي تقدم وجبات من بحر إيجه

عبرت الطاهية اليونانية ابنة جزيرة كريت ماريانا ليفاديتاكي عن سعادتها الغامرة بتواجدها للمرة الأولى في معرض الشارقة الدولي للكتاب، لتوقيع كتابها "Aegean" عن أشهر الأطعمة والوجبات الكريتيلية التي عرفتها في طفولتها على شواطئ بحر إيجه باليونان، وشاركتْ الكثير من تفاصيل إعداد هذه الوجبات مع جمهور المعرض.

جاء ذلك خلال مشاركة الطاهية ماريانا في "ركن الطهي" ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 42 التي انطلقت تحت شعار "نتحدثُ كتباً"، والذي يتواصل في "مركز إكسبو الشارقة" حتى 12 من نوفمبر الجاري، بحضور ومشاركة 2033 ناشراً من 109 دول.

استهلت ماريانا ليفاديتاكي فقرتها بركن الطهي بالحديث عن مؤلفها "ذا إيجيان"، قائلةً: "لم أكن أتوقع أنني سأؤلف كتاباً عن الطبخ في يومٍ من الأيام، رغم أن الكتابة شغفي منذ الطفولة، وحين أصبحت شغوفةً بالطهي، أردت القيام بذلك، والكتابة عن أطعمتنا اليونانية". وأوضحت ليفاديتاكي أن الطريقة التي تطهو بها، هي نفسها الطريقة التي تفكر بها، بقولها: "أؤمن دائماً أن القديم والتقليدي، هو الأساس لابتكار شيء جديد، وهكذا هو الأمر مع مطبخي".

وكما هي العادة في ركن الطهي بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، فالجمهور دائماً على موعدٍ مع تذوق الأطعمة وتجربة شيء جديد، وقد اختارت ليفاديتاكي وجبةً كريتيلية شهيرة لتقديمها للحاضرين، وهي الروبيان مع الأرز والمقبلات والكوسة، وهو  طبق صيفي من تراث كريت، وعن إعداده شاركت ليفاديتاكي الكثير من النصائح، أهمها لصنع هذا الطبق بشكل لذيذ ومميز، أن يحمّص قشر الروبيان قبل إعداد المرق، وتعتبر ماريانا أن هذا الطبق مثاليّ في الصيف، لأن الكوسة وقتها تكون في أفضل حالاتها، وتؤكد على ضرورة إحضار روبيان طازج، مع اختيار حبات كوسة صغيرة وطرية".

 

حكاية قرنين من الوجود البرتغالي في الخليج 

تناول خورخي فلوريس، كبير الباحثين في المركز المشترك بين الجامعات لتاريخ العلوم والتكنولوجيا، في جامعة لشبونة التجربة البرتغاليّة في منطقة الخليج بين القرنين السادس عشر والسابع عشر، وذلك خلال جلسة عُقدت في اليوم الثالث من فعاليات الدورة 42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب.

واستعرض فلوريس خلال الجلسة التي جاءت تحت عنوان "الإبحار في الخليج في القرن السادس عشر: التجربة البرتغاليّة"؛ عدداً من المحاور، كالرحلة من غوا في الهند إلى منطقة الخليج العربي والعودة بين العامين 1520 – 1521، والحملة العسكرية إلى القطيف في العام 1551، إلى جانب الحديث عن ضحايا محاكم التفتيش البرتغالية في المنطقة في ستينيات القرن السادس عشر.

واستشهد خورخي بالعديد من المصادر التاريخيّة والمخطوطات والأوراق البحثيّة التي تُعرض اليوم في معرض الشارقة الدولي للكتاب، مشيراً إلى أنّ العلاقات بين البرتغاليين وحكام منطقة الخليج آنذاك تشكّلت في بادئ الأمر عبر المراسلات الدبلوماسية والسياسيّة، إلى جانب الرغبة في التجارة واستكشاف مناطق مختلفة مثل مسقط وخورفكان، بحثاً عن موارد طبيعيّة كانت تعتبر من أهم الموارد المستخدمة في تشييد القلاع والسفن الكبيرة، وفي مقدمة ذلك الخشب والحديد.

وانتقل للحديث عن الحملة العسكرية إلى القطيف والتي تمّ على إثرها الاستيلاء على قلعة القطيف بأمر من دوم أفونسو نائب ملك الهند، مستعرضاً زوايا متعدّدة لهذه الحملة وما أثّر عليها، من المناخ والملاحة، إلى الجوانب الدبلوماسيّة.

