احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر بعيد الاتحاد، وتحت شعار “روح الاتحاد”، وبمرور اثنين وخمسين عاما على تأسيس الدولة الاتحادية التي ضمّت سبع إمارات في نسيج واحد قوي ومتناغم في الرؤى والطموحات، واستطاعت الدولة الشقيقة خلال عقود قليلة في حساب الزمن، أن تحقق العديد من المكتسبات والنجاحات في مختلف المجالات، وأصبحت قبلة للزائرين من السياح والمستثمرين لما تملكه من مقومات عديدة وبنية تحتية وخدمات متطورة، للمواطنين والمقيمين. وليس مصادفة أن يقترن احتفال دولة الإمارات هذا العام بعيد الاتحاد، مع انطلاق مؤتمر الأطراف العالمي (كوب 28) في دبي، والذي يجمع الأطراف الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، بشأن التغيّر المناخي؛ والذي نجحت دبي في تنظيمه تنظيما رائعا.
فذكرى تأسيس الاتحاد مناسبة وطنية قادها المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، والذي يعد القلب النابض لهذا الاتحاد وباني نهضتها المزدهرة، والذي عمل على تحقيق وبناء ركائز أساسية قوية لدولة الإمارات العربية المتحدة، واليوم يقوم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بنفس النهج لتطوير بلاده وتنميتها والمحافظة على المكتسبات التي تحققت خلال 52 عاما من عمر النهضة التنموية للاتحاد. وسلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة تربطهما علاقات منذ القدم، وهي علاقات تاريخية وأُسرية وثيقة، وتنطلقان من محطات التاريخ التليد والجغرافيا المترابطة الراسخة والقوية والمتميزة بين القيادتين والشعبين الشقيقين، فالمناسبات الوطنية ذكرى عطرة للدول، حيث يعد الثاني من ديسمبر علامة فارقة للإمارات، لذا نبارك لدولة الإمارات الشقيقة حكومة وشعبا ذكرى يومهم الوطني المجيد، أدام الله عليهم نعمة الرخاء والأمن والاستقرار. وستظل علاقات البلدين راسخة، وهما يقدمان اليوم نموذجا مميزا من علاقات المحبة والمودة والأخوة، مثلما هي علاقات عمان مع شقيقاتها في دول مجلس التعاون الخليجي، فأعداء النجاح هم أصدقاء الفشل، وفي الإمارات لا وجود للفشل نهائيا، والسفينة تسير بتوازن بقيادة ربان السفينة “أبو خالد” في دولة هدفها أسمى وأعلى مما تحقق، وطموحها يعلو على السحاب، فرحم الله المؤسس وأطال في عمر الحفيد.. والله من وراء القصد.
كاتب عماني ومحلل سياسي في الشؤون الخليجية