+A
A-

التداعيات الإنسانية في غزة “تفرض نفسها” على منتدى الأعمال الأوروبي الخليجي

فرضت تداعيات الحرب والأوضاع الإنسانية في غزة نفسها في منتدى الأعمال الأوروبي الخليجي، ففي الوقت الذي أكد فيه الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والمفاوضات بمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالعزيز العويشق، ضرورة وقف الحرب وانعكاساتها على استقرار المنطقة والعالم، ضاربا مثلا باختطاف السفينة في البحر الأحمر قبل أيام مضت، حمل الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج لويجي دي ماو، جميع الأطراف مسؤولية ترسيخ الأمن والسلام، والعمل على إيجاد حلول مستدامة تنهي الصراع.

مستقبل مستدام
وأدرج فريق الحوار الأوروبي الخليجي للتنويع الاقتصادي أعمال المنتدى الاقتصادي الذي عقد صباح أمس (الثلاثاء) 21 نوفمبر 2023 بالتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة بحضور عدد من المسؤولين الخليجيين والأوروبيين في فندق ومنتجع ريتز كارلتون، الجلسات الحوارية تحت شعار “إعادة تعريف الاقتصاديات: بناء مستقبل مستدام ومتنوع”، ووجه فيه العويشق الدعوة لترجمة فرص التعاون التجاري والاستثماري والبيئي بين أوروبا والخليج إلى خطط عمل مشتركة.
وأشار في كلمته إلى أن المنتدى الذي تأسس في العام 2015 وضع انطلاقة التعاون بين الخليج وأوروبا كملتقى مهم يجمع المسؤولين الرسميين ورجال الأعمال من الجانبين لبحث الفرص، تلا ذلك انعقاد المنتدى الأول في بروكسل - بلجيكا بالعام 2016، إلا أن العالم تغير منذ ذلك الوقت حتى الآن، مؤكدا أهمية مشاركة الوزراء والقطاع الخاص في المبادرات التي وضعها تحت عناوين فرعية عدة، منها التغير المناخي والتعاون الاستثماري وفرص تنويع الاقتصاد.

مبادرات خليجية
واطلع الحضور على عدد من المبادرات الخليجية المهمة التي تنفذها دول الخليج العربي على صعيد توظيف الجهود لحماية البيئة ومنها مبادرة “السعودية الخضراء” والمبادرة المائية الدولية في الرياض وهي تخدم الشرق الأوسط ودول الخليج وإفريقيا، ومبادرات مهمة في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنها مبادرة الأمن المائي ومبادرة الطاقة الدولية، موضحا أن التعاون بين الجانبين الأوروبي والخليجي يكشف مواصلة الطريق في برامج وقطاعات متعددة، ومن بينها الطاقة المتجددة وأمنها.
وفي هذا الصدد، قال العويشق “الفرص كبيرة للتعاون في مجال الطاقة وأمنها بين الجانبين، والعمل كذلك على حمايتها من الإنتاج إلى النقل والتوزيع، ولهذا فإن الحرب والأوضاع الإنسانية في غزة لها تداعيات صعبة على العالم، ولابد من ترتيبات دولية تنهي الأوضاع وانعكاساتها وآخرها اختطاف سفينة في البحر الأحمر قبل أيام، وتعلمون أن الطاقة وأمنها مهم للتعاون بين الجانبين، ونحن نحلم بالطاقة المتجددة في كل العالم، وألا نترك ولا بلدا واحد خلفنا، لذلك لابد أن نواصل التعاون والاستثمار في قطاع الطاقة”.

مسؤولية الجميع
واستهل الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج لويجي دي مايو حديثه بالإشادة باستضافة وتنظيم مملكة البحرين لحوار المنامة قبل أيام مضت، ووصفه بأنه كان مهمًا لبحث المعاناة والأوضاع الإنسانية في غزة ووضع حلول مستدامة تنهي الصراع، وخاطب الحضور قائلا “هذه مسؤوليتنا جميعا... فمن دون الأمن والسلام، لن تجدي التحركات الدبلوماسية نفعا”.
وقال “إن الشراكة بين الجانبين الأوروبي والخليجي هي من أولوياتي منذ استلام مهمتي، وقد اجتمعت مع العديد من صناع القرار والشخصيات في دول التعاون الخليجي وبحثت معهم كيفية تنمية التعاون التنموي وتعزيز الاستثمارات في المنطقتين بصورة أفضل من السابق، إضافة إلى المباحثات في كل المجالات وتصدرها الجانب التجاري للوصول إلى نمو أكبر في معدلات التبادل”.
واختتم بتأكيده أن دول الخليج العربي لديها رؤى اقتصادية حديثة ومتقدمة للاقتصاد المتنوع والمستدام بشكل قوي، واستراتيجياتها الجديدة توفر عناصر مهمة للمستقبل.

اقتصاد ديناميكي
ووافقه الرأي رئيس ديوان نائب الرئيس التنفيذي بالمفوضية الأوروبية مايكل هاغر، الذي تحدث أمام الجلسة الافتتاحية في كلمة بعنوان “الاقتصاد الذي يعمل من أجل الناس”، ليشير إلى أن دول الخليج تتمتع باقتصاد ديناميكي، ويتلاقى مع عناصر عدة من أولويات “أوروبا”، ما يلزم أن يبادر الاتحاد الأوروبي بتقديم عروض باعتباره السوق الأول للاستثمار والتعاون والأبحاث، ومع التغيرات العالمية، نعمل للاستدامة والتنوع بين المنطقتين لتستفيد كل الأطراف من المواطنين إلى الكيانات الاقتصادية.

البحرين كنموذج
وتحدث الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية خالد حميدان، ليؤكد أن التعاون مع دول الاتحاد الأوروبي مسألة مهمة بالنسبة لنا فهو اقتصاد ضخم يمثل قرابة 70 % من اقتصادات العالم، فيما تعد دول الخليج العربي من أهم الاقتصادات التي يتجاوز ناتجها المحلي السنوي أكثر من تريليون دولار ويواصل ارتفاعه، ما يجعلنا نهتم معا ببناء التاريخ المشترك، في مسار دول الخليج التي تواصل الاقتصاد المتنوع، ومملكة البحرين تعد نموذجا ناجحا في هذا المجال.
ودلل على ذلك قائلا “في العام الماضي، أصبح قطاع الخدمات المالية في البحرين أكبر قطاع في اقتصادنا، ولدينا فرص كبيرة في مجالات الاستثماري السياحي واللوجستي وغيرها من قطاعات، ننظر فيها إلى الأمام للتعاون مع الاتحاد الأوروبي، ونرحب بكل المبادرات”.
وشملت أعمال المنتدى جلسات نقاشية عن الطاقة المستدامة وأمن الطاقة واستراتيجيات تنشيط التنويع الاقتصادي، والاقتصاد الدائري كطريق للاستدامة الاقتصادية، وقيادة التنقل والاتصال المستدامين في قطاعي الخدمات اللوجستية والنقل الخضراء، علاوة على تمكين المرأة في الاقتصاد واستراتيجيات الشمول الاقتصادي والتنمية المستدامة.