ويقدّم معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023 الذي تستمر فعالياته لغاية 12 نوفمبر 2023 أكثر من 60 قطعة أثرية، من المخطوطات والكتب النادرة والنقوش والخرائط والأدوات البحرية والأعمال الفنية ومواد الاستخدام اليومي، من بينها إسطرلاب نادر يعود إلى القرن الـ17، استخدم أثناء الملاحة لإجراء قياسات أكثر دقة لمواضع النجوم، وخريطة للخليج العربي وغرب المحيط الهندي، رسمت عام 1571.

 

الإمارات أصبحت قوة فضائية عالمية خلال 20 عاماً فقط

 أشاد خبير العلوم وصانع المحتوى الكوري، أوربت، بالنجاح الذي حققته دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الفضاء خلال الآونة الأخيرة، بعدما نجحت في إطلاق مسبار الأمل إلى المريخ، وبالتالي أصبحت الدولة الخامسة على مستوى العالم في إنجاح تلك المهمة بعد الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا والهند، مشيراً إلى أن التطور السريع الذي حققته دولة الإمارات في صناعة الفضاء.

وقال أوربت خلال جلسة حوارية بعنوان "إلى أي مدى وصل حلم البشر بالتوجه إلى الفضاء"، والتي أقيمت ضمن فعاليات الدورة الـ 42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب: "في غضون 20 عاماً فقط، قفزت دولة الإمارات العربية المتحدة التي كانت تتعاون مع كوريا الجنوبية في بناء الأقمار الصناعية، إلى أن تصبح قوة فضائية عالمية، بينما أصبحت كوريا الجنوبية الدولة السابعة عالمياً في امتلاك صاروخ فضائي خاص بها".

وأضاف: "إن دولة الإمارات تعد شريكاً استراتيجياً لكوريا الجنوبية في مجال تكنولوجيا الفضاء، وأظهرت الإمارات نموًا هائلاً في هذا القطاع خلال فترة وجيزة بعدما أذهلت العالم بتحقيق إنجازات ملموسة منها إطلاق القمر الصناعي "دبي سات 1" عام 2009، و"دبي سات- 2" عام 2013 بالتعاون مع كوريا، كما تم تأسيس وكالة الإمارات للفضاء عام 2014، وفي عام 2018 أطلقت قمراً صناعياً باسم خليفة سات".

ولفت إلى أن كوريا وقّعت مع دولة الإمارات اتفاقية خاصة بمذكرة التعاون المُعدلة حول التشارك في استكشاف واستخدام الفضاء مع وكالة الفضاء الإماراتية، وتستهدف توسيع التعاون ليشمل مجالات استكشاف الفضاء للأغراض السلمية، والاتصالات عبر الأقمار الصناعية، والملاحة عبر الأقمار الصناعية، ومراقبة الأرض، واستخدام المحطات الأرضية.

وقال الخبير الكوري، إن اهتمامات جمهورية كوريا الجنوبية تتركز على استكشاف القمر، حيث أطلقت أول مسبار قمر باسم "دانوري"، وينقسم هذا المسبار إلى 3 مركبات؛ إحداها مدارية وأخرى للهبوط وثالثة استكشافية، مشيراً إلى أن المسبار أطلق بمعدات مختلفة منها "مطياف أشعة جاما" للتحليل الطيفي لأشعة جاما، وجهاز لتجربة الإنترنت على الفضاء، وجهاز لقياس المجال المغناطيسي، وكاميرا للتصوير الاستقطابي لتحليل تأثير جسيمات سطح القمر والأشعة الكونية، فضلاً عن كاميرا عالية الدقة لالتقاط فيديو لاستكشاف الأماكن المرشحة لهبوط مركبة على سطح القمر.

وأكد أوربت أن الفضاء ليس مجرد مسألة مصلحة وطنية؛ بل هو تحدٍ لكل البشر بأكملهم للتعامل معه سوياً، وهو أمر يتطلب خيالاً لا حدود له يتجاوز المستحيلات التقليدية.


أبطال الروايات يخرجون من الكتب 

ليس غريباً أن يجد الزائر لمعرض الشارقة الدولي للكتاب نفسه أمام شخصية حية من أبطال الروايات والقصص والأفلام، فالكثير من الشخصيات الفنية والمبدعين وعارضي الأداء ممن يتقمصون شخصيات شهيرة يتجولون بين الزوار ويمازحون الأطفال ويصنعون معهم ذكريات ممتعة، إذ تجمع حول شخصية الرجل الخشبي الذي يحمل قلماً ضخماً بيده الزوار لالتقاط الصوّر والتجول برفقته.