العدد 5538
الأربعاء 13 ديسمبر 2023
banner
مجلس التعاون الخليجي.. عنوان الصفاء
الأربعاء 13 ديسمبر 2023

احتضنت دولة قطر أعمال القمة الخليجية في دورتها الرابعة والأربعين، وقد خرجت بقرارات وتوصيات مهمة حفلت بالكثير من النتائج التي سيكون لها صدى على مواطني دول مجلس التعاون في السنوات القادمة، وتسهم في توطيد دعائم العمل الخليجي المشترك، بل وتعزز آمال وتطلعات المواطنين نحو مزيد من التكامل والترابط والعمل على الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة العمل المشترك المثمر.
وبإذن الله تعالى، تكون هذه القمة بداية انطلاقة قوية للأمام، وعنوان صفاء ودفعة قوية ومتجددة لهذا المجلس الذي مر بمراحل من الأزمات، فمسيرة المجلس الحافلة والقرارات الموضوعية الجادة، تتطلب التفعيل والإسراع فيها، واليوم نحن نرى لم الشمل في قمة الدوحة بعد خمس قمم متتالية في الرياض، وهي رسالة بأن المجلس تجاوز كل العقبات ويسير في الطريق الصحيح لتعزيز التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية والتنموية وغيرها. وهذه القمة ركزت على حل الأزمات التي تشهدها المنطقة العربية والعالم والتخفيف من آثارها، حيث بحثت عدة ملفات كانت مطروحة، لاسيما الوضع في الأراضي الفلسطينية، والموقف الخليجي الموحد تجاه وقف الحرب فورا ونهائيا ليعم الأمن والاستقرار المنطقة، فالوضع العالمي والإقليمي والمتغيرات المتلاحقة تتطلب من دول مجلس التعاون الخليجي تجسيد المواقف وتوحيدها إزاء القضايا والتحديات التي تواجهها المنطقة والعالم من جهة، والعمل على تعزيز مكتسبات مجلس التعاون في شتى المجالات، بما يحقق تطلعات دول المجلس وشعوبها.
وكان على رأس هذه القضايا التطورات الجارية في غزة والعدوان الذي يتعرض له هذا الشعب الشقيق، لذا استحقت قمة الدوحة التي حضرها الرئيس التركي بحق أن يطلق عليها قمة القضية الفلسطينية، وقمة تعزيز العمل الخليجي المشترك. وكلنا يعلم أهمية مجلس التعاون الخليجي رغم ما مر به من تحديات وعقبات وقضايا وأزمات، لكن استمراره وانعقاده سنويا، دليل محبة وأخوة بين الأشقاء، وأن العمل جار لتحقيق الأهداف المنشودة وتجاوز كل الخلافات حرصا من قادتنا وحفاظا على قوة مجلس التعاون وتماسكه ووحدة الصف بين أعضائه، لتحقيق المزيد من التنسيق والتكامل والترابط في جميع الميادين، وهذا ما تتطلبه المرحلة الراهنة والقادمة.
نعلم يقينا أن قمة الدوحة حققت أهدافها ونتائجها المرسومة لها التي تخدم هذه المسيرة المباركة وتمتين أواصر التعاون. وغدا بإذن الله ستكون هناك لقاءات وزيارات بين الأشقاء وفتح صفحة جديدة مباركة بيضاء بين الدوحة والمنامة، وحضور جلالة ملك البحرين هذه القمة دليل ترابط أخوي بين البلدين وأن الأمر كان سحابة صيف مرت بسلام، وإننا نتطلع لإزالة كل الحواجز وكل المعوقات بين دول المجلس والعمل على تقوية الترابط وتحقيق تطلعات الشعوب الخليجية وتذليل كل العقبات التي تعترض مسيرة العمل المشترك الخليجي بما يعزز أمن منطقتنا واستقرارها.
فجمع الشمل في دوحة الخير، دليل خير وبركة أننا نسير في الطريق، وانطلاقة جديدة ومتجددة لمسيرة المجلس الذي أنشئ ليستمر، وذلك انطلاقا من حرص قادة دولنا ونهجهم الصريح والثابت وتأكيدا منهم بأننا إخوة تربطنا لغة ودين وجغرافيا وعادات وتقاليد وتاريخ طويل، فعلينا أن نتمسك بهذا البيت الخليجي، ونعمل على الحفاظ عليه ليبقى موحدا وقويا اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا. والله من وراء القصد.

كاتب وصحافي عماني
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية