+A
A-

شاهدتُ لكم: الفيلم الهندي “عزيزي جاسي” في “البحر الأحمر السينمائي”

يشتهر المخرج تارسيم سينغ داندوار بأفلامه المذهلة بصريا، ومع ذلك ومع أحدث أفلامه الذي شاهدته لكم في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي “عزيزي جاسي”، إذ يتخذ سينغ نهجا مختلفا، حيث يتبنى البساطة لتقديم أقوى أعماله. 
الفيلم الذي عرض بحضور طاقم الفيلم الهوليودي مرة، ويستند إلى قصة حقيقية مأساوية بدأت في تسعينات القرن العشرين في البنجاب الهند، لاقى إعجاب الجميع في المهرجان، وسمح أسلوب صناعة الأفلام الكلاسيكي للفيلم للجمهور بالانغماس الكامل في الرحلة العاطفية للشخصيات.
تم تأطير الفيلم من قبل المغني والملحن البنجابي الشهير كانوار جريوال، الذي يقدم الحكاية ويرويها لنا، وتضيف موسيقاه جودة خالدة إلى القصة، ما يجعلها تبدو وكأنها شيء متوارث عبر الأجيال مع الحوار البنجابي الذي يعزز كل الأصالة.
في التفاصيل، “عزيزي جاسي” يتبع قصة جاسي فتاة هندية تبلغ من العمر 19 عاما من عائلة ثرية انتقلت إلى كندا، وميثو سائق عربة فقير تلتقي به أثناء زيارتها لأقاربها في الهند. على الرغم من خلفياتهما الاجتماعية والمالية المختلفة، إلا أنهم يقعون في الحب من النظرة الأولى، وتبدأ خطوبتهما مبدئيا، مع تطور النظرات الصامتة إلى اتصال عميق، وتعلن جاسي رغبتها في البقاء في الهند إلى الأبد، لكن القدر لديه خطط أخرى.
تجبر جاسي على العودة إلى كندا، لكنها تواصل التواصل مع ميثو من خلال سلسلة من الرسائل، والذي يطلب من مدرس محلي لقراءة الرسائل له لأنه لا يستطيع القراءة بنفسه. المعلم الذي يشعر بالحرج من تعبيرات الحب العاطفية في الرسائل، يبتعد أثناء قراءتها بصوت عال إلى ميثو.
في محاولة للم شمله مع ميثو، يرسل له جاسي سرا المال للحصول على جواز سفر وتذكرة طائرة إلى كندا، ومع ذلك يقع ضحية لوكلاء السفر المحتالة ويفقد الأموال، ودون رادع تعود جاسي إلى الهند في زيارة أخرى وتلجأ إلى تخدير أقاربها بالحبوب المنومة حتى يتمكن ميثو من زيارتها وهم فاقدون للوعي، لكن علاقتهما تأخذ منعطفا خطيرا عندما يطلق عمها النار على الخاطب المحتمل لابن عمها ويجرحه، ما يؤدي إلى تشديد الإجراءات الأمنية في مجمع العائلة.
على الرغم من العقبات، يتزوج جاسي وميثو سرا، ومع ذلك فإن سعادتهم لم تدم طويلا عندما توفي والد جاسي واكتشفت والدتها علاقتهما، ويتم القبض على ميثو واتهامه زورا بالاغتصاب، ما أدى إلى سلسلة من المصائب التي تنتهي في النهاية بمأساة.
يركز السيناريو الذي كتبه أميت راي ويستند إلى تقارير الصحافي الكندي فابيان داوسون، بشكل أساس على البطلين الشابين، ويتم تصوير البالغين في القصة على أنهم عنيفون أو مسيئون أو هستيريون، مع التركيز على التحديات التي يواجهها جاسي وميثو.
 “عزيزي جاسي” هو فيلم رائع يعرض قدرة تارسيم سينغ داندوار على تكييف أسلوبه في صناعة الأفلام ليناسب القصة المطروحة، مع إحساسه بالحكايات الشعبية الخالدة وقصته الحقيقية.
يقدم الممثلان الرئيسان غير المعروفين نسبيا بافيا سيدو ويوغام سود عروضا مقنعة تجسد سذاجة وشدة حب جاسي وميثو. تذكرنا كيمياءهم بروميو وجولييت في العصر الحديث، ومع جرعة نوم تلعب دورا مهما في القصة، وتترك التسلسلات المناخية التي نظمها المخرج بخبرة تأثيرا دائما على المشاهدين.
“عزيزي جاسي” بمثابة تذكير بأن قصص الحب المأساوية لا تقتصر على الخيال، ويسلط الفيلم الضوء على أحداث الحياة الواقعية التي وقعت في جميع أنحاء العالم.
من خلال بساطته ورواية القصص القوية، يتردد صداه مع الجماهير على المستوى العاطفي العميق.