+A
A-

خطر تناول أكثر من قطعة لحم حمراء واحدة أسبوعيا

كشفت دراسة جديدة عن أن تناول أكثر من حصة واحدة من اللحوم الحمراء أسبوعيًا يمكن أن يزيد من فرصة الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وتضاف هذه الدراسة إلى الأبحاث السابقة التي توضح أن استهلاك اللحوم الحمراء قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والوفاة.
تزيد كل حصة من اللحوم الحمراء المتناولة يوميًا من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني 1.28 مرة، وفقًا لبحث أجرته جامعة Harvard T.H. Chan School of Public Health.
كان أولئك الذين تناولوا أكبر كمية من اللحوم الحمراء - ما بين 1.56 و1.97 حصة يوميًا - أكثر عرضة بنسبة 62% لخطر الإصابة من أولئك الذين تناولوا حصة أقل في الكمية تراوحت بين بين 0.26 و0.45 حصة يوميًا.
بلغت نسبة إمكانية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني 51% فيما يخص تناول اللحوم الحمراء المصنعة، في حين بلغت النسبة 40% فيما يخص تناول اللحوم الحمراء غير المصنعة.
يعتقد الباحثون أن اللحوم الحمراء تزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، بسبب ما تحتوي عليه من مستويات مرتفعة من الدهون المشبعة التي تقلل من حساسية الأنسولين والنترات الذي يعزز مقاومة الأنسولين. لذا، أوصى باحثو جامعة هارفارد بتناول حصة واحدة فقط من اللحوم الحمراء أسبوعيًا لتحسين الصحة.
وجد الباحثون أن استبدال حصة واحدة من اللحوم الحمراء يوميًا بحصة من مصادر البروتين النباتية مثل المكسرات أو البقوليات يقلل من خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري بنسبة 30%، وأن استبدال حصة من اللحوم الحمراء بمنتجات الألبان يقلل من خطر الإصابة بنسبة 22%.
ليست هذه المرة الأولى التي يثبت فيها وجود علاقة بين مرض السكري واللحوم الحمراء، إذ يرتفع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 18% جراء تناول 50 جرامًا من اللحوم الحمراء غير المعالجة، في حين يرتفع خطر الإصابة 20% جراء تناول 50 جرامًا من اللحوم الحمراء المعالجة، وفقًا لدراسة سابقة نشرت في Diabetologia.
لقد تابع الباحثون البيانات الصحية لـ 216,695 مشاركًا على مدار 36 عامًا، واكتشفوا الارتباط القوي بين اللحوم الحمراء ومخاطر الإصابة بالسكري خلال 10 إلى 15 عامًا قبل التشخيص.
يبلغ عدد المواطنين المصابين بمرض السكري في الولايات المتحدة 37 مليون مواطن، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. ومن بين هذا العدد، يعاني ما بين 90% و95% مرض السكري من النوع الثاني.
أظهرت الأبحاث السابقة أن استهلاك اللحوم الحمراء قد يرتبط بمخاطر صحية سلبية. وقد صنفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية اللحوم الحمراء على أنها أحد مسببات السرطان، استنادًا إلى أدلة محدودة أظهرت أنها قد تسبب سرطان القولون والمستقيم.
وهو ما وجدته دراسة نُشرت عام 2015 في مجلة Cancer Discovery أن تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء والمعالجة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
ارتبطت اللحوم الحمراء بمخاطر الإصابة بسرطان البنكرياس لدى الرجال ولكن ليس النساء، وفقًا لتحليل جمع بين دراسات متعددة قامت به المجلة البريطانية للسرطان.
وجد الباحثون في عام 2019 أن زيادة إجمالي تناول اللحوم الحمراء والمعالجة بمقدار 3.5 حصص أسبوعيًا أو أكثر على مدار ثماني سنوات يرتبط بارتفاع خطر الوفاة بنسبة 10% في السنوات الثماني المقبلة. تساهم المواد الكيميائية التي تُنتج في المعدة بعد تناول اللحوم الحمراء في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وفقًا لدراسة نُشرت في تقارير تصلب الشرايين والتخثر وبيولوجيا الأوعية الدموية. ويزداد الخطر بنسبة 22% لكل وجبة يومية من اللحوم الحمراء.
على الجانب الآخر وجدت مجموعة من الباحثين أدلة في عام 2019 تنفي الادعاءات التي تدعو المواطنين إلى تناول كميات أقل من اللحوم الحمراء.
واقترحوا أن يستمر الأميركيون في تناول اللحوم الحمراء بالمعدل المعتاد، لأن الأبحاث التي تشير إلى أنه يجب عليهم استهلاك كميات أقل كانت ”محدودة". وقال الباحث برادلي جونستون، عالم الأوبئة في جامعة دالهوزي في كندا، لصحيفة نيويورك تايمز، "لسنا متأكدين من أدلة تقليل المخاطر".
ومع ذلك، فقد قوبلت الورقة بانتقادات كبيرة من منظمات مثل جمعية السرطان الأميركية، وجمعية القلب الأميركية، وجامعة Harvard T.H. Chan School of Public Health. حتى إن لجنة الأطباء للطب المسؤول قدمت التماسًا فيدراليًا إلى لجنة التجارة الفيدرالية ضد المجلة التي نُشر فيها البحث، زاعمة أن البيانات المقدمة في الدراسة كانت كاذبة.
أصدرت المجلة التي نُشر فيها البحث لاحقًا تصحيحًا يكشف أن جونستون قد تلقى تمويلًا من منظمات مدعومة جزئيًا من قطاع الأغذية لبعض أبحاثه السابقة المنفصلة  بحسب فوربس.