+A
A-

د. اشيش مهاتري: “البواسير” مشكلة شائعة لدى الرجال والنساء.. فلا داعي للحرج

د. اشيش مهاتري أكد استشاري الجراحة العامة وجراحة المناظير في مستشفى كيمز د. اشيش مهاتري، أن العديد من المرضى يعانون من مشكلة “البواسير”، ويشعرون بالحرج من مراجعة الطبيب، على الرغم من أنها مشكلة شائعة بين الرجال والنساء. وأوضح أن الرجال والنساء معرضون للإصابة بها، إلا أن النسبة ترتفع عند النساء؛ بسبب المرور بمراحل الحمل والولادة، التي تلعب دورا أساسا في الإصابة بالبواسير. وفي لقاء مع “البلاد”، أكد د. مهاتري أن التاريخ الوراثي في العائلة يلعب دورا في ارتفاع نسبة الإصابة عند باقي الأفراد، لافتا إلى أن إهمال العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات مؤلمة تكون نهايتها العملية الجراحية.

تعد “البواسير” من الأمراض الشائعة بسبب نمط الحياة غير الصحي، فما هي؟
هي أوردة بارزة ومنتفخة في فتحة الشرج والجزء السفلي من المستقيم، تتكون نتيجة مجهود أثناء عمل الأمعاء أو نتيجة ضغط شديد على هذه الأوردة، كما تحدث في فترة الحمل؛ بسبب ضغط الجنين، وقد تكون أحيانا بسبب الولادة، وتعد البواسير من مشكلات الجهاز الهضمي الشائعة، إذ إن معظم الأفراد يصابون بها ولو لمرة واحدة بمجرد وصولهم لسن الـ 50 عاما.

ما أسباب البواسير؟
السبب الرئيس هو تتمدد الأوردة المحيطة بالشرج نتيجة التعرض للضغط، وقد تنتفخ أو تتورم. قد تنشأ البواسير نتيجة زيادة الضغط في الجزء السفلي من المستقيم، وقد يكون ذلك بسبب بذل مجهود أثناء التبرز، الجلوس لفترة طويلة، خصوصا على المرحاض، الإصابة بإسهال أو إمساك مزمن، السمنة، الحمل، اتباع نظام غذائي منخفض الألياف، ورفع الأشياء الثقيلة بشكل منتظم. ويُعد مرض البواسير أحد الأمراض الشائعة جدا حتى في سن الخمسين عاما، ويُصيب نحو نصف البالغين تقريبا. ووجدت الدراسات والبحوث أن الوراثة ووجود تاريخ عائلي للإصابة بالبواسير يزيد من احتمال الإصابة عند باقي الأفراد.

من هم الأكثر عرضة للإصابة؟
الإصابة بين الرجال والنساء متساوية، إلا أنها قد تكون مرتفعة عند النساء؛ بسبب الحمل والولادة، وما تمر به المرأة أثناء عملية ولادة الطفل، إضافة إلى أن تكرار الحمل يزيد من احتمال إصابتها بالبواسير.

ما سبب إصابة الحامل بهذا المرض؟
تعد البواسير أثناء الحمل شائعة الحدوث، إذ مع ازدياد حجم الجنين سوف يتمدد الرحم ويكبر حجمه، ما يؤدي إلى زيادة الضغط على منطقة القولون والتسبب بحدوث البواسير للحامل. كما أن من أسباب البواسير عند الحامل حدوث ارتخاء وانتفاخ في الأوردة وضعف أنسجة المستقيم؛ بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل.

ما أعراض البواسير عموما؟
قد يصاب المريض بالنزيف غير المؤلم أثناء حركة الأمعاء، أحيانا يُمكن ملاحظة القليل من الدم الأحمر اللامع، الإصابة بالحكة أو التهيج في منطقة فتحة الشرج، الألم أو الإحساس بعدم الراحة، انتفاخ حول الفتحة الشرجية، وظهور نتوء مؤلم أو شديد الحساسية.

ما المضاعفات التي يمكن أن تحدث بسببها؟
مضاعفات البواسير نادرة، إلا أن المريض قد يصاب بفقر الدم؛ ففي حالات نادرة، يسبب فقدان الدم المستمر من البواسير فقر الدم. وتحدث الإصابة بفقر الدم عند عدم وجود ما يكفي من خلايا الدم الحمراء السليمة لحمل الأكسجين إلى أنسجة الجسم. كما أنه إذا توقف إمداد الدم إلى الباسور الداخلي، يمكن أن يسبب ألما شديدا، إضافة إلى أنه يمكن أن يؤدي إلى جلطة دموية، إذ يمكن أن تتكون جلطة في الباسور أحيانا، وقد تكون مؤلمة للغاية، وتحتاج في بعض الأحيان إلى تصريف.

ما العلاج المتبع في هذه الحالة؟
تؤدي الإصابة بالبواسير أحيانا إلى الشعور بالانزعاج، لذا فإنه يمكن مراجع الطبيب لوصف بعض الأدوية مثل الكريمات، أو المراهم، أو التحاميل، إلا أنه في بعض الأحيان يتم اللجوء إلى العمليات الجراحية، وتُعد هذه العملية الأكثر فعالية، إذ تُساعد في علاج البواسير بشكل كامل.

هل يوجد احتمال لفشل العملية بعد مرور الوقت؟
في بعض الحالات تعود من جديد بعد إجراء العملية الجراحية، وقد يكون ذلك بسبب عدم تغيير نمط الحياة غير الصحي، والاستمرار في عدم شرب كمية كافية من المياه، وعدم تناول الخضروات والفواكه.

يشعر العديد من المرضى بالحرج من الذهاب إلى الطبيب، فهل هناك نصائح لهم للتعايش مع المرض؟
نعاني كثيرا من أن المرضى يشعرون بالخجل من مراجعة الطبيب لهذه المشكلة، إلا أنها مشكلة شائعة. يمكنهم عمل مغاطس من الماء الدافئ لمدة 15 دقيقة، 3 مرات في اليوم، والحفاظ على نظافة المنطقة وتجنب وضع الصابون، والحرص على تناول الأطعمة الغنية بالألياف، أو المكملات الغذائية التي تحتوي عليها، وضرورة مراجعة الطبيب في حال استمرار الألم.

ما النصيحة لتجنب الإصابة بالبواسير؟
هناك بعض الخطوات التي تساعد على تجنب الإصابة بالبواسير، عبر تناول أطعمة غنية بالألياف الغذائية، الإكثار من شرب السوائل، تناول ألياف غذائية كمضاف غذائي، الامتناع عن بذل مجهود شاق، الدخول إلى دور المياه فور الشعور بالحاجة، ممارسة الرياضة، والامتناع عن الوقوف والجلوس لفترات زمنية طويلة.